تظاهرات السويداء مستمرة.. حضور لافت لرجال الدين والنساء

13 سبتمبر 2024
تظاهرات السويداء 13 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

بحضور لافت لرجال الدين وعدد من الشخصيات البارزة في الحراك السلمي، التي غابت عن ساحة الكرامة خلال الأسابيع القليلة الماضية، احتشد المئات من أبناء محافظة السويداء جنوب سورية اليوم في جمعة جديدة وتحت شعار "الدين لله والوطن للجميع"، والذي يذكر بالبيان الأول للثورة السورية الكبرى عام 1925، التي قادها سلطان باشا الأطرش ضد الفرنسيين. وكذلك عاد اليوم إلى الساحة الزي العربي للنساء المحتجات في إشارة، كما قالت إحداهن لـ"العربي الجديد"، لدور الأم وموقعها من الحراك الثوري ومحاولات السلطة إجهاضه بكل السبل.

الحشد المتزايد اليوم في ساحة الكرامة جاء رداً عفوياً على البيان الصادر من الشيخ يوسف جربوع أحد القادة الروحيين للطائفة الدرزية قبل يومين، والذي أعلن فيه عدم شرعية الهيئة الناطقة باسم الحراك في تمثيل الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، مؤكداً أنها تمثل الشيخ حكمت الهجري فقط.

في هذه الأثناء، تتابع السلطات الأمنية محاولات إجهاض الحراك الشعبي في السويداء، من خلال تشكيل هيئات حزبية في القرى والبلدات، تسعى من خلالها لحشد أكبر عدد من المجموعات الحزبية الموالية، من أجل خلق انشقاقات عمودية، وعقبات تؤدي إلى صدامات مباشرة بين الأهالي، حتى ضمن القرى والبلدات.

ومن جهة أخرى، كثفت القيادات الحزبية من حضورها في المدارس والمراكز الثقافية والمنتديات منذ بداية العام، في إشارة واضحة لاستعادة دور حزب البعث والسلطة على معظم مؤسسات الدولة، وخاصة القطاع التعليمي والثقافي، بعدما جرى تحييد هذه السلطات الحزبية خلال عام الانتفاضة.

وكانت شبكة الراصد المحلية قد كشفت خلال الأسبوع الماضي عن فضيحتين للجهاز الحزبي والسياسي تمثّلت الأولى في سحب الكتب المدرسية الجديدة من أيدي التلاميذ بعد انتهاء أعمال التصوير لجولات أمين فرع حزب البعث ومدير التربية على المدارس، والثانية كانت بحفل تكريمي للمتفوقين من طلاب الشهادتين الثانوية والإعدادية، وبحضور المحافظ وأمين فرع الحزب وعدد من المسؤولين، حيث جرى تكريم الطلاب بمبلغ 25 ألف ليرة سورية، ما يعادل 2 دولار أميركي، وما يقل بضعفين عن أجور النقل للطلاب وأهاليهم المكرمين، إلى مكان التكريم.

 

يقول الناشط المدني مدحت أبو رسلان لـ"العربي الجديد"؛ إنه في كل يوم يتوقع أن يتراجع الحراك الشعبي أو يتوقف نتيجة للضغوط الأمنية والاقتصادية وحتى المجتمعية أحياناً، وفي كل جمعة يشاهد الجميع الإقبال والوجوه الجديدة. "حتى إننا في الحراك بتنا نؤكد أن معظم أهالي السويداء قد شاركوا بشكل أو بآخر في الاحتجاج وفي ساحات الكرامة". وأضاف:

"وبات واضحاً أن كل فعل تقوم به الأجهزة الأمنية والعصابات التابعة لها تقابله ردة فعل واضحة في الحراك الشعبي، وخاصة أعمال العنف التي تُغذيها هذه الأجهزة" كما قال.

ويتابع أبو رسلان: "اليوم أردنا أن نوجه رسالة لكل السوريين مفادها أن الهيئة الممثلة للحراك الشعبي تنطلق من الأسس والمبادئ الوطنية لتحرير سورية من كل الاحتلالات وفي مقدمتها السلطة القمعية، وبناء الدولة المدنية وفق المبادئ والقرارات الدولية". وتابع في هذا السياق: "وأن الدين ورجالات الدين من كل الأطياف مكانهم المنطقي هو دور العبادة وليس السياسة، وحضورهم للساحة لأنهم مواطنون ولهم حقوقهم، وإن أي دولة مدنية تسودها العدالة والقانون تحفظ حقوق الجميع وأولهم المتدينون في ممارسة حقوقهم المشروعة في العبادة دون فرض أو قمع أو اضطهاد في ظل قانون عادل يحمي الجميع".