اتفق النظام السوري مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على تخفيف الحصار المتبادل بينهما على بعض المناطق في محافظتي حلب والحسكة، فيما تشهد محاور التماس بين "قسد" وكل من الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري" تحركات ميدانية، وسط حالة من الحذر والترقب.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية، أمس السبت، عن مصادر محلية قولها إن الاتفاق بين النظام و"قسد" قضى بتخفيف الحصار الذي تفرضه قوات النظام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، مقابل تخفيف الحصار من قبل "قسد" على ما يعرف بـ"المربع الأمني" في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وأوضحت الوكالة أن الجانبين عقدا لقاء يوم الجمعة الماضي في مدينة القامشلي بوساطة روسية، تم فيه الاتفاق على هذه الإجراءات، وبموجبه ستسمح قوات النظام بإدخال مواد مثل الطحين والمحروقات إلى الشيخ مقصود والأشرفية، فيما ستتيح "قسد" لعناصر النظام المرور من نقاط التفتيش للدخول إلى المربع الأمني في كل من القامشلي والحسكة والخروج منهما.
وذكرت "الأناضول" أنه بالرغم من الاتفاق، لم يقم نظام الأسد و"قسد" بإزالة نقاط التفتيش التي أقاماها خلال الأيام الأخيرة، حيث حاصرت قوات النظام حيي الشيخ مقصود والأشرفية اللذين تسيطر عليهما "قسد" في 7 إبريل/ نيسان الجاري، لترد الأخيرة بعد يومين بفرض حصار على قوات النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي.
تسخين مع "قسد"
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، صباح اليوم الأحد، في بيان لها، مقتل 13 عنصراً من "قسد" شمالي سورية، فيما يكثف الجيش التركي تحركاته في المناطق القريبة من خطوط التماس مع "قسد" بريف محافظة الحسكة شمال شرقي سورية.
وأكد مصدر مقرب من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أن التحركات التركية في ريف رأس العين في الحسكة تضمنت نقل أسلحة إلى نقاط قريبة من خطوط التماس. وأضاف أن القوات التركية واصلت تحصين مواقعها في تلك المناطق، حيث حفرت خندقاً يمتد من قاعدتها في عنيق الهوى إلى قاعدتها في باب الخير بريف بلدة أبو راسين الغربي غربي محافظة الحسكة.
ووفق المصدر ذاته، الذي اشترط عدم كشف هويته، فإن التحركات التركية تهدف إلى منع عمليات تسلل عناصر "قسد" نحو مناطق سيطرة الجيشين التركي و"الوطني السوري" شمالي سورية، وعزل المنطقة بشكل كامل وربطها عبر هذه الخنادق.
من جهتها، اتخذت "قسد" عدداً من التدابير، بما فيها مراقبة خطوط القتال والجبهات، من دون وجود أي تحركات عسكرية واضحة لمقاتليها على الجبهات.
وكانت القوات التركية قد صعّدت من قصفها بالأسلحة الثقيلة على مواقع "قسد" في أرياف وأطراف بلدة عين عيسى شمالي الرقة، فيما تشهد بلدة أبو راسين في ريف الحسكة تصعيداً عسكرياً منذ عدة أيام من قبل القوات التركية شمل المحور الشمالي الشرقي، وصولاً إلى مركز المدينة، إضافةً للمحور الشمالي الغربي على امتداد الطريق الدولي (إم4).
وأكد مصدر عسكري من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أن قرية تل طويل قرب أبو راسين تعرضت، مساء أمس السبت، لقصف مدفعي وصاروخي من مدفعية الجيش التركي، أصيب خلالها أحد حراس القرية وبترت قدمه، مضيفاً أنه قد أصيب أحد ضباط قوى "الأمن الداخلي" ومسؤول بقوات محلية تابعة لـ"قسد".
وأضاف أن الطيران المسيّر التركي لم يغادر أجواء المنطقة أمس، لافتاً إلى أن عمليات الاغتيال التي تنفذها هذه الطائرات زادت بشكل لافت منذ بداية الشهر الحالي من دون أي تحرك من الطرف الروسي الضامن.
وذكر مصدر من "قسد" لـ"العربي الجديد" أن ما وصفه بـ"التصعيد" بدأ منذ مطلع الشهر الجاري، وشمل المحور الشمالي الشرقي وصولاً إلى مركز مدينة زركان، إضافة للمحور الشمالي الغربي على امتداد الطريق الدولي (إم4)، خلال اليومين الأخيرين.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات "قسد" 25 شاباً على حواجزها في مدينة منبج وريفها بريف حلب الشرقي وقامت بسوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، وفق شبكة "فرات بوست" المحلية. كذلك اعتقلت شابين آخرين في مزرعة الأسدية شمالي الرقة بتهمة التعامل مع "الجيش الوطني السوري"، وفق شبكة "الخابور" المحلية.
تصعيد مع "داعش" في البادية
إلى ذلك، استنفر النظام السوري قواته المنتشرة في مدينة البوكمال في خط الشامية شرقي دير الزور، بعد انقطاع التواصل مع دورية عسكرية لمليشيا "الدفاع الوطني" التابعة له. وذكرت شبكة "مراسل الشرقية الرسمي" أن تلك القوات نشرت عدداً من الحواجز العسكرية على طول الطريق الرابط بين مدينتي البوكمال والميادين شرقي دير الزور، مشيراً إلى أن الدورية كانت تمشط الطريق من وجود خلايا تابعة لتنظيم "داعش" قبل أن تنقطع أخبارها يوم أمس.
وقتل ثمانية عناصر من قوات النظام، أمس السبت، جراء هجومين منفصلين في محافظتي الرقة ودير الزور.
وذكر موقع "نهر ميديا" المحلي أن عنصرين من النظام قتلا وأصيب ثلاثة، جراء استهداف سيارتهم بقذيفة من مجهولين في بادية شعيب الذكر قرب الطبقة بريف الرقة الغربي، فيما قتل ستة عناصر للنظام في هجوم لعناصر تنظيم "داعش" استهدف سيارتهم على أطراف بادية الشولا جنوبي دير الزور، وفق وكالة "نورث برس" المحلية.
في المقابل، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها بدأت خلال الساعات الماضية عملية تمشيط ضمن بادية معدان في محافظة الرقة، استهدفت مغارات وكهوفاً بحثاً عن خلايا وعناصر تنظيم "داعش" الذين ينشطون في مناطق متفرقة من البادية السورية، ويشنون هجمات متتالية على مواقع ونقاط قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأضاف أن عملية التمشيط تجرى بغطاء جوي من قبل الطائرات الحربية الروسية التي تواصل غاراتها المكثفة على المنطقة ومناطق أخرى في بادية الرصافة بالمحافظة ذاتها.
وتحدثت شبكات محلية عن مقتل 19 عنصراً من "داعش" خلال اليومين الماضيين، نتيجة قصف جوي روسي مكثف على مواقع التنظيم في البادية السورية وسط البلاد.
اغتيالات في درعا
شهدت محافظة درعا جنوبي سورية، اليوم الأحد، اغتيالات طاول أحدها قاضياً، كما توفي ثلاثة أطفال أطفال أشقاء جراء اندلاع حريق بمنزلهم، في حين أعلن تنظيم "داعش" عن عملية عسكرية في سورية والعراق ثأراً لمقتل قائده عبد الله قرداش في بلدة أطمة بريف حلب الغربي في فبراير الماضي.
وقال الناشط الإعلامي في مدينة درعا، أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على القاضي محمد أمين شريفة، الملقب (أبو عبدو)، في بلدة قيطة شمالي درعا، ما تسبب بمقتله على الفور. وأوضح أن شريفة قاضي الاستئناف والمدني في مدينة محكمة الصنمين.
كما توفي ثلاثة أطفال أشقاء أعمارهم بين 3 و6 أعوام في مدينة درعا وأصيب والدهم بجروح خطرة جراء اندلاع حريق بمنزلهم اليوم الأحد.
وفي درعا أيضاً، أشار الناشط إلى مقتل قيادي في المخابرات الجوية التابعة للنظام جراء استهدافه بإطلاق نار مباشر برفقة ثلاثة من مرافقيه على الطريق الواصل بين بلدتي علما وخربة غزالة شرقي درعا، كما أصيب شخصان آخران جراء استهدافهما بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين مدينتي طفس ودرعا.