ترضية سعودية لمصر قبل دعم قطاع المياه الإثيوبي

17 نوفمبر 2021
دعمت السعودية قطاع المياه بإثيوبيا بـ50 مليون دولار (أورهان كارسلي/الأناضول)
+ الخط -

أثار ما كشف عنه وزير المياه والطاقة الإثيوبي حبتامو إيتيفا، بشأن دعم السعودية لقطاع المياه في بلاده بـ50 مليون دولار، خلال لقائه السفير السعودي سامي بن جميل عبد الله، أول من أمس الإثنين، حالة من الجدل في الأوساط المصرية، لا سيما في ظل التحسن الكبير في العلاقات المصرية السعودية، وكذلك بعد إصدار الجامعة العربية بياناً في يونيو/حزيران الماضي، يؤكد دعم الدول الأعضاء لكل من مصر والسودان في أزمتهما مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، ورفض تعنّت أديس أبابا تجاه مخاوف القاهرة والخرطوم بشأن التأثيرات السلبية للسد على البلدين. في السياق، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة كانت على علم مسبق بالخطوة، وأكدت أن دوائر سعودية أطلعت مصر عليها، مضيفة أن الدعم السعودي لإثيوبيا في مجالات المياه ليس حديثاً. وكشفت المصادر أن الخطوة تأتي في إطار تنافس سعودي إماراتي في الوقت الراهن على النفوذ والمصالح في إثيوبيا.

تحتل السعودية المرتبة الثالثة بين المستثمرين الأجانب في إثيوبيا

ولفتت المصادر إلى أن القرار السعودي الأخير بإيداع 3.2 مليارات دولار في البنك المركزي المصري، كوديعة دولارية، بعد طلب رسمي من جانب القاهرة، كان في إطار الترضية للأخيرة بشأن الخطوة التي كانت السعودية مضطرة لها في إثيوبيا لتأمين مصالحها واستثماراتها هناك.

وأوضحت المصادر أن القاهرة أبدت تفهماً لخطوة الرياض، خصوصاً أن الوديعة السعودية الأخيرة جاءت بعد رفض الإمارات خلال مباحثات مصرية إماراتية تقديم أي مساعدات مالية جديدة للنظام المصري، كما رفضت وضع أي ودائع دولارية جديدة في البنك المركزي بخلاف المودعة في فترات سابقة، معتبرة أن مد أجل إحدى الودائع التي تقدر بـ2 مليار دولار وكانت مستحقة هذا العام، هو أقصى ما يمكن تقديمه لمصر. وكشفت المصادر أنه خلال المفاوضات مع الإمارات، أبلغت الأخيرة الجانب المصري بأنها مستعدة لتقديم قرض يمكن التفاوض بشأنه بعيداً عن المساعدات أو الودائع.

واستقبل وزير المياه والطاقة الإثيوبي، حبتامو إيتيفا، سفير المملكة العربية السعودية لدى إثيوبيا سامي بن جميل عبد الله، في مكتبه أول من أمس الإثنين. وقدم الوزير الإثيوبي، بحسب بيان لوزارته، الشكر للمملكة على مساهمتها بمبلغ قدره 50 مليون دولار في تنمية قطاع المياه الإثيوبي، كما اتفقا على العمل معاً في مجال المياه والطاقة. بدوره، أعرب السفير السعودي خلال اللقاء، عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقة بين إثيوبيا والمملكة العربية السعودية، وجذب الشركات السعودية للاستثمار في صناعة التعدين، مضيفاً أن "الحياة في أديس أبابا استمرت كما كانت من قبل، ومشكلة الشمال ستحل قريباً" في إشارة إلى الصراع بين الحكومة الفيدرالية و"جبهة تحرير شعب تيغراي" بإقليم تيغراي بشمال إثيوبيا. وتابع: "عندما أتنقل في جميع أنحاء المدينة لا توجد ضغوطات كما يقولون".

وتحتل السعودية المرتبة الثالثة بين المستثمرين الأجانب في إثيوبيا، وفقاً لوزارة الزراعة السعودية، بإجمالي استثمارات تناهز 5.2 مليارات دولار. كما تحتل المركز السادس في قائمة أكبر شريك تجاري لأديس بابا، بتبادل يعادل 6 مليارات دولار.

القاهرة أبدت تفهماً لخطوة الرياض تجاه إثيوبيا

وتستورد السعودية نحو 80 ألف طن سنوياً من البن الإثيوبي تتربع بها على عرش أكبر مستوردي البن الإثيوبي عالمياً، بما يقترب من خمس الإنتاج. كما تستورد المواشي الحية واللحوم من إثيوبيا بإجمالي 47.465 مليون دولار، بخلاف منتجات زراعية بقيمة 13.429 مليون دولار، وزهوراً بقيمة 7.262 ملايين دولار. ويوجد حالياً 229 مستثمراً سعودياً في مختلف القطاعات بإثيوبيا، يتصدرهم محمد العمودي، الذي لديه جذور إثيوبية سعودية مشتركة، ويعتبر من الأثرياء العرب بثروة تناهز 13 مليار دولار، وهو يُعتبر ذراع المملكة الطولى في إثيوبيا.

المساهمون