ذكرت مصادر عراقية سياسية في بغداد، الأحد، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يجري، كما كل من رئيسي الجمهورية والبرلمان برهم صالح ومحمد الحلبوسي، اتصالات واسعة مع الجانب الأميركي، لاحتواء موقف من استمرار القصف الصاروخي على السفارة في المنطقة الخضراء من قبل جماعات مسلحة مرتبطة بإيران، يقضي بإغلاق السفارة ونقل طاقمها إلى أربيل.
وقال مسؤول عراقي مساء الأحد لـ"العربي الجديد"، إن الوقت لم ينفد بعد، لكن الأميركيين يتحركون بشكل متسارع وغير مفهوم لتصعيد الموقف بإغلاق السفارة أو تعليق عملها ونقلها إلى أربيل ويطرحون سيناريو أن لديهم معلومات تشير إلى نية الجماعات الموالية لإيران مهاجمة السفارة مرة أخرى بصواريخ أكثر تأثيراً تهدد حياة الطاقم الأميركي العامل بالسفارة.
وبحسب المسؤول ذاته، فإن الرئاسات العراقية الثلاث ممثلة برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان يتحركون أملاً بإيقاف نوايا الخارجية الأميركية باتخاذ أي خطوة تتعلق بعمل سفارتها في بغداد.
وأشار إلى أن إغلاق السفارة يعني أن الولايات المتحدة تريد اتخاذ خطوات جديدة رداً على الاستهداف المتكرر للسفارة، و"قد نشهد ضربات جوية لمقرات فصائل مسلحة في العراق".
مسؤول: إغلاق السفارة يعني أن الولايات المتحدة تريد اتخاذ خطوات جديدة رداً على الاستهداف المتكرر للسفارة
وفي وقت سابق، أصدرت السفارة الأميركية في بغداد بياناً أشارت فيه إلى أنها ستختبر خلال اليومين المقبلين إجراءات الإنذار المبكر وتدريبات طوارئ، في توقيت يتزامن مع معلومات عن تحصينات جديدة تمت إضافتها إلى مبنى السفارة الواقعة داخل المنطقة الخضراء.
والتقى مساء الأحد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر، باجتماع هو الثاني من نوعه في غضون أسبوع. وجرت اجتماعات مماثلة للسفير الأميركي بوقت سابق مع مسؤولين عراقيين، أبرزهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.
وذكر بيان لرئيس البرلمان بختام لقائه مع السفير الأميركي أن الطرفين أكدا ضرورة حفظ أمن البعثات الدبلوماسية من الاعتداءات المتكررة، والعمل على بسط سيطرة الدولة وفرض القانون وتحقيق الاستقرار.
من جهته، عبَّر السفير الأميركي عن "دعم بلاده للعراق حكومةً وشعباً لمواجهة الأزمات"، مؤكداً "استمرار التعاون بين البلدين الصديقين وفقاً للمصالح المتبادلة".
وبالتزامن مع بيان مشترك للرئاسات العراقية الثلاث، صدر عصر الأحد، ندد باستهداف البعثات الأجنبية وحذر الجهات المتورطة في تلك الهجمات، جددت مليشيا "النجباء"، إحدى أبرز المليشيات الموالية لإيران تهديدها للسفارة الأميركية، متحدثة عن امتلاكها ما سمّته بـ"أسلحة دقيقة"، واصفة السفارة الأميركية بأنها عبارة عن ثكنة عسكرية.