رحّبت قطر والولايات المتّحدة، اليوم الأربعاء، بالاتفاق الذي توصل إليه المتفاوضون الأفغان في الدوحة، وحدّدوا من خلاله القواعد الإجرائية لمفاوضات السلام التي من شأنها أن تنهي عقوداً من الصراعات والحروب في البلاد.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد نعيم، لـ"العربي الجديد"، إنّ فريقي التفاوض لـ"طالبان" والوفد الحكومي قد اجتمعا اليوم في الدوحة. وحول الخطوة المقبلة بعد الإعلان رسمياً عن التوصل إلى الاتفاق، قال إنها ستكون البدء في إعداد موضوعات الأجندة التي ستحكم مسار التفاوض.
ووصفت الدوحة الاتفاق المعلن اليوم بأنه "علامة بارزة في مفاوضات السلام الأفغانية التي بدأت في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي".
وأورد بيان لوزارة الخارجية القطرية أنّ "هذا التقدم المهم يطهر أن الأطراف الأفغانية جادة وقادرة على تجاوز الخلافات والعامل مع القضايا الصعبة"، مضيفاً: "ما تم تحقيقه اليوم يبعث الأمل في أن (الأطراف الأفغانية) ستنجح في التوصل إلى تسوية سياسية لهذا الصراع الذي دام أكثر من 40 عاماً".
بيان: دولة #قطر ترحب بتوصل المفاوضون الأفغان إلى اتفاق في الدوحةhttps://t.co/AXXs74QU78#وزارة_الخارجية_قطر pic.twitter.com/24RRoQFHkc
— وزارة الخارجية - قطر (@MofaQatar_AR) December 2, 2020
وأكد بيان وزارة الخارجية القطرية أن "دولة قطر، مع المجتمع الدولي وحلفائها الاستراتيجيين، ستواصل دعم عملية السلام سعياً لتحقيق السلام الدائم والشامل في أفغانستان".
وكان المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، قد رحب هو الآخر بتوصل حركة "طالبان" والوفد الحكومي الأفغاني إلى اتفاق يقنن القواعد والإجراءات لمفاوضاتهما حول خريطة طريق سياسية ووقف إطلاق النار في البلاد.
وقال خليل زاد، في سلسة تغريدات على حسابه في "تويتر"، إنّ هذا التطور "يوضح أنّ الأطراف المتفاوضة يمكن أن تتفق على القضايا الصعبة"، موجهاً التهنئة للجانبين على "مثابرتهما"، ولدولة قطر التي يسرت المفاوضات كمضيف لها.
1/4 I welcome the news from #Doha that the two Afghan sides have reached a significant milestone: A three-page agreement codifing rules and procedures for their negotiations on a political roadmap and a comprehensive ceasefire.
— U.S. Special Representative Zalmay Khalilzad (@US4AfghanPeace) December 2, 2020
وأضاف: "نتوقع الآن تقدماً سريعاً في خريطة الطريق السياسية ووقف إطلاق النار، ومع بدء المفاوضات حولهما، سنعمل جاهدين مع جميع الأطراف من أجل الحد من العنف ووقف إطلاق النار، وهذا ما يريده الشعب الأفغاني ويستحقه".
وقال نعيم، ردًّا على سؤال لـ"العربي الجديد" حول ما إذا كان الاتفاق الذي أعلن عن التوصل إليه يوم السبت الماضي يلبي مطالب حركة "طالبان"، "إن الهدف الأساس تحقيق آمال الشعب الأفغاني ومطالبه في الاستقلال والنظام الإسلامي"، على حد تعبيره.
وكان نعيم قد أعلن، يوم السبت الماضي، عن توصل طرفي المفاوضات الأفغانية، التي تجرى في الدوحة بين الحركة والوفد الحكومي الأفغاني، إلى اتفاق على أجندة المفاوضات.
وقال نعيم، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إنّ الأجندة التي جرى الاتفاق عليها تتألف من 21 مادة، وقد جرى تسليم نسخة عن الاتفاق إلى ممثل الدولة المضيفة للمفاوضات، قطر.
وانطلقت المفاوضات الأفغانية في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وتوقفت أكثر من مرة؛ بسبب خلافات الطرفين.
ويسمح الاتفاق الذي تم التوصل إليه بالبدء فعلياً في إجراء مفاوضات من المفترض أن تنهي عقوداً طويلة من الحروب والصراعات في هذه البلاد.