تدريب لقوات حلف الأطلسي وسط برد قارس في إستونيا تحسّباً لغزو روسي لأوكرانيا

06 فبراير 2022
يشارك في التدريب السنوي 1300 جندي بريطاني وفرنسي وإستوني (Getty)
+ الخط -

في غابة غمرتها الثلوج، يخرج جنود من مدرّعة ويغرقون في الثلج الذي يصل حتّى أفخاذهم، قبل أن يحاولوا التقدم داخل الغابة حيث يُقام تدريب "وينتر كامب" (معسكر الشتاء) في منطقة في إستونيا بعيدة 100 كيلومتر عن الحدود الروسية، لاختبار تعاطي قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع أحوال جوية شتوية قاسية.

ويُشارك في التدريب السنوي هذا 1300 جندي بريطاني وفرنسي وإستوني، لكنه يتّخذ شكلًا خاصًا هذا العام، إذ حشدت روسيا أكثر من مائة ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا احتجاجًا منها على الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي على الحدود.

ويقول سايمون وورث، قائد الكتيبة الفرنسية البريطانية المنتشرة في إطار حلف شمال الأطلسي في إستونيا، إن "هذه المناورة هي فرصة لإظهار أننا قادرون على العمل في الظروف الأكثر صعوبة وتطلّبًا، في البرد وفي الغابة. ولإثبات أننا نستطيع مواجهة أي تحدّ في المستقبل".

من جهته، يلفت الرقيب الأول كيبيندا، وهو يحمل سلاحًا في يده، إلى "التعب المتصاعد خلال التنقّل، مع وزن السترة الواقية من الرصاص فضلًا عن الحقيبة والأسلحة". ويضيف "قبل قليل، غرقت في الثلج بعمق متر تقريبًا، وهذا ليس بالشيء القليل".

وكيبيندا ينتمي لمجموعة 300 جندي فرنسي أُرسلوا لدعم بعثة "الوجود الأمامي المعزّز" في دول البلطيق لمدّة عام، بهدف طمأنة هذه الدول التي أصبحت في موقع حسّاس في مواجهة التهديدات المتزايدة لاجتياح موسكو كييف. وأكّد الكولونيل إيريك ماوغر، قائد الجنود الفرنسيين في إستونيا، "لسنا هنا لاستفزاز الروس. آليتنا وقائية ورادعة وغير هجومية"، مضيفًا "لكننا جاهزون وقادرون على الاستمرار بانتظار التعزيزات العسكرية".

تعلّمنا أن نتكيّف

وتهدف مناورة "وينتر كامب" أيضًا إلى اختبار قدرة الجنود على المقاومة، وتعزيز فعالية المعدّات المستخدمة في ظروف جوية أقسى من تلك المحسوسة في فرنسا أو المملكة المتحدة، ومختلفة جذريًا عن البيئة نصف الصحراوية التي يتدرّب فيها الجنود الفرنسيون في الساحل الأفريقي حيث هم منتشرون منذ العام 2013.

ويشير القائد جوليان من الكتيبة الخامسة للتنانين، وهو يرتدي سترة واقية من البرد إلى أن "الصعوبة الأولى هنا هي الأرض: كما ترون، إن الأحوال الجوية قاسية بشكل خاص والأرض فيها مستنقعات، ما سيمنعنا من المناورة، وقد نخاطر بالتعثّر". ويضيف "لكن هذا يزيد من تشديد قواتنا التي اعتادت في السنوات الأخيرة على العمليات في مالي أو النيجر، إذًا هي قيمة مُضافة". وخارج المحاور الموجودة، تقع مدرّعة من طراز "لوكلير" على جانب طريق ثلجي.

ويوضح الملازم أول الكولونيل نيكولا من الفرقة الفرنسية البريطانية "يؤذي البرد مركباتنا قليلًا. يجب أن نحافظ عليها بعناية لمنع الأجزاء من الانهيار وتوقف المحركات". ومن جهتهم، يقوم الإستونيون بدورهم أيضًا.

ويقول الكولونيل الإستوني أندروس ميريلو لوكالة فرانس برس: "بالنسبة لنا، أعتقد أنه فصل شتاء طبيعي. نأتيهم بخبرتنا ونزودهم بالمعدات التي يحتاجونها ليحموا أنفسهم".

ويُحضّر جندي بريطاني الشاي تحت خيمة مغطّاة بقماش مشمّع مموّه بلون الثلج. ويقول العريف ليام مرتديًا أحذية تصل إلى الركبة: "في أحوال جوية كهذه، يكمن الخطر الأكبر في أن تبرد القدمان. يجب الحفاظ على حرارة الجسم مستقرة إذا أردنا الاستمرار في العمل". ويُضيف "عندما يسيطر عليكم البرد، خصوصًا إذا كنتم في وضعية الثبات، تصبح الأمور معقّدة كثيرًا. لكننا تعلّمنا أن نتكيّف".

(فرانس برس)