تراشق اتهامات بين روسيا والغرب خلال جلسة مجلس الأمن حول أوكرانيا

22 سبتمبر 2022
بلينكن يواصل التنديد بالاجتياح الروسي لأوكرانيا (ماري ألتافير/أسوشييتد برس)
+ الخط -

شهد اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك، يوم الخميس، حول أوكرانيا توتراً بين المندوب الروسي من جهة، والطرفين الأميركي والأوروبي من جهة أخرى.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه أوكرانيا، وذلك في الاجتماع الذي حضرته روسيا.

وقال بلينكن أمام نظرائه خلال الاجتماع، إن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يُدمَّر أمام أعيننا. لا يمكننا، ولن ندع بوتين يفلت" من المحاسبة، مندّدًا بالتصعيد الأخير بما في ذلك الاستفتاءات المرتقبة لضمّ أراضٍ خاضعة لسيطرة روسيا.

وأكد بلينكن أن "خيار الرئيس بوتين هذا الأسبوع صبّ الزيت على نار أشعلها بنفسه، في وقت يجتمع معظم قادة العالم في الأمم المتحدة، يُظهر ازدراءه التام لميثاق الأمم المتحدة".

وفي هذا الصدد، ذكرت وكالات أنباء روسية، اليوم الخميس، نقلاً عن هيئة الأركان العامة الروسية، أن نحو عشرة آلاف شخص تطوعوا للتجنيد في الحملة العسكرية الروسية بأوكرانيا دون انتظار أوراق الاستدعاء الصادرة في إطار تعبئة جزئية.

وأعلن الرئيس الروسي، أمس الأربعاء، أول تعبئة عامة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال وزير دفاعه سيرغي شويغو إنه يهدف إلى تجنيد 300 ألف من ذوي الخبرة للحملة الروسية في أوكرانيا، التي تعرضت أخيرا لانتكاسات شديدة.

من جانب آخر، دعا بلينكن كل عضو من أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى "إرسال رسالة واضحة" إلى روسيا "مفادها أن التهديدات النووية المتهورة يجب أن تتوقف على الفور".

وكان بوتين قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن بلاده المسلحة نوويا "ستستخدم بالتأكيد كل الوسائل المتاحة لنا" إذا تعرضت أراضيها للتهديد وللدفاع عن البلاد وشعبها.

لافروف يطالب بمحاسبة الحكومة الأوكرانية

وعقد الاجتماع بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلا أنه لم يكن جالسًا إلى طاولة المجلس أثناء خطابات الوزراء وحلّ محلّه مساعده.

الصورة
لافروف يرفض الاتهامات الغربية (ماري ألتافير/ أسوشييتد برس)
لافروف يرفض الاتهامات الغربية (ماري ألتافير/ أسوشييتد برس)

ورفض لافروف خلال تلاوته كلمته الاتهامات الغربية في شأن الحرب في أوكرانيا، مطالبا في المقابل بمحاسبة الحكومة الأوكرانية.

وقال لافروف إن "الولايات المتحدة وحلفاءها بالتواطؤ مع منظمات حقوق الإنسان الدولية يعمدون إلى تغطية جرائم نظام كييف".

غوتيريس يدعو للتحقيق في الحرب "الوحشية"

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فدعا إلى إجراء تحقيق في الحرب "الوحشية" في أوكرانيا، وذلك لدى افتتاحه اجتماع مجلس الأمن.

وقال غوتيريس إن تقارير هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان تظهر "قائمة من (الأعمال) الوحشية؛ إعدامات بإجراءات تعسفية وعنفا جنسيا وتعذيبا وغيرها من الممارسات اللاإنسانية والمهينة بحق مدنيين وأسرى حرب"، مضيفاً: "يجب التحقيق في كل هذه المزاعم بشكل شامل لضمان المساءلة"، بدون أن يتّهم روسيا بشكل مباشر.

وتابع: "تجب محاسبة الجناة عبر إجراءات قضائية عادلة ومستقلة. للضحايا وأسرهم الحق في العدالة والإنصاف والتعويض".

ودعت فرنسا التي ترأس حاليًا مجلس الأمن إلى جلسة مساءلة حول أوكرانيا، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لصحافيين قبل دخول الجلسة: "لا سلام بدون عدالة".

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة ألقاه من كييف مباشرة عبر الفيديو مساء الأربعاء، إلى فرض "عقاب" على روسيا بسبب غزو قواتها بلده.

وأورد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أدلة تسلط الضوء على تلك الانتهاكات في أوكرانيا، علما أنه أعلن عن تحقيق في جرائم حرب محتملة بعد أيام فقط من غزو روسيا لجارتها.

وقال خان لمجلس الأمن: "من وجهة نظري ينبغي سماع أصداء نورمبرغ اليوم"، في إشارة إلى المدينة الألمانية التي جرت فيها محاكمات جرائم الحرب النازية.

سافر خان إلى أوكرانيا وزار بلدة بوتشا، حيث عثر على عشرات الجثث في الشوارع وفي مقابر جماعية.

وأنكرت موسكو حينها وقوع فظائع ووصفتها بأنها وهمية، وقال لافروف الخميس إن جهود أوكرانيا لإلقاء اللوم على روسيا في جرائم الحرب هي "عملية دعائية".

لكن خان رد قائلاً لمجلس الأمن: "عندما زرت بوتشا وذهبت خلف كنيسة القديس أندرو، لم تكن الجثث التي رأيتها مزيفة".

ممثل أوكرانيا يطلب مزيداً من الأسلحة

وحضّ ممثل أوكرانيا في الاجتماع وزير خارجيتها دميترو كوليبا على "تضامن ووحدة" الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لمساعدة كييف في صد روسيا.

وصرح للصحافيين بأن "أفضل طريقة لمنع وقوع مزيد من الفظائع الروسية هي تزويد أوكرانيا مزيدا من الأسلحة الضرورية".

أقامت روسيا بعد الحرب علاقات أوثق مع الصين، لكن الولايات المتحدة رحبت بما تعتبره نبرة حذرة من الصين التي لم تزود موسكو بإمدادات عسكرية كبيرة.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال الجلسة، إن "الأولوية هي أن يستأنف الطرفان الحوار بدون شروط مسبقة".

(وكالات، العربي الجديد)