أخّرت السلطة المستقلة للانتخابات الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات المحلية الجزائرية، التي جرت أمس السبت، إلى غاية مساء يوم غد الاثنين، إلى حين استكمال تجميع محاضر فرز الأصوات والانتهاء من عدها وتدقيقها، فيما بدأت تتسرب محاضر النتائج في كثير من الولايات، لتشرع قواعد الأحزاب السياسية في البحث عن إقامة تحالفات للفوز برئاسة المجالس البلدية والولائية.
وتعذر على سلطة الانتخابات الإعلان عن النتائج اليوم الأحد، بالنظر إلى كون أن الانتخابات المحلية تعرف تصويتاً مزدوجاً، وللعدد الكبير من الدوائر الانتخابية البالغ 1541 بالنسبة للانتخابات البلدية، و58 بالنسبة للانتخابات الولائية.
لكن الكثير من الأحزاب السياسية بدأت تعلن بشكل غير رسمي عن محاضر التصويت وتوزيع المقاعد في كثير من البلديات والولايات.
وأظهرت تلك المحاضر تقدماً لأحزاب "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي" و"جبهة المستقبل" و"حركة البناء"، فيما أحدثت "حركة مجتمع السلم" مفاجأة كبيرة بتصدرها نتائج التصويت وأغلبية المقاعد في مدن كبرى كوهران عاصمة الغرب الجزائري، وعنابة شرقي البلاد.
الكثير من الأحزاب السياسية بدأت تعلن بشكل غير رسمي عن محاضر التصويت وتوزيع المقاعد في كثير من البلديات والولايات
كما أحكمت "حركة مجتمع السلم" سيطرتها على بلديات الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، وعدد من بلديات وادي سوف جنوبي الجزائر.
وحصدت "جبهة القوى الاشتراكية"، وفق المحاضر المسربة، أغلبية بلديات ولاية تيزي وزو في منطقة القبائل، حيث حسمت الانتخابات لصالحها في 28 بلدية في هذه الولاية، كما كرّس الحزب حضوره في بلديات ولاية بجاية.
غياب أحزاب جزائرية
ونجحت حزب "جبهة القوى الاشتراكية" في تحقيق حضور لافت في بلديات في عمق الصحراء الجزائرية، حيث فاز بمقاعد في بلدية طلمين بولاية تيميمون جنوبي الجزائر، فيما كرّست هذه الانتخابات الغياب السياسي لعدد من الأحزاب، كـ"جبهة العدالة والتنمية" و"جيل جديد".
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن النتائج الرسمية، إلا أن الأحزاب السياسية الفائزة بمقاعد في البلديات والولايات بدأت اتصالات بين قواعدها المحلية، للنظر في تشكيل تحالفات سياسية داخل المجالس البلدية، بما يسمح لها بالفوز برئاسة البلدية وتوزيع المناصب داخل المجالس.
وفي السياق، بادرت "حركة البناء الوطني" مبكراً إلى الإعلان عن "مد يدها إلى التحالفات مع الشركاء السياسيين والمستقلين، تمتيناً للجبهة الداخلية أمام إكراهات الوضع الاقتصادي الداخلي، وتحديات الضغوطات والمخاطر الخارجية على الجزائر".
ودعت "كل مكونات الساحة السياسية إلى التعاون المسؤول على خدمة الصالح العام وحماية الاستقرار والمساهمة في التنمية المحلية"، مشيرة إلى أن قوائم الأحزاب الفائزة، وحالة التعددية في المجالس المحلية، هي "خطوة إيجابية في مسار بناء الديمقراطية".
ويحتاج ترسيم النتائج النهائية للانتخابات البلدية والولائية لفترة لا تقل عن أسبوعين، حيث تبدأ بعد تسليم السلطة المستقلة للانتخابات النتائج إلى المحكمة الدستورية فترة الطعون في النتائج التي تنظر فيها المحكمة الدستورية، قبل أن ترسم الأخيرة النتائج وتنشرها في الجريدة الرسمية.