أطلقت فصائل "الحشد الشعبي"، اليوم السبت، عملية أمنية في بلدة الطارمية، من ضواحي العاصمة العراقية بغداد، شملت عمليات تفتيش في المناطق السكنية وتمشيط، أثارت مخاوف الأهالي من عمليات اعتقال عشوائية تطاول أبناءهم كما حدث خلال الشهرين الماضيين، وسط دعوات لتدخل حكومي وتسليم الملف الأمني في البلدة لقوات الجيش.
ووفقا لبيان صدر عن "الحشد الشعبي"، فإن قوة منها شرعت، صباح اليوم، بما وصفته "تنفيذ عملية أمنية لملاحقة عناصر داعش في الطارمية شمالي بغداد".
وأوضحت أن "العملية جاءت بناء على معلومات استخبارية لتفتيش المناطق المشتبه بها في الطارمية، والتي تتخذها عناصر داعش مأوى لها ومنطلقا لتنفيذ عملياتها الإجرامية ضد المدنيين".
وكان رئيس الحكومة قد قيّد، في أغسطس/ آب الماضي، تحركات الفصائل في البلدة، إثر تنفيذها عمليات اعتقال عشوائية وقصف طاول مناطق سكنية، رداً على هجوم تعرضت له قوة تابعة لها آنذاك، إلا أن الفصائل أعادت انتشارها أخيرا، وتنفذ، على فترات، عمليات دهم وتمشيط وردم "المبازل والأنهر" في البلدة.
ولم تعلق الحكومة حتى الآن على عودة نشاط الفصائل في البلدة، التي تشهد عدم استقرار بسبب عمليات الفصائل فيها.
ووفقا لضابط في الجيش العراقي في البلدة، فإن العملية مستمرة حتى الآن، وإن الفصائل تداهم المناطق السكنية بمعزل عن الجيش والقوات الأمنية الأخرى"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "الفصائل دفعت بتعزيزات إلى البلدة منذ صباح اليوم، وبدأت عمليات تمشيط فيها، وتقول إن لديها معلومات عن وجود عناصر داعش".
وأضاف أن "عمليات التمشيط طاولت العديد من مناطق البلدة، وقد أثارت الرعب بين الأهالي"، مبيناً أن "انتشار الفصائل سيربك المشهد الأمني في البلدة، لا سيما أنها لا تعمل بالتنسيق مع القوات الأمنية، كما أنها تطبق خططها الخاصة التي لا تنسجم مع الخطط الأمنية الموضوعة لتأمين البلدة".
مسؤول محلي في البلدة دعا الحكومة لجعل الملف الأمني بيد قوات الجيش والشرطة حصرا، وقال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "وجود الفصائل يعد مصدر عدم استقرار ومخاوف للأهالي، ويتطلب إعادة نظر من قبل الحكومة، واتخاذ قرار بإبعاد الفصائل عن البلدة، وتسليم ملفها الأمني للجيش وأبناء البلدة، كما وعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في زيارته الأخيرة للمدينة قبل نحو شهرين"، محذرا من "منزلق خطير قد تتعرض له البلدة، في ظل هذه التحركات".
وتواجه البلدة حملة تحريض مستمرة من قبل الفصائل المسلحة والجهات السياسية المرتبطة بها، والتي تعتبر البلدة "معقلا للإرهاب".
البلدة التي تقع في المحور الشمالي للعاصمة بغداد تعيش منذ عدّة سنوات تضييقا أمنيا وأجواء عسكرية مستمرة، وقد سجلت خلال الفترة السابقة انتهاكات كثيرة، من عمليات دهم من دون أوامر قضائية واعتقالات عشوائية لأبنائها من قبل فصائل مسلحة.