تحسباً لهجمات جديدة للمليشيات... الجيش العراقي يفرض حظراً في مدينة المقدادية

31 أكتوبر 2021
تواصلت حالة التوتر لليوم الخامس على التوالي في مدينة المقدادية العراقية (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية عراقية في محافظة ديالى شرقي البلاد، مساء الأحد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش فرضت حظراً شاملاً للتجول في مدينة المقدادية شمال شرقي المحافظة الحدودية مع إيران، مع انتشار مكثف لوحدات أمنية خاصة ضواحي المدينة، وذلك على خلفية مخاوف أمنية من تجدد هجمات بقذائف الهاون وعمليات حرق تنفذها فصائل مسلحة تستهدف قرى قريبة من المدينة. 

وتواصلت حالة التوتر لليوم الخامس على التوالي، إذ نفذت مليشيات مسلحة عمليات قتل وحرق انتقامية طاولت سكان عدة قرى ضواحي المدينة، عقب الاعتداء الإرهابي الذي نفذه تنظيم "داعش"، في قرية الرشاد وأسفر عن مقتل وجرح نحو 30 عراقياً. 

وقالت مصادر في الشرطة العراقية لـ"العربي الجديد" إن وحدات راجلة من الجيش العراقي انتشرت في مدينة المقدادية، 40 كيلومتراً شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى، مع انتشار لوحدات من جهاز مكافحة الإرهاب في قرى مجاورة.

وأكدت أن الجيش بدأ بفرض حظر التجول على المدينة، بما في ذلك المشاة، اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ويُتوقع أن يستمر نظام حظر التجول بشكل يومي حتى إشعار آخر. ولفتت إلى أن الهدف من فرض حظر التجول منع أي هجمات جديدة تنفذها مليشيات مسلحة على قرى مجاورة لمدينة المقدادية تحت مزاعم الانتقام والثأر بعد الاعتداء الإرهابي لتنظيم داعش الثلاثاء الماضي.

واتهمت المصادر مليشيات وصفتها بـ"النافذة بالتورط في انتهاكات إنسانية بحق سكان مدنيين، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يسعى لوقف تلك الهجمات"، فيما أبلغ مصدر محلي من داخل المدينة أن فرض حظر التجول جاء بعد رصد مجاميع بحوزتها مدافع هاون تخطط لقصف قرى مجاورة. 

وأوضح المصدر، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن المليشيات تستعمل سيارات الحشد الشعبي في هجماتها على المدنيين العزل.  

وفي وقت سابق، قالت وزارة الهجرة العراقية في بغداد إن عدد العائلات الفارة من قرى نهر الإمام وشوك الريم والميثاق ومناطق أخرى بلغت قرابة 300 عائلة، لكن مصادر أخرى تحدثت عن أنها نحو 500 عائلة فرت بفعل هجمات المليشيات مع تسجيل 12 قتيلاً، بينهم سيدتان وطفل، وتسجيل آخرين في عداد المفقودين.

وتأتي خطوة التصعيد من قبل الفصائل المسلحة تحت مزاعم الثأر للهجوم الذي نفذه تنظيم "داعش" الإرهابي على قرية الرشاد الثلاثاء الماضي وراح ضحيتها 14 قتيلاً ونحو 15 جريحاً آخرين، إذ اعتبرت المليشيات المنتشرة بالمحافظة أن مسلحي "داعش" جاءوا من هذه القرى، ما دفعها إلى تنفيذ عمليات قتل وتهجير وحرق منازل وسيارات للسكان القرى.

في الأثناء، وصفت المرشحة الفائزة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة أسماء كمبش الصمت على ما يحدث في محافظة ديالى بأنه "أمر مخجل"، مؤكدة استمرار الهجمات بواسطة قذائف الهاون على قرية شوك الريم واستمرار النزوح من قرى أخرى باتجاه بعقوبة خوفاً من التعرض لها من جهات مسلحة.

وأكدت أن "العوائل البريئة التي تم قتلها في قرية نهر الإمام غير مذنبة، بشهادة القرى المجاورة لها، وهناك من يريد خلط الأوراق"، مشيرة، في تصريح لوسائل إعلام محلية عراقية، إلى أن الاستهداف للقرى تم على أساس طائفي من قبل الجماعات المسلحة.

كذلك تحدّثت عن قتل مدنيين في قرية نهر الإمام، بينهم نساء وأطفال، ومرضى كانوا طريحي الفراش وعاجزين عن الحركة، متسائلة: "هل الأطفال والنساء والمرضى إرهابيون؟".

ووصف ناشطون عراقيون الأوضاع في محافظة ديالى بأنها غير مسيطرة عليها بفعل هجمات المليشيات، وقال الناشط ستيفن نبيل إن محافظة ديالى تتعمق فيها المليشيات والأحزاب والمحسوبيات ويدفع ذلك ثمنها المواطن البريء الذي يتعرض للقتل والتهجير والقمع والظلم". وشدد على أنه "يجب إنهاء حالة التسيب في المحافظة وإعادة هيبة القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع ونبذ المليشيات الطائفية والجماعات الإرهابية".

واعتبر آخرون أن إعادة حظر التجول دليل على عدم استقرار الأوضاع بالمحافظة على عكس ما تقول القوات الأمنية. وقالت سجد الجبوري إن إعادة فرض حظر التجول من جديد في قضاء المقدادية دليل على أن الأوضاع لم تستقر كما يُشاع وأنه لا حلول في الأفق حتى الآن". وأوضحت أن "الجميع يتجنب حتى الحديث في الأزمة لأنه لا قدرة لهم على مواجهة المسلحين هناك".

 

 

المساهمون