في مؤشر جديد على عزم روسيا والولايات المتحدة إجراء محادثات بينهما بشأن أوكرانيا، علمت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن واشنطن وموسكو تنسقان إمكانية زيارة نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، إلى روسيا هذا الشهر.
ونقلت الصحيفة، اليوم الاثنين، عن مصادرها قولها إن احتمال زيارة الدبلوماسية المدرجة من قبل السلطات الروسية على القائمة السوداء، "عالٍ إلى حد كبير"، ولكنه لم يتم تحديد تاريخ الزيارة بعد، في الوقت الذي تتحدث فيه المفاوضات عن نوفمبر/تشرين الثاني.
وفيما يتعلق بالمتحدثين من الجانب الروسي، من المرجح أن تلتقي نولاند كلاً من نائبي وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، الذي يتولى ملف العلاقات مع الولايات المتحدة، وأندريه رودينكو، الذي يتولى فضاء الاتحاد السوفييتي بأسره، بما فيه أوكرانيا.
ولا تستبعد بعض مصادر "كوميرسانت" في موسكو أن تلتقي نولاند مع مسؤول ملف أوكرانيا والجمهوريات السوفييتية السابقة بالكرملين، نائب مدير ديوان الرئاسة، دميتري كوزاك، وكانت لهما فرصة للتعارف في جنيف، إذ سافر كلاهما ضمن وفدي بلديهما أثناء القمة الروسية الأميركية في يونيو/حزيران 2021.
ومن المنتظر أن تصبح أوكرانيا أحد المواضيع الرئيسية للقاءات في موسكو، إذ تولت نولاند ملف المنطقة خلال شغلها منصب معاونة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا إبان الولاية الثانية من رئاسة باراك أوباما. وشهدت تلك الفترة تظاهرات "الميدان الأوروبي" التي انطلقت في كييف في نهاية عام 2013، وبدء الحرب في دونباس، وكذلك ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014.
وسبق لمصادر مطلعة في واشنطن وموسكو أن كشفت لـ"كوميرسانت"، أن نولاند التي تولت مهام منصبها في الربيع الماضي، قد تزور روسيا هذا الخريف. وقال مصدر في العاصمة الأميركية حينها: "تجري مناقشة الزيارة، التي ربما تتم في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن ذلك ليس مؤكداً، ولم تصل الأمور إلى محددات بعد فيما يتعلق بالمتحدثين".
في سياق آخر، رأى نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن "المختل عقلياً فقط يمكنه التفكير في انضمام أوكرانيا إلى الناتو". وأضاف غروشكو لوكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية "هذا إذا انطلقنا من السلوك العقلاني للغرب، ولكنه غير عقلاني".
ولفت إلى أن روسيا حذرت حتى قبل قمة بوخارست، التي أسفرت في عام 2008 عن تبني قرار بشأن إمكانية انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى عضوية الناتو، من خطورة هذه الخطوة، معتبراً أن الناتو "يتناسى المبدأ أنه لا يجوز لأحد تعزيز أمنه على حساب أمن الآخرين".