تسود حالة من الترقب والخوف، تزامناً مع اجتماع ممثلين عن أهالي مدينة جاسم في ريف درعا جنوبيّ سورية، اليوم الأربعاء، مع رئيس فرع الأمن العسكري ومحافظ درعا التابع للنظام، بهدف بحث ملف المدينة والتصعيد الأخير من قوات النظام.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ اجتماعاً بدأ بين وجهاء وممثلين عن أهالي مدينة جاسم ورئيس جهاز الأمن العسكري في درعا لؤي العلي ومحافظ درعا لؤي خريطة في المركز الثقافي بالمدينة، بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد في المدينة.
وبحسب الناشط، يحاول النظام نشر قواته في مدينة جاسم ومحيطها بذريعة وجود مطلوبين له هناك. وكان النظام قد عزز من قواته، الأسبوع الماضي، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
واستقدم نظام الأسد تعزيزات عسكرية إلى عدة مواقع في محيط مدينة جاسم قبل أسبوع، وثبّت نقاطاً عسكرية جديدة في المنطقة.
وأوضح الناشط أنَّ النظام يهدد السكان باقتحام المدينة لأنهم يرفضون تمركز قواته في داخلها ومحيطها، حيث يسعى الأخير للسيطرة عليها عسكرياً وأمنياً، مع العلم أنَّ النظام كان قد دخل مدينة طفس سابقاً بعد حصار وتصعيد، وادعاء وجود مطلوبين له من عناصر تنظيم "داعش".
وتسود حالة من التخوف في جاسم من تكرار سيناريو الحصار والقصف لإرغام سكان المدينة على الخضوع، كذلك هناك حالة تخوف عامة من دخول النظام وإقامة نقاط داخل المدينة؛ إذ إنها ستمكّنه من اعتقال السكان وابتزازهم وممارسة انتهاكات يومية بحقهم.
ويتعرض أهالي محافظة درعا عموماً بشكل يومي لخطر الخطف والاعتقال من قبل النظام ومليشياته، إما بهدف الابتزاز المالي، أو بهدف التجنيد الإجباري، إضافة إلى عمليات القتل التي يقف وراءها مجهولون وتستهدف جميع مكونات المحافظة من موالين ومعارضين للنظام.
وكانت اللجنة التي تضم وجهاء وقياديين سابقين في فصائل المعارضة من مدينة جاسم قد تلقت، مطلع الأسبوع الجاري، طلبين من النظام السوري، كان يريد من خلالهما التفاوض معها في مدينة درعا، لكن اللجنة رفضت الخروج من جاسم، وأصرت على أن يكون التفاوض داخل المدينة.
ونقلت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أنَّ رفض اللجنة الخروج من جاسم ناجم عن مخاوف أمنية، ولا سيما بعد تعرض قياديين سابقين في المعارضة للاغتيال عقب جولات من المفاوضات مع ضباط في أمن النظام، كان آخرهم خلدون الزعبي مع مجموعة من عناصره.
وشهدت درعا خلال الأسابيع الماضية العشرات من عمليات القتل والخطف والاعتقال، وهي حالة مستمرة منذ دخول معظم المحافظة في عمليات تسوية ومصالحة مع النظام صيف عام 2018.
خارجية النظام السوري تعد إسرائيل بالمحاسبة بعد قصف حلب
في شأن آخر، أدانت وزارة خارجية النظام السوري اليوم الأربعاء ضربات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت مطار حلب، وأدت إلى خروجه عن الخدمة، متوعدة بمحاسبة إسرائيل عليها.
وقالت خارجية النظام في تغريدة على "تويتر"، إن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية، ولا سيما الاستهداف الممنهج والمتعمد للأعيان المدنية في سورية، التي كان آخرها استهداف مطار حلب الدولي يوم أمس، "جريمة عدوان وحرب بموجب القانون الدولي، وإنه لا بد أن تحاسب إسرائيل عليها".
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي بهذا التصعيد الخطير إنما يهدد من جديد السلم والأمن في المنطقة ويعرّض أرواح المدنيين للخطر ويروّعهم ويهدد سلامة الطيران المدني في سورية والمنطقة.
ولفتت الخارجية إلى أن "سورية ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل اللازمة، وفي ضمان مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن هذه الجرائم"، بحسب قولها.
وقصفت إسرائيل مساء أمس الثلاثاء مطار حلب الدولي، شمال غربيّ سورية، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة وتحويل الرحلات الجوية إلى مطار العاصمة دمشق، بحسب بيان وزارة النقل في حكومة بشار الأسد.
وعقب كل ضربات إسرائيلية تستهدف سورية اعتادت خارجية النظام إصدار بيانات تنديد وشكوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة دون أي إجراءات أخرى لمنع هذه الهجمات.
تغييرات في "الإدارة الذاتية"
في سياق منفصل، أجرت "الإدارة الذاتية" في مناطق شمال وشرق سورية تغييرات في مناصب طاولت دائرة العلاقات الخارجية وهيئة التربية والتعليم.
وبحسب ما ذكر موقع "نورث برس" المقرب من الإدارة، فقد عيّن بدران جيا كرد، كرئيس مشارك لدائرة العلاقات الخارجية لـ"الإدارة الذاتية"، خَلفاً لعبد الكريم عمر، الذي بدأ بالعمل في السلك الدبلوماسي في أوروبا.
وأشارت إلى أن دائرة العلاقات الخارجية، نشرت قبل أيام خبر استقبال جيا كرد، للمبعوث الجديد للخارجية الأميركية في المنطقة؛ نيكولاس جرانجر، وعرّفته كرئيس مشارك لدائرة العلاقات الخارجية.
وبدران جيا كرد، سياسي كردي، شغل مناصب إدارية عدّة ضمن "الإدارة الذاتية"، كان آخرها نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي، في "الإدارة الذاتية"، لشمال وشرق سورية.
وطاولت التعديلات الجديدة، بحسب ذات المصدر، قطاع التعليم، إذ عينت سميرة حاج علي، وهي الرئيسة المشاركة السابقة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة رئيسة مشاركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة خلفاً لكوثر دوكو.