استمع إلى الملخص
- تأتي هذه التطورات في ظل انفتاح التحالف الحاكم على حزب ديم الكردي، ودعوة لحل حزب العمال الكردستاني مقابل العفو، مما قد يؤدي إلى انتزاع البلدية من حزب الشعب الجمهوري.
- أثار توقيف أوزار ردود فعل غاضبة من حزب الشعب الجمهوري، حيث اعتبر رئيس الحزب التهم لا أساس لها، وانتقد رئيس بلدية إسطنبول مداهمات المنازل.
أوقفت السلطات الأمنية التركية، اليوم الأربعاء، أحمد أوزار، رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول وهي إحدى أكبر بلديات الولاية، بتهمة العضوية في حزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد. واعتقل أوزار من منزله صباح اليوم بناء على أوامر قضائية، إذ جرى تفتيش المنزل والبلدية أيضًا وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكانت أوزار قد انتخب في 31 مارس/ آذار الماضي بالانتخابات المحلية عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة والفائز بالانتخابات المحلية الأخيرة، ولكنه مرشح حزب ديم الكردي، وجاء ترشيحه نتيجة توافقات بين الحزبين. ووجهت لرئيس البلدية تهمة "عضوية منظمة مسلحة إرهابية" بناء على تحقيقات من قبل النيابة العامة في إسطنبول، قبل أن يصدر قرار توقيفه عقب الاستماع والتدقيق بسجل مكالماته، ومتابعة الضبوط والحسابات المصرفية، بناء على قرار قضائي.
ويأتي هذا التطور في وقت ينفتح فيه التحالف الحاكم على حزب ديم الكردي، وعلى دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان، بحل الحزب مقابل الاستفادة من العفو عبر حق "الأمل".
وجاء في بيان النيابة العامة "في نطاق التحقيقات التي يجريها مكتب المدعي العام لتحديد أعضاء وأنشطة منظمة حزب العمال الكردستاني المحظورة تم تحديد المشتبه به أحمد أوزر، الذي يشغل حاليا منصب رئيس بلدية منطقة أسنيورت في إسطنبول". وأضاف البيان "وفقا للأدلة ضمن نطاق وثيقة التحقيق الخاصة، والوثائق التنظيمية التي تم الحصول عليها من أعضاء مشتبه بهم في التنظيم الإرهابي، تبين أن أوزار على علاقة مع 694 عضوا اتخذت إجراءات قضائية بحقهم بسبب عضويتهم في الحزب، كما جرى تكليفه من قبل الكردستاني ببعض المهام".
وتمهد هذه التحقيقات إلى تعيين وصي على البلدية من قبل الحكومة، خاصة في ظل حديث وسائل إعلام عن أدلة قوية ونقل أموال. وفي حال حصل تعيين الوصي فهو يعني انتزاع البلدية من حزب الشعب الجمهوري لأول مرة، وكما ستكون المرة الأولى التي تجري في إسطنبول أيضًا، حيث جرت العادة حصولها في بلديات جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية، ويعتبر حي أسنيورت من الأحياء التي تقطنها أغلبية كردية. ورشح حزب الشعب الجمهوري بداية علي غوكمان لبلدية أسنيورت، ولاحقا سحبه ورشح أوزار ضمن تفاهمات المدينة مع حزب ديم الكردي، فيما لم يرشح الحزب الكردي أي مرشح في البلدية، ليفوز أوزار بهذا التحالف في انتخابات البلدية.
وفور إعلان توقيف أوزار صدرت ردود أفعال غاضبة من قبل حزب الشعب الجمهوري، حيث قال رئيس الحزب أوزغور أوزال "عمدة أسنيورت البروفيسور الدكتور أحمد أوزار تم اعتقاله في عملية نفذت هذا الصباح، أتابع العملية عن كثب، وهو سبق وأن شغل مناصب رفيعة في القطاعين العام والأكاديمي لسنوات عديدة". وأضاف في منشور على منصة إكس "حصل أوزار على سجل نظيف من الجهات المختصة عندما كان مرشحا قبل ستة أشهر فقط.. إن المعاملة التي تعرض لها أوزار غير عادلة والادعاءات لا أساس لها من الصحة، هذه الأحداث ليست مستقلة عما حدث في الأسابيع القليلة الماضية، نرى اللعبة القبيحة والمؤامرة الكبرى، ولن نكون جزء منها ولن نستسلم".
من ناحيته، قال رئيس بلدية إسطنبول عن الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو في منشور عبر منصة إكس "عمدة أسنيورت البروفيسور الدكتور أحمد أوزار تم القبض عليه هذا الصباح، نحن نتابع العملية بدقة.. أوزار عمل في الولاية وشغل مناصب رفيعة المستوى في الجامعات من عميد إلى نائب رئيس الجامعة، يجب على تركيا أن تتوقف عن كونها دولة تتم فيها مداهمات المنازل في الصباح ضد السياسيين والعلماء". كما تجمع عدد من الأشخاص وأنصار رئيس البلدية احتجاجا على توقيف أوزار في ظل إجراءات أمنية مشددة.