تشديد الإجراءات الأمنية بالسفارة التركية في بغداد إثر تهديدات مليشيا "النجباء"

12 اغسطس 2021
هددت فصائل موالية لإيران باستهداف المصالح التركية في العراق (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تداولت وسائل إعلام محلية عراقية، اليوم الخميس، وثيقة أمنية مسرَّبة صادرة عن وزارة الداخلية في بغداد، تفيد بتنفيذ إجراءات مشددة لحماية السفارة التركية في العراق من استهداف إرهابي محتمل.

ويأتي ذلك بعد أيام من سلسلة تهديدات صدرت عن مليشيات عراقية موالية لإيران لتركيا، تتعلق بالعمليات العسكرية التركية ضد مسلحي حزب العمال الذي ينشط في بلدات حدودية عراقية ويتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات إرهابية داخل الأراضي التركية.

وتضمنت الوثيقة جملة من التحذيرات، أبرزها: "ورود معلومات باستهداف السفارة التركية في المنطقة الخضراء بصواريخ من قبل مجاميع إرهابية، وكذلك استهداف الملحقية الثقافية التركية في حيّ الوزيرية (شرق بغداد)"، فيما طلبت السفارة توفير المزيد من التدابير الأمنية للمباني والمصالح التركية وممثلياتها في العراق.

وبحسب الوثيقة، فإن وزارة الداخلية أوعزت إلى القوات الأمنية المختصة التي تقع المصالح التركية والشركات ضمن حدود مسؤوليتها، بتوفير المزيد من التدابير الأمنية لتلك المصالح، واتخاذ كل الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة.

ونشر إعلام مليشيا "النجباء" التي تصف نفسها بأنها ضمن فصائل "المقاومة الإسلامية"، وترتبط مباشرةً بإيران، مقطعاً مصوراً باللغة التركية يوم الثلاثاء الماضي، أكدت فيه أن "القوات العسكرية التركية في العراق قوة احتلال، وأنها لا ترغب في الوقوع في صدام مع الجيش التركي"، مطلقة تحذيرات وصفتها بالإنذار الأخير بشأن الوجود التركي.

واعتبر المتحدث باسم المليشيا ذاتها نصر الشمري في رسالة نشرها على "تويتر"، "أنهم ينظرون إلى تركيا مثل نظرتهم للأميركيين من زاوية احتلال لأراضٍ عراقية"، مضيفاً أن المطلوب إنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال التركي بكل الصور".

من جانبها، لم تعلّق السلطات العراقية على تلك التطورات لغاية الآن، لكن عضو البرلمان العراقي عن لجنة الأمن والدفاع كاطع الركابي، قال إنّ تهديد السفارات والبعثات الدبلوماسية أمر غير مقبول، لأنه يخرق السيادة العراقية، مشيراً إلى أن "الحكومة وحدها هي التي تقرر إغلاق سفارات أو فتحها، كذلك فإنها المسؤولة عن حماية الأجانب وضيوف العراق".

وبيّن الركابي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العمليات العسكرية التركية في شمال العراق تمثل استفزازاً لكل العراقيين، لذلك من الطبيعي أن تصدر مواقف غاضبة من بعض الجهات السياسية والوطنية ضد الوجود التركي، لكن بشرط ألا يضرب سيادة البلاد".

بدوره، أشار الخبير الأمني المقرب من أجهزة الاستخبارات العراقية فاضل أبو رغيف، إلى أن "الحكومة العراقية هي صحابة السيادة في التصرف مع أي تجاوز يقع على العراق، وليس من حق الجماعات المسلحة أو الفصائل إصدار بيانات تهدد مصالح السفارات والبعثات الأجنبية".

وأوضح أن الحكومة العراقية تتصرف بشكلٍ منفصل عن التأثيرات السياسية، مؤكداً أن حكومة مصطفى الكاظمي لا يمكن أن تقبل استمرار تهديد السفارة التركية أو غيرها من السفارات.

وأكد في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "حركة النجباء أو غيرها من الفصائل ترتبط بتحالف (الفتح)، وهو تحالف سياسي"، مشيراً إلى ضرورة أن تقوم حكومة الكاظمي بالحوار مع التحالف لمنع الفصائل من الاستمرار بممارساتها، مبيناً أن جميع الفصائل تريد اللجوء إلى المفاوضات.