تحالفات مبكرة بين الأحزاب الجزائرية تمهيداً لانتخابات 27 نوفمبر المقبل

13 سبتمبر 2021
تبدو التحالفات الانتخابية التي تجري بين الأحزاب السياسية ظرفية واضطرارية (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت عدة أحزاب في الجزائر بإجراء تحالفات سياسية، تمهيداً للتشارك في جمع التوقيعات المطلوبة وتقديم قوائم موحدة للمرشحين للانتخابات البلدية والولائية المقررة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، خاصة في ظل مخاوف جدية بشأن الإخفاق في جمع التوقيعات المطلوبة قبل تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والقلق من تكرار الصعوبات نفسها التي لاقتها هذه الأحزاب خلال الانتخابات النيابية الماضية.

وتوصلت ثلاثة أحزاب سياسية، هي "الفجر الجديد" و"طلائع الحريات" و"جيل جديد"، إلى توافق بشأن توحيد قوائمها في الانتخابات المقبلة، بعد مشاورات جمعت قادة هذه الأحزاب، خاصة وأن آلية تشكيل القوائم الانتخابية، التي لا تشترط وجود ترتيب مسبق بين المرشحين؛ تسهل من مهمة التحالف، حيث لا يمثل ترتيب المرشحين أي أشكال في سياق التحالف، لكنه سيسهل في المقابل ويخفف من عبء عملية جمع التوقيعات التي يفرضها القانون الانتخابي على الأحزاب والمستقلين، بمعدل 35 توقيعاً عن كل مقعد في المجلس البلدي أو الولائي قيد المنافسة.

وفي السياق نفسه، تجري مشاورات بين قيادات حزبين إسلاميين، هما "حركة النهضة" و"جبهة العدالة والبناء"، لإبرام تحالف انتخابي جديد، تحسباً لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على الرغم من أن تحالفاً انتخابياً سابقاً كان قد جمع الحزبين في الانتخابات النيابية عام 2017، برفقة "حركة البناء الوطني"، لكنه لم يكن ناجعاً، إذ لم تفز هذه الأحزاب مجتمعة سوى بـ15 مقعداً، لكن التحالف الجديد يبدو اضطرارياً في الوضع والاشتراطات التي باتت تفرضها قواعد القانون الانتخابي.

ويعتقد مراقبون أنه إضافة إلى محاولة الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد في المجالس المحلية؛ فإن التحالفات الانتخابية التي تجري بين الأحزاب السياسية تبدو ظرفية واضطرارية، لاعتبارات تتعلق بقادم الاستحقاقات الانتخابية.

وقال المحلل السياسي مولود الصديق إن "انتخابات 27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تمثل بالنسبة للأحزاب التي خسرت الانتخابات النيابية الماضية الفرصة الأخيرة لتحقيق عتبة 4% من مجموع الأصوات، وهي العتبة التي ستعفي هذه الأحزاب من عملية جمع التوقيعات في الانتخابات النيابية المقبلة إذا جرت في موعدها عام 2025 من جهة، وأيضاً ضمان المشاركة في تسيير المجالس المحلية، لتركيز وجودها محلياً وتوسيع قاعدتها الشعبية".

وفي سياق مقابل، بدأت الأحزاب الفائزة في الانتخابات النيابية الماضية تحاول ضبط خريطتها الانتخابية، لإعادة إنجاز فوز آخر في الانتخابات المقبلة. 

وقال أبو الفضل بعجي، الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، الفائزة بانتخابات يونيو/حزيران الماضي، خلال لقائه نواب الحزب عشية مناقشة برنامج الحكومة في البرلمان، إن "الانتخابات المحلية تمثل فرصة للحزب لتعزيز موقعه كقوة سياسية أولى في البلاد"، فيما أكد الأمين العام لـ"التجمع الوطني الديمقراطي"، الطيب زيتوني، والذي حل حزبه رابعاً في الانتخابات السابقة، أن الحزب سيعمل على تحقيق فوز أكبر في الانتخابات المحلية، بعد تطهير صفوفه ممن وصفهم بـ"أصحاب المصالح والمعرقلين".

المساهمون