- المحتجون رفعوا لافتات تحيي المحافظات السورية ومجسماً لشجرة سنديان ترمز للنصر، مؤكدين على استمرارية الثورة ورفض أي شكل من أشكال التقسيم.
- الناشطون والحقوقيون يؤكدون على تجدد الحراك في السويداء رغم محاولات النظام وحلفائه لإخماده، مشددين على أهمية الاعتراف الدولي بمعاناة الشعب السوري ومحاسبة المجرمين.
تجمعت حشود شعبية غفيرة من المحتجين والمحتجات، اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، إحياءً لذكرى انطلاق الثورة السورية عام 2011.
وخلال الوقفة، حمل المحتجون لافتات تحيي المحافظات السورية، وتندّد بالمجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري خلال الثلاثة عشر عاماً الأخيرة، ضد أبناء المدن السورية وأطفالها ونسائها وشيوخها.
ورفع المتظاهرون، اليوم الجمعة، مجسماً ضخماً لشجرة سنديان في نهايتها يد ترفع شارة النصر.
ويسعى المنظمون في الحراك خلال الأيام الثلاثة القادمة إلى استكمال الذكرى السنوية لانطلاقة الثورة السورية، من خلال فعاليات مخصصة للتذكير بالمجازر التي ارتُكبت بحق الشعب السوري خلال سنوات الحرب (كمجازر الإعدام الجماعي بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية بدمشق وفي حلب وإدلب، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين من بينهم أطفال ونساء).
في هذا السياق، يقول الناشط المدني علي حرب، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "تظاهرة اليوم كانت رسالة لكل سوري دمرت قوات النظام وروسيا وإيران منزله وقريته، وقتل من ذويه (...) إننا من السويداء مستمرون حتى رحيل من هجّركم وشردكم".
وأضاف الناشط أنه "على امتداد ثلاثة عشر عاماً والشعب السوري يذوق ثمن طلبه لحريته وكرامته دماً وتهجيراً"، متسائلاً: "ألم يحن للمجتمع الدولي أن يستفيق ويعمل جديّاً لإنقاذ هذا الشعب العريق ويحاسب مجرمي السلطة؟".
وأكدت الهتافات واللافتات التي أطلقها ورفعها المحتجون على أن "حراك السويداء القائم هو استمرار للثورة السورية، وموجة ثانية لها".
وحول ذلك، تقول الناشطة الحقوقية سلام عباس، إن "حراك السويداء إذ يحتفل اليوم بالذكرى الثالثة عشر لانطلاق الثورة السورية، إنما يعبر على أنه امتداد لها، مؤكداً تمسكه بجذوره السورية، رافضاً لأي شكل من أشكال التقسيم الذي تروّج له بعض الجهات التي أصبحت تبعيتها الأمنية مكشوفة للقاصي والداني"، مكذبةً "ادعاءات النظام وأبواقه التي تسعى جاهدة لبث الفتن بين السوريين وأبناء السويداء السورية".
ورغم رهان النظام على انحسار الحراك وتراجعه في السويداء مع تقدم الأيام، إلا أن الحراك الذي مضى على انطلاقته سبعة أشهر ودخل شهره الثامن، يجدد نفسه في كل يوم، إن لم يكن من ناحية الكم فمن ناحية النوع، فيما تشهد الأيام الأخيرة من الشهر السابع لانطلاقته انضمام مجموعات جديدة من المواطنين الذين كان سبب خروجهم المباشر حادثة مقتل الباروكي برصاص قوات النظام.
وقال الناشط المدني مظفر الحلبي، في حديثه مع "العربي الجديد": "كلما زاد رهان النظام على سلخنا عن سوريتنا ازددنا تمسكاً بها، ثورتنا باقية وتزدان كل يوم بمجموعة جديدة من الأحرار الثائرين على الظلم والعبودية والجوع". وأضاف أن "الحراك يؤكد كل يوم بقاءه صامداً رغم الحرب الإعلامية الشعواء التي يشنها عملاء إيران علينا".