تخوف المدنيين من استمرار التصعيد في شمال شرق سورية

10 أكتوبر 2023
يستمرّ التصعيد التركي ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تنتشر مواقع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بين الأحياء التي يقطنها السكان المدنيون بمناطق متفرقة في شمال شرق سورية، ومع كل حملة تصعيد تركية ضد مواقع المليشيات تكون أرواح المدنيين مهددة، في ظل عدم وجود ملاجئ آمنة أو أماكن آمنة للنزوح في المنطقة، وصعوبة النزوح إلى خارجها.

وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن حملة التصعيد الأخيرة للجيش التركي أدت إلى مقتل مدني خلال عمله، وإصابة خمسة آخرين على الأقل كانوا في منزلهم، نافية وقوع القصف التركي بشكل مباشر على المنزل الكائن في مدينة القحطانية بريف الحسكة، ومؤكدة أن القصف استهدف تحركات لـ"قسد" هناك.

وتشير المصادر التي تفضّل عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية، إلى أن المنطقة التي تخضع لـ"قسد" باتت تسمّى "السجن الكبير"، وأرواح المدنيين باتت مهددة بسبب تحركات "قسد"، وإنشاء مواقعها ضمن الأحياء السكنية، مضيفة أن انتشار المواقع العسكرية بين المدنيين يعرّض حياتهم للخطر، ولا بد من خسائر بشرية في حال وقوع قصف.

وكان بيان من وزارة الخارجية التركية قد تعهد أمس الاثنين بأن القوات المسلحة "ستواصل محاربة الإرهاب بكل عزيمة وإصرار، من أجل أمن تركيا، كما كان الحال في الماضي، حتى لا يتبقى إرهابي واحد"، مضيفاً أنه "خلال هذه العملية تم اتخاذ كلّ الاحتياطات اللازمة لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية والبيئية".

بنك الأهداف

وشملت حملة التصعيد التركية ضد "قسد" في شمال سورية خلال الأسبوع المنصرم، مواقع تُصنّف على أنها مدنية وليست عسكرية، لكن القصف طاولها بسبب تحركات لـ"قسد" فيها، أو وجود مقرات لها هناك، ومنها المواقع النفطية، ومحطات المياه، والكهرباء، والمناطق الصناعية، ومعامل النسيج، وصوامع الحبوب.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فقد قصف الجيش التركي جواً وبراً 50 موقعاً على الأقل تُصنّف من ضمن المواقع المدنية، وأدى القصف إلى دمارها أو إلحاق أضرار مادية جسيمة بها، مؤكدة أن هذه المواقع فيها موظفون مدنيون، وبقربها يوجد عمال ومساكن للمدنيين، والدمار فيها خسارة للمنطقة بكاملها، وليس لـ"قسد".

وجاءت حملة التصعيد الأسبوع الماضي عقب هجوم إرهابي طاول مديرية الأمن في العاصمة التركية أنقرة، والتي نفذها "حزب العمال الكردستاني"، وتتهم أنقرة منفذيه بأنهم أتوا من سورية.

لا ملاجئ

وتؤكد المصادر أن المناطق الخاضعة لـ"قسد" لا ملاجئ فيها للمدنيين، ولا أماكن للنزوح، ومن يريد الخروج من المنطقة إلى مكان آخر عليه الذهاب إما إلى مناطق سيطرة النظام، وهي ليست الخيار المناسب له حيث سيكون معرضاً للاعتقال والموت، أو الذهاب إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام"، وهي ليست بحال أفضل من مناطق "قسد"، ففيها أيضاً اعتقالات وقصف وتهديد يومي لحياة المدنيين.

ولا يمكن للقاطنين هناك الذهاب إلى العراق أو تركيا، بحسب المصادر، فالحدود مغلقة، وهم اليوم يفضلون البقاء في مكانهم رغم خطر الموت، على الذهاب إلى مكان آخر.

وأكد مواطنون أنهم فكروا في الذهاب تهريباً إلى كردستان العراق، لكن تكلفة العبور للشخص الواحد تتجاوز 5 آلاف دولار، وهم غير قادرين على دفعها، بخاصة من لديهم عائلات، أما الدخول إلى تركيا فهو صعب المنال وخطر أيضاً.

يذكر أنّ "قسد" تسيطر على مساحات واسعة من شمالي وشرقي سورية تمتد في أربع محافظات هي الرقة، وحلب، والحسكة، ودير الزور، وتتلقى الدعم من واشنطن في إطار الحرب على تنظيم "داعش"، في حين تصنّفها أنقرة من ضمن التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على أمنها القومي.