خلف تعيين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيسا ًجديداً لجامعة "بوغاز إيجي" المتميزة على مستوى البلاد، ردود أفعال من طلاب الجامعة وأكاديمييها، قاد إلى حصول تظاهرات، أمس الإثنين، في حرم الجامعة، قابلتها اعتقالات طاولت عدداً من الطلاب.
وفي اليوم الأول من العام الجديد، أصدر أردوغان قراراً بتعيين البروفسور مليح بولو رئيساً للجامعة، ضمن تعيينات جديدة وفق الصلاحيات التي باتت ممنوحة له، بعد تعديلات أقرت في عام 2016 مع فرض قانون الطوارئ، حيث كان اختيار رئيس الجامعة يتم عبر الانتخاب.
وأثار التعيين الأخير حفيظة الطلاب والأكاديميين والخريجين لثلاثة أسباب، الأول رفضهم فرض رئيس للجامعة على طريقة التعيين والمطالبة العودة لنظام الانتخاب السابق، والثاني أن بولو جاء من خارج الجامعة على عكس ما كان يجرى سابقاً، إذ كان رئيساً لجامعة الخليج، والثالث أنه كان مرشحاً سابقاً في لوائح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.
وأطلق المتظاهرون، أمس، هتافات من قبيل "لا نريد تعيين وكيل"، و"ليرفع حزب العدالة والتنمية يده عن الجامعات"، "استقل يا مليح"، وخلال التظاهرة وضعت القيود على باب الجامعة في إشارة لاستقلالية التعليم، فيما شهدت التظاهرة بين الفترة والأخرى مناوشات مع قوى الشرطة واعتقال 4 طلاب، أفرج عنهم لاحقاً.
وخلال التظاهرة ألقي بيان صحافي جاء فيه "نحن طلاب جامعة بوغاز إيجي نرفض تعين رئيس جديد للجامعة، حيث كانت تشهد الجامعة تجسيداً للديمقراطية حتى عام 2016، كما أنه منذ الانقلاب العسكري في عام 1980 لأول مرة يتم تعيين رئيس للجامعة من خارجها".
وطالب الطلاب "بأن يكون موضوع انتخاب الرئيس خارجاً عن الحسابات السياسية وأن يعود القرار للجامعة وإدارييها وفق القواعد الأكاديمية. ومشكلة الطلاب تتعدى الرئيس المعين مليح بولو، وتتجاوزه إلى الحرية الفكرية والعلمية المستقلة، وأن يشمل ذلك جميع الجامعات التركية".
وفي صباح اليوم الثلاثاء، أعلنت مديرية الأمن في إسطنبول عن صدور قرار توقيف 28 شخصاً لمخالفتهم القانون المتعلق بالتظاهر والتجمعات، ومقاومة الموظفين العموميين، شملت 13 منطقة و24 عنواناً، اعتقلت 16 منهم وأعلنت أنهم ينتمون لتنظيمات متطرفة.
وبحسب القرار الرئاسي الصادر في عام 2016، فإن مجلس التعليم الأعلى يقدم مقترحاته لرئيس الجمهورية من أجل تعيين رؤساء الجامعات من مستوى بروفسور ويتم تعيينه بعد نحو شهر من الاقتراح، مما وضع انتخاب رئيس الجامعات على الرفوف منذ 5 سنوات.
وتخشى الحكومة التركية من انتشار الاحتجاجات في الجامعات الأخرى، وتتهم أحزاباً يسارية وتنظيمات محظورة باستغلال الحادثة لإشعال مواجهات تذكر بتظاهرات تقسيم في عام 2013، وتتهم المتظاهرين بأنهم يخالفون الضوابط المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا.
المعارضة التركية، متمثلة بحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، دعمت بشكل كبير التظاهرات، وخاصة مع مشاركة رئيسة فرع الحزب في إسطنبول جانان كافتانجي أوغلو المتظاهرين في الجامعة، ومشاركة منشورات داعمة للمتظاهرين، وكذلك الأمر مع رئيس بلدية إسطنبول عن تحالف الشعب المعارض أكرم إمام أوغلو الذي أعلن دعمه الطلاب المتظاهرين.
في المقابل، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشليك، في مؤتمر صحافي، إن "قرار التعيين يعود للرئيس وفق القوانين، ولا يجب أن يحاكم رئيس الجامعة وفق هويته السياسية حيث سبق أن كان هناك رؤساء للجامعة كانت هويتهم السياسية واضحة، فالهوية السياسية ليست تهمة".
وأضاف "نحن نقدر طلبة وأكاديميي الجماعة ولكن هناك دعوات للطلاب وفق أشكالهم، فهل تدار الجامعات بهذه الطريقة، وقرار التعيين كان عبر الكفاءة والمهم هو الوصول للأهداف الأكاديمية"، منتقداً حزب الشعب الجمهوري ومواقف كافتانجي أوغلو الداعمة للمتظاهرين بسبب "آمالها السياسية" على حد قوله.
يذكر أن جامعة "بوغاز إيجي"؛ وتعني "البوسفور"، هي في مقدمة أفضل الجامعات التركية، وضمن أفضل مئتي جامعة على مستوى العالم.