تركيا تتّهم اليونان بـ1123 تجاوزاً برياً وبحرياً هذا العام

04 سبتمبر 2022
تركيا تقول إنها ردّت بالمثل على حوادث التجاوزات من اليونان(عارف اكدوجان/Getty)
+ الخط -

قالت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد، إن التجاوزات اليونانية العسكرية البحرية والجوية بنظيرتها التركية بلغت 1123 مرة خلال الأشهر الثمانية من العام الحالي، فيما بلغ مجموع التجاوزات في العام الماضي 1616 تجاوزاً.

ونقلت صحيفة "حرييت" ووسائل إعلام تركية أخرى عن وزارة الدفاع أن الطائرات الحربية التركية تعرّضت للتحرش لمدة 3372 ثانية في 14 حادثة تحرش مختلفة منذ 15 أغسطس/آب الماضي، فوق بحر إيجة وشرق المتوسط.

وأوضحت أن عمليات التحرش اليونانية متواصلة، وسُجّل آخر تحرش في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، أثناء أداء الطائرات التركية مهامها الموكلة لها، حيث كانت طائرة غير مسلحة وتقوم بمهام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وسجلت عمليات التحرّش بشكل رئيسي جنوب جزيرة رودوس، وغرب جزيرة مديلي، وجنوب وغرب جزيرة آهيكريا، حيث سجل في هذه المنطقة فقط 1330 ثانية تحرش بمقاتلات إف 16 تركية، وسجلت في 18 أغسطس الماضي حادثة تحرش بلغت 180 ثانية.

وبلغت مدة التحرش في 4 حوادث متفرقة يوم 23 من أغسطس الماضي أيضاً 1020 ثانية، وفي اليوم التالي جرى التحرش في 303 ثوان، وفي 29 من الشهر ذاته سجل تحرش بمدة 350 ثانية.

ونقل الإعلام التركي أيضاً عن وزارة الدفاع أنها ردت بالمثل على حوادث التجاوزات والتحرشات هذه، دون تحديد ماهية ونوع الرد هذا، لافتة أن اليونان تدعي "بعدم الإبلاغ عن الطيران في مناطق معلنة للطيران المدني FIR"، وأن هذه الحجة هي مخالفة للقوانين الدولية.

وشرحت الوزارة هذه النقطة بقولها إن "المناطق المنظمة وفق اتفاقية شيكاغو تعتبر مناطق FIR مناطق للخدمة ولا تلزم الدول الموقعة على الاتفاقية أن تقدم معلومات عن خطط الطيران"، مشددة على أن "تصرف اليونان العدواني، الحليفة في الناتو، غير مقبول لروح التحالف والقوانين الدولية، وأن تركيا التي لا تشكل تهديداً لأحد ستواصل العمل على الاستقرار والسلام والأمن بكل ما في وسعها".

ودعت وزارة الدفاع التركية اليونان "لاستخلاص العبر والدروس من التاريخ، والابتعاد عن خوض المغامرات الجديدة والتحريض والاستفزاز بسبب آمال سياسية، والعودة إلى حوارات عدم التسلح، وإلا فإن بدل ذلك سينعكس اقتصادياً بشكل سلبي على الشعب اليوناني، والتركيز على أجندة إيجابية مع تركيا".

ويأتي إعلان وزارة الدفاع التركية، بعد يوم واحد من تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لليونان من مغبة التمادي في ممارساتها الاستفزازية، وأكد عدم اعتراف أنقرة باحتلال أثينا لبعض الجزر.

 وقال أردوغان مخاطباً اليونان: "انظري إلى التاريخ، إذا تماديتِ أكثر فسيكون ثمن ذلك باهظاً، لدينا جملة واحدة لليونان، لا تنسي (كيف طردناكم من) إزمير، لا نعترف باحتلالكم للجزر، سنقوم بما يلزم عندما يحين الوقت، يمكننا أن نأتي على حين غرة ذات ليلة".

ولاقى كلام أردوغان صدى كبيراً على الصعيد المحلي والدولي، خاصة أن أسلوب كلامه هذا يشبه أسلوب التهديدات التي طاولت حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية في سورية، ولكن الطرف الموجه له الآن هو اليونان الدولة في حلف الشمال الأطلسي.

وعقب تصريحات أردوغان، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس عبر "تويتر"، إنه "سينقل مضمون التصريحات التركية التي تتجاوز حدودها يوماً بعد يوم، لحلف الناتو لتظهر الطرف الذي يسعى لتخريب روح التحالف".

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أفادت قبل أيام عن عزمها تقديم شكوى بحق اليونان إلى حلف الشمال الأطلسي، بسبب تحرشها بالمقاتلات التركية في الأيام الأخيرة، وآخرها تحرش عبر منظومة صواريخ إس 300 الروسية الصنع.

فيما نفت اليونان في وقت سابق الاتهامات الموجهة إليها باستخدام منظومة إس 300 الروسية في استهداف المقاتلات التركية، وفق ما نقل الإعلام عن مصادر وزارة الدفاع اليونانية، مشددة على عدم تفعيل المنظومة الروسية.

الخلافات الأساسية بين البلدين تتمحور حول الجزر البالغ عددها 18، والتي أعطيت لليونان بشرط عدم تسليحها وفق اتفاقيتي لوزان 1923 وباريس عام 1946، والحدود البحرية في هذه المنطقة، وأدت الخلافات على الجزر إلى توقف الاجتماعات الاستكشافية التي كانت قد استكملت بعد توقف لسنوات، حيث عقدت 4 جولات استكشافية ما بين يناير/كانون الثاني 2021، وفبراير/شباط الماضي مناصفة بين الدولتين، إذ بدأت اللقاءات الاستكشافية أول مرة عام 2004، واستمرت إلى عام 2016، وعقد خلالها نحو 60 لقاءً، لم تحقق أي تقدم.

ومن الواضح أن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من التوتر في بحر إيجة وشرق المتوسط في ظل الخلافات المستمرة بين أنقرة وأثينا، وفي ظل بحث حلف الناتو عن مزيد من الوحدة جراء التهديدات الروسية بعد الحرب الأوكرانية، وهو ما تحاول كل من تركيا واليونان الاستفادة منها، للظهور بأنها محقة أمام الأطراف الدولية وأمام حلف الناتو.

المساهمون