تخوفات من استمرار حمل المجموعات القبلية السلاح في سيناء

24 ابريل 2023
استعان الجيش بالمقاتلين القبليين لملاحقة "داعش" (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

بينما تستعر المواجهات في السودان، نمت التخوفات من استمرار المجموعات القبلية في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، في حمل السلاح بعد انتهاء مهمتها في القضاء على تنظيم "داعش".

وتتشابه بدايات إنشاء قوات الدعم السريع في السودان، حينما كانت جزءاً من قوات قبلية تدعى "الجنجويد" لإنجاز مهمة القضاء على التمرد في دارفور، مع بداية إنشاء اتحاد قبائل سيناء للقضاء على "داعش"، وكذلك تمديد مهمة القوتين العسكريتين في السودان وسيناء، بعد انتهاء المهمة.

واستُخدمت قوات الدعم السريع بمرور الوقت حرساً للحدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية. كما أن جزءاً من المجموعات القبلية يعمل حالياً في مساعدة الجيش لضبط الحدود المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي، لمنع عمليات تهريب المخدرات والبشر من مصر وإليها.

بين حميدتي والعرجاني

كما أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) نمت أعماله التجارية بمساعدة من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، ووسّعت أسرته ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية، فالحال مشابهة تماماً مع مسؤول اتحاد قبائل سيناء إبراهيم العرجاني، الذي بات يملك سلسلة من الشركات التي تعمل في كافة مناحي الاقتصاد، بل بات مسؤولاً عن تجارات رسمية ودولية.

بات إبراهيم العرجاني يملك سلسلة من الشركات التي تعمل في كافة مناحي الاقتصاد

ويتولى العرجاني حالياً رئاسة مجلس إدارة قائمة شركات أبناء سيناء، وهو رئيس مجلس أمناء مؤسسة سيناء للخير والتنمية الاقتصادية، ورئيس مجلس إدارة شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وفي يناير/ كانون الثاني 2022، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بتعيين العرجاني عضواً في مجلس إدارة الجهاز الوطني لتعمير شبه جزيرة سيناء، التي تعتبر هيئة اقتصادية عامة تتبع رئاسة مجلس الوزراء. كما يترأس العرجاني مجلس إدارة شركة "غلوبال أوتو" للسيارات، وهي شراكة مصرية خليجية.

أفراد المجموعات القبلية يواصلون حمل السلاح

وعلى الرغم من مرور عام كامل على القضاء على تنظيم "داعش" في سيناء، إلا أن أفراد المجموعات القبلية لا يزالون يحملون السلاح، بما فيه السلاح الثقيل ومضادات الدروع، ويملكون السيارات المصفحة، والطائرات المسيّرة التي تستخدم للتصوير.

وخلال الأيام الماضية، سُجل استخدام السلاح في الأعراس البدوية وخلال السير على الطرقات، ما دفع قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب محمد ربيع لإصدار قرار بمعاملة حمل السلاح أو استخدامه في المناسبات كمعاملة الإرهاب، في إشارة إلى استمرار بقاء السلاح مع القبائل حتى إشعار آخر.

واستمرت اللقاءات بين مسؤولي المجموعات القبلية التي تتبع لعدة أجهزة استخبارات مصرية، كالمخابرات العامة والحربية والاستخبارات العسكرية التابعة لقوات حرس الحدود، وجهاز الأمن الحربي، خلال شهر رمضان الذي انقضى منذ أيام، مع التأكيد خلال اللقاءات على استمرارية بقاء وجود المجموعات القبلية وأداء المهام الموكلة إليها، وإعطائها مساحة واسعة في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والأمني في سيناء وخارجها أيضاً.

 تخوف من تكرار تجربة السودان

وتعليقاً على ذلك، كتب الناشط السياسي المعروف في سيناء أشرف أيوب: "بعد أن دحرنا الإرهاب في سيناء، حان الوقت لأن نتعلم مما يحدث في السودان. فبالنظر للمشهد السوداني وما اتخذه نظام البشير من دعم سياسي لعصابات الجنجويد القبلية، وجعلها قوات دعم للجيش في مواجهة الجماعات المسلحة الانفصالية في دارفور، والتنكيل بشعبها المهمش سياسياً واقتصادياً، حتى أخذت تتصارع مع الجيش السوداني على كرسي الحكم، وأصبح لها نفوذ سياسي واقتصادي مدعوم خارجياً".

أشرف أيوب: بعد أن دحرنا الإرهاب في سيناء حان الوقت لأن نتعلم مما يحدث في السودان

وأضاف: "ذاته ما اتخذه السيسي في دعم مجموعات قبلية قوامها الرئيسي جماعات التهريب وزراع البانغو ممن تم إسقاط الأحكام الغيابية عنهم، وقام بتسليحها وتنظيمها في ما يسمى اتحاد القبائل كقوات دعم لقواتنا المسلحة لحسم معركة الحرب على الإرهاب، التي أعلن السيسي عن انتهائها بدحر الجماعات الداعشية".

وأكمل: "ذلك الاتحاد القبلي أصبح له نفوذ سياسي واقتصادي وصل حتى المشاركة في إعمار غزة، وإعادة زراعة ما تم اقتلاعه من أشجار الزيتون والتين وكل أخضر ومثمر واستبداله بنبات البانغو. ألم يحن الوقت لنزع السلاح من عناصر اتحاد القبائل وإعادة الزمام بالكامل للجيش والشرطة لحماية حدود مصر وأمن المجتمع".

ويُقدّر عدد المقاتلين من أبناء القبائل والعائلات الكبرى في سيناء بألف مقاتل، من قبائل الترابين والسواركة والأرميلات والبياضية والأخارسة والدواغرة. ويتسلحون بأكثر من 600 قطعة سلاح خفيفة، و100 قطعة سلاح متوسطة المدى، و50 سيارة جيب مصفحة، جرى منحها للقبائل خلال فترة ملاحقة تنظيم "داعش"، بخلاف مئات سيارات الدفع الرباعي التي لم يسمح بدخولها سيناء لولا الحملة ضد التنظيم.

يشار إلى أن قوات الجيش والمخابرات الحربية استعانت بالمقاتلين البدو لملاحقة تنظيم "داعش" منذ مطلع العام 2017 بشكل رسمي، بيد أن تدخّل البدو، وعلى وجه التحديد قبيلة الترابين، لم يؤتِ ثماره بالشكل المطلوب إلا في العام الماضي، بعد توسع القاعدة البدوية المستعان بها، لتشمل قبيلتي السواركة والأرميلات، والتي أحدثت فارقاً مهماً في عملية طرد "داعش" من شمال سيناء.

المساهمون