تصاعدت الاحتجاجات ضدّ الحكومة العسكرية في ميانمار بسرعة صباح اليوم الإثنين، بعد أسبوع على الانقلاب، حيث تجاوز الحشد في وسط مدينة رانغون ألفاً بحلول منتصف النهار، بعد أن كان يضم بضع مئات من الأشخاص، وأطلقت السيارات المارة أبواقها تضامناً مع المتظاهرين.
وردّد المتظاهرون عند تقاطع رئيسي بوسط مدينة رانغون هتافات، ورفعوا تحية بثلاثة أصابع، ولافتات تقول "ارفضوا الانقلاب العسكري"، و"العدالة لميانمار"، وفق "أسوشييتد برس".
وقالت الممرضة آي ميسان التي تعمل في مستشفى حكومي خلال الاحتجاج، وفق "رويترز"، "يقود العاملون في قطاع الصحة هذه الحملة لحث جميع الموظفين الحكوميين على الانضمام (لحركة العصيان المدني)".
وقالت المتظاهرة هنين ثازين (28 عاماً)، التي تعمل في أحد المصانع لوكالة "فرانس برس": "هذا يوم عمل، لكننا لن نعمل، حتى لو تم تخفيض رواتبنا".
وانضمّ عمّال آخرون إلى الحركة، بالإضافة إلى طلاب، كما تصدّرت مجموعة من الرهبان بأردية بلون الزعفران الاحتجاجات مع العمال والطلاب، ورفعت أعلاماً بوذية متعددة الألوان، إلى جانب لافتات باللون الأحمر الذي يرمز إلى حزب سو تشي.
وكُتب على إحدى اللافتات "أفرجوا عن زعمائنا، احترموا أصواتنا، ارفضوا الانقلاب العسكري". وكُتب على لافتات أخرى "أنقذوا الديمقراطية" و"قولوا لا للدكتاتورية".
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين المناهضين للانقلاب الذين احتشدوا في العاصمة نايبيداو، بحسب مصوّر لـ"فرانس برس" كان في المكان. وشاهد المصوّر شخصين مصابين، بينما أظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي شخصين سقطا أرضاً بعدما استخدمت ضدّهم المياه التي يعتقد أنها تحتوي على مواد كيميائية.
وشارك الآلاف في مسيرتين بمدينة داوي الساحلية بجنوب شرق البلاد وفي عاصمة ولاية كاتشين في أقصى الشمال. وتعكس الحشود الكبيرة رفض مجموعات عرقية مختلفة للحكم العسكري، حتى أولئك الذين كانوا ينتقدون سو تشي ويتهمون حكومتها بإهمال الاقليات.
وكان عشرات آلاف الميانماريين تظاهروا أمس الأحد في كلّ أنحاء البلاد ضد الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيسة الفعلية للحكومة المدنية أونغ سان سو تشي.
وهذه أكبر تظاهرات تشهدها ميانمار منذ "ثورة الزعفران" التي قتل خلالها العشرات على أيدي العسكريين في 2007. وعاشت ميانمار نحو خمسين عاماً منذ استقلالها في 1948 تحت حكم الجيش.