تداعيات أحداث القدس: مخاوف من نازية يهودية ودعوة الأردن للتدخل

25 ابريل 2021
تحميل اليهود في القدس المسؤولية عن إشعال الأوضاع (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي شرعت فيه إسرائيل بتحركات دبلوماسية بهدف الدفع نحو تهدئة الأوضاع في القدس المحتلة، اتهم معلقون في تل أبيب حكومة بنيامين نتنياهو بالسماح لمجموعات يهودية تشبه حركات النازية الجديدة بالعمل على إشعال المدينة المقدسة.

وفي مقالين منفصلين نشرتهما "هآرتس" اليوم الأحد، قال كل من إريس لعال وجدعون ليفي إن المجموعات اليهودية التي أشعلت الأحداث في القدس تتبنى أفكاراً تشبه الأفكار التي تتبناها الحركات التي تمثل النازية الجديدة في أوروبا.

وحمّلت لعال نتنياهو مسؤولية مباشرة عن توفير البيئة السياسية التي سمحت بصعود المجموعات اليهودية المتطرفة وتمكينها من العمل على هذا النحو.

أما ليفي، فقد لفت إلى أن أحد أهم المصادر التي تمهد الطريق أمام صعود النازية الجديدة في إسرائيل، التحول في توجهات أتباع التيار الديني الحريدي، الذين باتوا ينضمون إلى الحركة الكهانية ويشاركون في أنشطتها، وضمن ذلك المسيرة التي نظمتها حركة "لاهافا" الكهانية في القدس المحتلة الليلة قبل الماضية.

وأشار ليفي إلى أن انضمام الحريديم إلى دائرة العمل المعادي للفلسطينيين يجعلهم أكثر خطورة من التنظيمات الإرهابية القائمة، مثل "لافيمليا" و"فتية التلال"، مبرزاً أن الدعم الذي بات يمنحه الحريديم لتحالف الحركة الكهانية والصهيونية الدينية يمكن أن يحول هذا التحالف إلى نسخة أخرى من حزب "البديل" اليميني المتطرف في ألمانيا.

وفي السياق، حمّل الجنرال غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اليهود في القدس المسؤولية عن إشعال الأوضاع.

وفي مقابلة أجرتها معه اليوم الأحد إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، دعا آيلاند حكومة نتنياهو إلى "اتخاذ إجراءات أكثر حزماً تجاه المجموعات اليهودية".

إلى ذلك، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن إسرائيل توجهت إلى مجموعة من الجهات، من بينها الأردن، تطلب منها العمل على "تهدئة الخواطر" واستعادة الهدوء في القدس.

وأكدت القناة أن إسرائيل أوضحت للجهات التي تواصلت معها أنها ملتزمة ضمان "حرية العبادة" للجميع في القدس.

من جهته، حذر يوآف ليمور، المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، من أن المعضلة التي تواجهها إسرائيل في القدس تتمثل بأنه "لا يوجد سبب محدد يمكن أن يعزى تفجر الأحداث في المدينة المقدسة إليه، ما يجعل تل أبيب عاجزة عن السيطرة على الأوضاع هناك عبر استخدام خطوات محددة".

ولفت إلى أن استمرار الأحداث في القدس يمكن أن يفضي إلى إشعال ليس فقط المنطقة، بل العالم الإسلامي بأسره، مشدداً على أنه ليس من مصلحة إسرائيل أن تُطرَح الأحداث في القدس على أنها جزء من "حرب دينية".

وأضاف أن إسرائيل استغلت ردودها على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في المس بعدة أهداف مرتبطة بالمشروع الذي تعكف عليه حركة "حماس" لضمان تعزيز قوتها العسكرية، وضمن ذلك مخازن وسائل قتالية تابعة للحركة.

وفي سياق متصل، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" عن دبلوماسيين دوليين قولهم إن اتصالات مكثفة تُجرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بهدف تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد بين المقاومة وإسرائيل.

وحسب القناة، فقد حذر الدبلوماسيون من انفجار مواجهة شاملة بين غزة وإسرائيل إذا فشلت هذه الاتصالات في وقف التصعيد.

من ناحية ثانية، رأت القناة أن "حماس" حاولت استغلال الأوضاع في القدس من أجل إرسال تحذير لإسرائيل من مغبة إفشال الانتخابات الفلسطينية التي يفترض أن تنظم الشهر المقبل.

في سياق داخلي إسرائيلي، أثرت أحداث القدس والتصعيد مع غزة بتماسك معسكر اليمين الإسرائيلي المؤيد لبقاء نتنياهو في الحكم.

وفي السياق، وجه بتسلال سمورطتش، زعيم تحالف الصهيونية الدينية والحركة الكهانية، انتقادات حادة إلى نتنياهو في أعقاب دعوته "جميع الأطراف لتهدئة الخواطر"، مستهجناً أن تشمل دعوة نتنياهو اليهود.

وعلق سمورطيتش، الذي يعد أحد أبرز حلفاء نتنياهو، على هذه الدعوة، قائلاً: "قد تكون الدعوات التي تنطلق لإزاحة نتنياهو محقة".

وقد ردّ قادة حزب "الليكود" على سمورطتش، مشيرين إلى أن حزبه بات ممثلاً في البرلمان بفضل الدعم الذي قدمه له نتنياهو و"الليكود".

المساهمون