تحذيرات من تأثير الحراك الطلابي الداعم لفلسطين بحظوظ بايدن في انتخابات الرئاسة

19 مايو 2024
اعتصام في جامعة كولومبيا دعماً لغزة/ 21 إبريل 2024 (تشارلي تريبالو/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مسؤولو البيت الأبيض وحملة بايدن متفائلون بشأن تأثير الاحتجاجات الجامعية ضد موقف الإدارة من الحرب على غزة، رغم استطلاعات الرأي التي تظهر عدم رضا بين الديمقراطيين وتحذيرات بعض الاستراتيجيين من التقليل من شأن الاحتجاجات.
- القضايا الاقتصادية تتصدر اهتمامات الناخبين الشباب، مع تراجع دعمهم لبايدن مقارنة بعام 2020، بينما يحاول بايدن التواصل معهم مؤكدًا على الاستماع لمخاوفهم والتعبير عن الألم بسبب الصراع في الشرق الأوسط.
- الاحتجاجات ضد الحرب على غزة انتشرت في أكثر من 60 كلية وجامعة، مما أثار تحديات لفعاليات بايدن وانقساماً داخل الحزب الديمقراطي، مع تعامل بايدن الحذر تجاه الاحتجاجات وتركيزه على حرية التعبير ومعالجة معاداة السامية.

يُصرّ مسؤولون في البيت الأبيض على أنّ الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الأميركية على موقف إدارة جو بايدن من الحرب الإسرائيلية على غزة، لن تؤثر في حجم التأييد لبايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، ويأتي ذلك بالرغم من استطلاعات الرأي التي تظهر أن العديد من الديمقراطيين غير راضين بشدة عن سياسة بايدن تجاه الحرب.

ويتعارض تفاؤل مسؤولي البيت الأبيض، وكذلك تفاؤل العديدين من أعضاء حملة بايدن مع تحذيرات شديدة من بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين الذين يحذرون من أن سوء الحكم على الوضع قد يكلف بايدن غالياً في السباق نحو البيت الأبيض مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب. وبحسب مقابلات أجرتها رويترز مع ما يقرب من عشرة مسؤولين كبار في البيت الأبيض في الأيام الماضية، عبّر اثنان منهم فقط عن قلقهما بشأن تأثير الاحتجاجات وتعامل بايدن مع القضية.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض لرويترز إنهم ينصحون بايدن بالنأي بنفسه بدلاً من التعامل المباشر مع مجموعات صغيرة نسبياً من المتظاهرين في الجامعات، مشيرين إلى أن أعدادهم أقلّ من أن تضرّ بحملة الرئيس للفوز بولاية جديدة. وفي مواجهة الاختيار بين بايدن وترامب في نوفمبر القادم، يبقي العديد من المسؤولين ثقتهم بأنه حتى الديمقراطيون الذين يعارضون السياسة الأميركية سيختارون بايدن. وتعود القضية إلى دائرة الضوء اليوم الأحد عندما يُلقي بايدن كلمة حفل التخرج في كلية مورهاوس، بسبب اعتراض بعض الطلاب وأعضاء في هيئة التدريس، حيث حذّر رئيس الكلية بوقف الحفل إذا نُظمت احتجاجات.

وقال معظم المسؤولين الذين تحدثت إليهم "رويترز" إنهم يعتقدون أن تكاليف الإسكان والتضخم هي القضايا التي تتصدر اهتمامات الناخبين الشباب، وليس الحرب في غزة، مشيرين إلى استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد أخيراً يصنّف "إسرائيل/فلسطين" في المرتبة الـ 15 على قائمة القضايا، بعد الضرائب، والسلاح، والوظائف. ويشير العديد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض إلى الطلاب المحتجين بأنهم "نشطاء". ورداً على طلب للتعليق على هذه المسألة، قال أندرو بيتس، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي يدرك أن هذه لحظة مؤلمة للعديد من المجتمعات ويستمع إليها. ونقل بيتس عن بايدن قوله إن عدداً كبيراً جداً من المدنيين لقوا حتفهم في الصراع "المفجع"، وأنه يجب بذل المزيد من الجهود لمنع فقدان أرواح الأبرياء.

وتظهر العديد من استطلاعات الرأي، التي أُجريت أخيراً، أن بايدن وترامب متعادلان تقريباً، ويتقدم ترامب في الولايات المتأرجحة التي ستحسم الانتخابات. وفي ما يخصّ القضايا الاقتصادية، ومنها التضخم، سجل ترامب درجة أعلى من بايدن. وأظهر استطلاع جديد أجرته رويترز/إبسوس أن الديمقراطيين منقسمون بشدة بشأن تعامل بايدن مع الحرب في غزة واحتجاجات الجامعات ضد الحرب، حيث يعارض 44 بالمئة من الديمقراطيين المسجلين تعامل الرئيس مع الأزمة، بينما عارض 51 بالمئة تعامله مع الاحتجاجات. وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الشباب لا يزالون يفضلون بايدن، لكن الدعم انخفض بشكل ملحوظ منذ عام 2020.

وأظهر استطلاع لرويترز/ إبسوس في مارس/ آذار الماضي أن الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يفضلون بايدن على ترامب بفارق ثلاثة بالمئة فقط (29 إلى 26 بالمئة)، بينما يفضل الباقون مرشحاً آخر، أو لم يحسموا اختياراتهم بعد. وأكد مسؤولان في البيت الأبيض أن شعبية بايدن بين الناخبين الشباب ليست كما كانت في عام 2020، وقالا إنهما يشعران بالقلق من أن الإدارة لا تنظر إلى هذا التراجع على محمل الجد بما فيه الكفاية. وأضاف المسؤولان أنه "مع مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني في غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول، فإن الدعم الأميركي للحكومة الإسرائيلية قد يؤثر بشدة في الانتخابات الرئاسية".

بايدن يتحدث بحذر

واندلعت الاحتجاجات على الحرب الإسرائيلية في غزة في أكثر من 60 كلية وجامعة هذا العام، وعطلت فعاليات بايدن على مستوى البلاد، ودفعت الناخبين الديمقراطيين في ولايات رئيسية إلى وضع علامة "غير ملتزم" في بطاقات الاقتراع، كذلك أحدثت انقساماً في الحزب الديمقراطي. وكان بايدن، المعروف بقول ما يعتقده حتى عندما لا يكون ذلك مفيداً سياسياً، حذراً بشأن مسألة الاحتجاجات على غزة. وتحدث في أوائل مايو/ أيار عن أهمية اتباع القانون مع الدفاع عن حرية التعبير، ثم تناول لاحقاً تهديد معاداة السامية في الجامعات. وفي المرتين تجنب في الغالب القضية التي أثارت الاحتجاجات، وهي رأي الشبان الأميركيين في دعمه لإسرائيل. لكنه قال أيضاً بوضوح إن الاحتجاجات لن تغير سياسته في الشرق الأوسط.

وتقول المجموعات المنظمة للاحتجاجات إن تعليق إرسال بعض الأسلحة لإسرائيل في الآونة الأخيرة كان أقلّ من اللازم ومتأخراً للغاية، وتخطط لتنظيم مظاهرات جديدة، على الرغم من أن العطلة الصيفية قد يخبو معها الحراك في الجامعات. وقالت ميشيل وندلينج، المديرة السياسية لحركة صن رايز، وهي مجموعة شبابية تركز على المناخ، إن "الشبان يشعرون بخيبة أمل كبيرة، وهم غاضبون من الطريقة التي يتعامل بها الرئيس مع هذا الصراع"، وأضافت: "الخطر الكبير الآن، أن الناخبين الشبان سيبقون خارج النظام الانتخابي تماماً في نوفمبر المقبل، أو سيصوتون عمداً ضد بايدن بدافع الغضب".

وكانت شبكة سي أن أن قد أجرت استطلاعاً في 29 إبريل/ نيسان الماضي أظهر أن أغلب الأميركيين يرفضون موقف الرئيس الأميركي من الحرب على غزة، إذ وافق على طريقة تعامله معها 28 بالمائة منهم فقط، ورفضها 71 بالمائة. وجاءت نسبة رافضي الحرب على غزة بين أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً 81 بالمائة، كذلك رفضها أغلب الديمقراطيين بنسبة 53 بالمائة. وقالت الشبكة إنّه بناءً على نتائج الاستطلاع، فإنّ "الآراء حول الولاية الأولى لكلّ رجل يتنافس لمدة أربع سنوات ثانية في البيت الأبيض تبدو تعمل لمصلحة ترامب"، إذ رأى معظم المستطلعين أن فترة ترامب رئيساً كانت ناجحة، بينما تقول أغلبية واسعة إن فترة رئاسة منافسه بايدن كانت فاشلة حتى الآن. وفي تقييم المدة التي قضاها بايدن في البيت الأبيض، قال 61 بالمائة إنّ رئاسته حتى الآن كانت فاشلة، بينما قال 39 بالمائة إنها كانت ناجحة. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون