منذ أول استخدام قتالي لطائرة "بيرقدار" المسيرة التركية شرق أوكرانيا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعيش منطقة دونباس (تضم مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك) حالة من التصاعد للنزاع بين قوات الجيش الأوكراني والمسلحين الموالين لروسيا، وسط غموض حول آفاق عقد جولة جديدة من المفاوضات فيما يعرف بـ"إطار نورماندي" الذي يضم قادة روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اجتماع حول قضايا الدفاع أمس الثلاثاء، أن روسيا تتابع عن كثب استخدام الطائرات المسيرة بالقرب من الحدود الروسية، بينما شدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، على أن "روسيا هي بلد سيواصل اتخاذ إجراءات لضمان أمنها على خلفية التوجهات التوسعية العدوانية، ولا سيما من قبل حلف الناتو وعدد من الدول".
ونفى بيسكوف ما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية حول حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية. ومن اللافت أن اتفاقات "مينسك" للتسوية الأوكرانية لا تسمح باستخدام الطائرات المسيرة في منطقة دونباس إلا لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي آخر تقرير لها، رصدت بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، 988 انتهاكا لنظام وقف إطلاق النار في دونيتسك، و471 في لوغانسك في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي.
وفي كييف، تقدم وزير الدفاع الأوكراني، أندريه تاران، باستقالته بالتزامن مع التصعيد في دونباس ومقتل جندي أوكراني آخر ليلة أمس، وسط توقعات بأن يخلفه في منصبه نائب رئيس الوزراء لشؤون إعادة اندماج الأراضي المحتلة بشكل مؤقت، أليكسي ريزنيكوف، بينما تم تعيين القومي المتشدد، دميتري ياروش، مستشارا للقائد العام للجيش الأوكراني.
ولا يزال الغموض سيد الموقف في ما يتعلق بآفاق عقد لقاء جديد في "إطار نورماندي"، ولو على مستوى وزراء الخارجية، إذ حمل عميد دبلوماسية الكرملين، سيرغي لافروف، كييف المسؤولية عن تخاذلها عن تحديد وتثبيت الوضع الخاص لدونباس على مستوى قانون البلاد.
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن أول استخدام قتالي للطائرات المسيرة الضاربة التركية من طراز "بيرقدار تي بي 2" في دونباس، مما زاد من حدة الوضع في المنطقة.