استمع إلى الملخص
- وزير الدفاع ينفي التحضير لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مشيرًا إلى تنفيذ ضربات مستمرة ضد الإرهاب وانتقاد الدعم الأمريكي لقوات قسد باعتباره يتعارض مع مبادئ التحالف في ناتو.
- المحلل السياسي ورئيس الوزراء العراقي يشيرون إلى تطوير تركيا لسياساتها في سوريا لخدمة مصالحها الأمنية والاستراتيجية، وجهود بغداد للمصالحة بين تركيا والنظام السوري لتأمين المناطق غير المسيطر عليها من قبل النظام لمواجهة التهديدات الأمنية.
جددت تركيا التأكيد على أن وجود قواتها في الأراضي السورية سوف يتواصل إلى أن تحصل على ضمانات بتأمين حدودها بالكامل، وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن تركيا قد تفكر في سحب قواتها من سورية بمجرد ضمان أمن الحدود التركية بالكامل، معتبراً أن المشاكل في المنطقة ناتجة عن فراغ السلطة الذي خلقه النظام السوري، و"لو كان لديهم القدرة على السيطرة على المنطقة الحدودية لما وصل الوضع إلى هذا الحد".
وأضاف غولر، في تصريحات أطلقها، أمس السبت، خلال متابعته المرحلة الأخيرة لمناورات "أفيس 2024" في إزمير، غرب البلاد، أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم الكامل "لاعتماد دستور شامل في سورية، وإجراء انتخابات حرة، وضمان بيئة آمنة وتطبيع شامل"، وأوضح أن الاتصالات بين بلاده والنظام السوري بشأن تطبيع العلاقات بينهما تقتصر حالياً على اللقاءات في إطار "مسار أستانة"، الذي ترعاه تركيا وروسيا وإيران.
مفهوم جديد للأمن التركي
وحول إمكانية شن القوات التركية عملية عسكرية في الشمال السوري رداً على تحضيرات "الإدارة الذاتية" الكردية لإجراء انتخابات محلية في 11 يونيو/حزيران الحالي، نفى وزير الدفاع التركي وجود تحضيرات عسكرية لعملية من هذا القبيل، معتبراً أن القوات التركية في حالة جهوزية دائمة، وتنفذ العمليات كلما دعت الحاجة، مشيراً إلى أنها "تنفذ حالياً ضربات قوية مستمرة وشاملة، وتحقق نجاحات كبيرة في الحرب ضد الإرهاب، بدلاً من العمليات العسكرية محدودة الهدف والمدة التي كانت تجري في الماضي".
وقال غولر: "كانت لدينا ثلاثة ألوية من القوات الخاصة في شمال سورية، وكانت هذه الألوية تستعد في الشتاء، وتبدأ العمليات عند قدوم الربيع، وعندما تتساقط الثلوج كانوا يعودون، وعندما يعودون كان الإرهابيون يعودون مجدداً. كان هذا يتكرر كل عام"، مضيفاً "الآن لدينا أكثر من 20 لواءً، جميعهم تقريباً في الميدان"، مشيراً إلى أن هذه القوات تبقى في الأماكن التي تطهرها، و"بدلاً من العمليات العسكرية المحدودة ومحددة الهدف والممتدة لمدى زمني معين، التي كانت تجري في الماضي، تتلقى المنظمات الإرهابية اليوم ضربات قوية بعمليات مستمرة وشاملة"، مؤكداً أنه "بفضل هذا المفهوم الأمني الجديد في الحرب ضد الإرهاب، جعلنا المنظمة الإرهابية (قوات قسد)، غير قادرة على التحرك، ولا يمكنها العثور على الأفراد والأسلحة أو نقلهم"، وانتقد غولر الولايات المتحدة بسبب دعمها "قسد"، معتبراً أن هذا الدعم "لا يتوافق مع روح التحالف في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويعرض سلامة أراضي جيراننا، سورية والعراق، للخطر".
ورأى المحلل السياسي محمد جرار أن تركيا تُطور باستمرار من سياساتها في سورية بعد 13 عاماً من تورطها المباشر في الصراع السوري، وأضاف في حديث مع "العربي الجديد" أن تركيا "اتبعت سياسات حذرة في السنوات الأولى من اندلاع الثورة السورية، وفضلت دائماً تنسيق مواقفها إزاء سورية في تلك الفترة مع بعض الدول العربية ومع الولايات المتحدة ثم مع روسيا"، لكنها الآن "تميل كما يبدو إلى تبني سياسات مستقلة مرتبطة مباشرة بمصالحها الأمنية والاستراتيجية، مع قدر أقل من التنسيق مع بقية الأطراف، لتفرض نفسها رقماً صعباً في المعادلة السورية، يصعب على الآخرين تجاوزه، بحكم وجود قواتها في الميدان، بينما الأطراف الأخرى، إما أنها بعيدة أو لديها وجود محدود، ولا تشكل التطورات في سورية أولوية قصوى بالنسبة إليها، خلافاً لتركيا".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد كشف أن حكومته تعمل على المصالحة بين تركيا والنظام السوري، وقال: "قريباً سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد"، وفي تصريحات نقلتها قناة "خبر ترك"، أمس الأول الجمعة، قال السوداني إنه على اتصال مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة، مشيراً إلى دور بلاده في اتفاق التطبيع بين طهران والرياض، وأن بغداد تحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين النظام السوري وتركيا. واعتبر السوداني أن التهديدات الأمنية للعراق وتركيا مصدرها المناطق السورية التي لا يسيطر عليها النظام السوري، وهناك بالتالي "مصلحة مشتركة في تقريب وجهات النظر للتوصل إلى توافق وحل قضايا الخلاف".