26 ابريل 2021
+ الخط -

لم تتأخر أحزاب سياسية في الجزائر في التنديد بالمخطط الذي كشفت عنه أمس الأحد وزارة الدفاع الجزائرية بخصوص إحباط جهاز الاستخبارات لمخطط لحركة "ماك" التي تنشط في منطقة القبائل ذات الغالبية من السكان الأمازيغ، واتهام الحركة "بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات في مظاهرات الحراك "لاستغلال تداعياتها لاحقا في استجلاب التدخلات الأجنبية".
وأعلنت "جبهة القوى الاشتراكية"، أقدم أحزاب المعارضة السياسية في الجزائر، أنها ستتصدى لكل طرف يسعى للمساس بالوحدة الوطنية. وقال السكرتير الأول للحزب، يوسف أوشيش، خلال كلمة له في اجتماع المجلس الوطني للحزب إن "الأفافاس (جبهة القوى الاشتراكية) لن يقف مكتوف اليدين تجاه من يسعى لتفتيت هذه الأرض المقدسة تحت أي مسمى كان، كما لن يقف موقف المتفرج تجاه مثيري النزعات والمتلاعبين بالحساسيات والمتخذين منها سجلا تجاريا لأغراض انتخابية أو لأغراض شخصية ضيقة".
وهاجم "ماك" بشدة ووصف قياداتها بـ"شذاذ الآفاق يجتهدون في تكريس التنوع الثقافي والتعدد اللغوي الذي تحظى به الجزائر كعامل تفرقة ووسيلة خبيثة لتشتيت الرؤى والأنظار خدمة لمصالحهم الضيقة". 
ونشر الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، أبو الفضل بعجي، تغريدة على "تويتر" جاء فيها "اليوم تأكد، مرة أخرى، حجم المؤامرة الدنيئة التي تستهدف أمن الجزائر واستقرارها، والمتورط فيها التنظيم التخريبي المعروف باسم الماك". وتابع "إن هؤلاء المجرمين الذين تحولوا إلى أدوات في أيدي دول ومصالح أجنبية يستحقون أشد عبارات الخزي، وأقسى العقوبات. وعي الشعب ويقظة الجيش صمام أمان الجزائر". 


وفي السياق نفسه، نشر رئيس "حركة البناء الوطني"، عبد القادر بن قرينة، تغريدة جاء فيها "أثبتت التحقيقات تورط متآمرين على وحدة شعبنا، بفضل يقظة وتجند بواسل جيشنا ،الذي يحرص بعين لا تنام على هذه الأرض"، قبل أن يضيف "نجدد نداءنا لوحدة الصف وجمع الكلمة للوقوف إلى جانب مؤسسات الجمهورية في مواجهة المتربصين بأمن واستقرار وطننا العزيز".


وقبل ذلك كانت "حركة مجتمع السلم"، كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر، قد دانت تنظيم الحركة الانفصالية لمسيرة في مدينة تيزي وزو ورفع أعلام الانفصال، والاعتداء على قوات الأمن. ونشر رئيس الحركة عبد الرزاق مقري بيانات قال فيها "أصبحت أعلام المنظمة الانفصالية المتصهينة العميلة للاستعمار سيدة على الأرض في منطقة عزيزة من الجزائر (تيزي وزو)، يعوضون فشلهم في التعبئة الشعبية بالعنف ضد الشرطة، نحن ضد العنف ولم نتسامح يوما مع العنف من أي جهة كانت فكيف إذا كانت من دعاة الانفصال: أين الشرفاء والأحرار في المنطقة؟ أين الدولة؟". 
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أعلنت مساء أمس الأحد أن مصالح الاستخبارات أحبطت مخططا لتنفيذ سلسلة تفجيرات تستهدف مظاهرات الحراك الشعبي، من تدبير حركة "ماك".
وذكر بيان نشرته الوزارة أن تحريات الأجهزة الأمنية واعترافات ناشطين سابقين في الحركة "كشفت عن الإعداد لمؤامرة خطيرة تستهدف البلاد من طرف هذه الحركة، حيث اتضح من خلال الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها العضو السابق في حركة الماك التخريبية المدعو ح. نور الدين، للمصالح الأمنية عن وجود مخطط إجرامي خبيث يعتمد على تنفيذ هذه التفجيرات، ومن ثم استغلال صور تلك العمليات في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية".

وحركة "ماك" هي تنظيم انفصالي أسسه الناشط السياسي المعارض فرحات مهني (مغن سابق)، الذي كان عضوا في الحركة الثقافية الأمازيغية، وعضوا مؤسسا في حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، قبل أن يغادر منتصف التسعينيات إلى فرنسا.
وأسس مهني أولا حركة تطالب بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل، قبل أن يتطور المطلب إلى المطالبة بانفصال كامل للمنطقة عن الجزائر، معتمدا على الخصوصيات اللغوية والثقافية والهوياتية، وشكل في الأثناء حكومة منفى مركزها في باريس، ونشط لإقامة خلايا لهذه الحركة في مدن منطقة القبائل.
ونظمت الحركة الثلاثاء الماضي مسيرة وسط مدينة تيزي وزو، كبرى مدن المنطقة، حيث هاجم أنصار الحركة قوات الشرطة بالحجارة.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد وصف في آخر اجتماع لمجلس الأمن القومي هذه الحركة بأنها "أوساط انفصالية تستغل المسيرات الأسبوعية للقيام بأعمال تحريضية وانحرافات خطيرة"، وتوعد بأن "الدولة لن تتسامح مع الانحرافات التي لا تمت بصلة للديمقراطية وحقوق الإنسان"، و"أسدى أوامره للتطبيق الفوري والصارم للقانون ووضع حد لهذه النشاطات غير البريئة والتجاوزات غير المسبوقة".

المساهمون