تركيا: أزمة الحزب الجيد تتعمق باستقالة أحد نوابه بالبرلمان

15 ديسمبر 2023
الاستقالات والإقالات تتوالى في الحزب الجيد (Getty)
+ الخط -

أعلن النائب البرلماني عن "الحزب الجيد" المعارض في تركيا سليم أنصاري أوغلو، اليوم الجمعة، استقالته من الحزب، لينضم إلى سلسلة المستقيلين مؤخراً، ما يخفض عدد نواب الحزب في البرلمان إلى 39 ويعمق الأزمة الداخلية للحزب.

وعقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها تركيا في أيار/ مايو الماضي وخسرتها المعارضة، شهد الحزب تغييرات واتخاذ قرارات أدت إلى استقالات وإقالات في مستويات عدة، من بينهم النواب البرلمانيون، لينخفض عدد النواب من 43 إلى 39.

وأعلن سليم أنصاري أوغلو استقالته عبر منصة إكس، بعد تحويله إلى اللجنة التأديبية للحزب لتصريحاته حول "حراك الشيخ سعيد" في مرحلة ما بعد تأسيس الجمهورية التركية، حيث تعدها الأحزاب العلمانية انقلاباً على مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، فيما يدافع عنه المحافظون، وخاصة المواطنين الأكراد.

وشهدت الساحة السياسية في تركيا بالأيام الأخيرة حالة سجال بخصوص الشيخ سعيد، حيث أطلقت بلدية ديار بكر التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية بالوصاية اسم الشيخ على أحد الشوارع، لتعود حالة الاستقطاب حوله ما بين مدافع عن الشيخ وما بين من يعتبره منقلباً.

وقال أنصاري أوغلو عبر حسابه "اختفت الأسباب السياسية التي جمعت بيني وبين الحزب الجيد، ولن أمتنع أبداً عن الدفاع عن الحقائق التي أؤمن بها مهما كان الثمن، حيث انضممت إلى الحزب في 2018، وخلال فترات عملي وزيراً في حكومات حزب الطريق القويم وأثناء انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997، كانت رسالتي التي لم أتراجع عنها الحجاب أمر الله".

وأضاف: "رغم استهدافي لم أتراجع أبداً وبصفتي زعيم إحدى العوائل المحترمة في المنطقة وابنها لم أتردد يوماً في تحمل مسؤولية المشاكل التي تعانيها، ومع التغير والتحول الذي طرأ على العمود الفقري للحزب في مؤتمره العادي الثالث بعد الانتخابات، لم يكن ذلك تجديداً للدماء، بل كان إشارة واضحة إلى تخليه عن ادعاء تمثيله اليمين الوسط وهويته الديمقراطية".

وتابع: "خلافاتنا التي بدت في الأفق مع الإدارة الجديدة سرعان ما برزت من خلال عدم إبداء موقف واضح تجاه جريمة الحرب التي ترتكبها إسرائيل الصهيونية في غزة، ويجب أن نعلم أن فلسطين مسألة شرف لنا نحن المسلمين، إلا أن خلافاتنا في الرأي لم تقف عند هذا الحد".

وزاد: "في ردي على إهانات الشيخ سعيد، إحدى الشخصيات المهمة في المنطقة، تم الهجوم بحقي على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الجماعات الفاشية، ومن زملائي في الحزب، وبدلاً من دعمي، أحالوني إلى مجلس التأديب، ويُظهر هذا الموقف أن الحزب انحرف عن فلسفته التأسيسية، ومن منطلق احترامي لله، أود أن أبلغ الرأي العام بأنني استقلت من الحزب الجيد اعتباراً من اليوم".

يذكر أن استقالة أوغلو ليست الأولى من نوعها بالنسبة للحزب الجيد في الآونة الأخيرة، إذ برزت الاختلافات داخل الحزب بشكل كبير، حيث أُقيل النائب البرلماني أوميت ديكباير بعد توجيهه انتقادات للحزب وحديثه عن فساد داخلي فيه في الخامس من الشهر الجاري، وبعد يوم واحد استقالت النائبة عائشة سيبال يانك أومور أوغلو، وفي 16 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي استقال النائب عدنان بيكر.

وعلى صعيد القيادات، استقالت نائبة رئيسة الحزب المحامية إيجه غونر أمس الخميس، وهي مسؤولة عن السياسات المجتمعية، بسبب سياسة الحزب حول الانتخابات المحلية واتخاذه قرار عدم التحالف مع حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، فيما عزل نائب الحزب أحمد زكي أوجوق.

كما حول الحزب 8 من أعضاء المجلس البلدي في بلدية إسطنبول الكبرى الذين دعموا رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري بشكل يخالف تعليمات الحزب، إلى اللجنة التأديبية، وعلى رأسهم رئيس كتلة الحزب في المجلس إبراهيم أوزكان، كما قدم مئات من أعضاء الحزب استقالاتهم فضلا عن استقالات مختلفة في الولايات والمناطق.

حزب السعادة يخسر كتلته البرلمانية بوفاة نائبه حسن بيتماز

وفي إطار التطورات السياسية في تركيا، خسر حزب السعادة كتلته البرلمانية وهي السادسة في البرلمان، بعد وفاة نائبه حسن بيتماز أمس، لينخفض عدد النواب إلى 19 نائباً، حيث تم تأسيس الكتلة بالتحالف مع حزب المستقبل.

ويتطلب تشكيل الكتلة البرلمانية 20 نائباً برلمانياً على الأقل، ويمنح الحزب صلاحيات عديدة في التمثيل برئاسة البرلمان وفي اللجان المختلفة، فضلاً عن دعم مالي من الخزينة.

ونظراً لهذا الوضع، بدأ حزب السعادة البحث عن نواب مستقيلين أو باتوا مستقلين في البرلمان، فيما تحدثت وسائل إعلام تركية أن الحزب يفاوض رئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال لمنح حزب السعادة نائباً برلمانياً من إجمالي 3 نواب يمتلكه الحزب الديمقراطي، خاصة أن الحزبين كانا متحالفين في الطاولة السداسية المعارضة.
ويوجد في البرلمان حالياً 5 نواب مستقيلين من أحزابهم، 4 منهم كانوا أعضاء في الحزب الجيد، ونائب كان في حزب الحركة القومية.

ونقلت قناة خلق الداعمة للمعارضة أن زعيم حزب السعادة، تمل قره موللا أوغلو، أجرى أول تواصل مع زعيم الحزب الديمقراطي، وأن المعلومات تشير إلى أن نائباً في الحزب الديمقراطي سينتقل إلى صفوف حزب السعادة.

المساهمون