تشارلز يتوج السبت ملكاً على عرش بريطانيا

01 مايو 2023
أصبح تشارلز (74 عاماً) أكبر ملك يتولى العرش (أسوشييتد برس)
+ الخط -

بعدما انتظر مدة أطول من أي وريث للعرش كي يصبح ملكاً لبريطانيا، يستقر الملك تشارلز بهدوء في مكانه الجديد مع قليل من الأحداث المؤسفة التي توقعها بعض المعلقين، لكن في ظل انقسامات عائلية وبعض القضايا الأساسية التي لا تزال تلوح في الأفق.

وأصبح تشارلز (74 عاماً)، الذي سيتوج رسمياً يوم السبت المقبل، أكبر ملك يتولى العرش في أسرة يعود تاريخها إلى ألف عام، حين خلف والدته الملكة أليزابيث التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة، عقب وفاتها في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن قضت 70 عاماً على عرش المملكة المتحدة.

ورغم أن الملك الجديد لمّح إلى تغييرات مستقبلية سيجريها في المؤسسة، فإنه لم يستمر في التعبير عن الآراء القوية التي اعتقد بعض المنتقدين أنها ستضر بالمؤسسة، وهو المعروف بدفاعه المباشر عن البيئة منذ أن كان أميراً لويلز.

وقالت الكاتبة المتخصصة في الشؤون الملكية تينا براون: "أعتقد أننا جميعاً فوجئنا بالطريقة الجيدة التي بدأ بها الملك تشارلز".

وقال تشارلز في السنوات الأخيرة إنه يدرك تماماً أنه لن يستطيع المشاركة في بعض الحملات التي كان يقوم بها وهو وريث، عندما يصبح ملكاً، كما تعهد بأنه لن تكون هناك تصريحات لاذعة.

ولا ينال تشارلز نفس التأييد الذي كان لوالدته، لكن معدلات التأييد الشعبي له إيجابية بشكل عام، غير أنه ورث بعض الأمور الشائكة.

فقد ظهر علنا الداعون إلى تحويل المملكة إلى جمهورية، وهي دعوة كانت مختفية تقريباً في عهد إليزابيث، وألقى محتجون البيض عليه وعلى عقيلته كاميلا في إحدى الزيارات، وعبرت مجموعات صغيرة من المتظاهرين عن معارضتهم لمحتجين آخرين.

وأيَد قصر بكنغهام تحقيقاً في صلة النظام الملكي بالعبودية وسط دعوات متزايدة للاعتذار والتعويضات.

ونشرت صحيفة "ذا غارديان" سلسلة من المقالات تثير تساؤلات حول الطبيعة الغامضة للثروة والشؤون المالية للمؤسسة والعائلة المالكة، وهي قضية يتردد صداها في وقت يواجه فيه البريطانيون أزمة في تكاليف المعيشة.

مشكلات من الداخل

تأتي أكبر المشاكل عادة في قلعة وندسور من الداخل. فلا تزال طريقة معاملة شقيقه الأصغر الأمير أندرو من دون حل، بعد أن قام بتسوية دعوى قضائية أميركية اتهمته فيها امرأة بالاعتداء الجنسي.

ولم يُتهم أندرو بأي جريمة جنائية، وينفي دائما ارتكاب أي مخالفة.

لكن تظل القضية الأبرز بالنسبة لتشارلز هي الصراع المستمر مع ابنه الأصغر الأمير هاري.

فمن مذكراته، التي حملت عنوان "سبير" أو "البديل"، إلى مسلسل وثائقي على نتفليكس ومقابلات تلفزيونية، انتقد هاري قصر بكنغهام وعائلته بسبب فشلهما في حمايته هو وزوجته ميغان من تدخل الصحافة في شؤونهما، حتى إنه اتهم بعضاً من أفراد العائلة، لا سيما زوجة أبيه كاميلا، بالتعاون مع الصحف.

وسيطرت مسألة حضور هاري في حفل التتويج وقرار ميغان البقاء في المنزل في كاليفورنيا مع طفليهما على الكثير من التغطية الإخبارية قبل الحفل المقرر في السادس من مايو/أيار، إلى جانب معاركه القضائية المستمرة مع دور نشر الصحف.

وقالت تينا براون: "أعتقد أن ما كشفه الأمير هاري يحطم الملك الجديد شخصياً لأنه ابنه، كان مخلصاً جداً له بالفعل، وأظن أنه لا يزال. بالتالي، فإنه يشعر بإصابة غائرة".

ومع ذلك، يعتقد معلقون آخرون على الشأن الملكي أن الضجة المثارة حول هاري ستصبح في طي النسيان، مع استمرار أفراد العائلة المالكة ببساطة في القيام بمهامهم وحضور المناسبات الرسمية ودعم المؤسسات الخيرية.

(رويترز)