وقعت كل من "الحركة الشبابية" و"الكتلة الوطنية" و"التيار الشعبي للعمل الثوري" في السويداء، جنوبي سورية، وثيقة إعلان مبادئ، اليوم الخميس، بمباركة من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سورية الشيخ حكمت الهجري.
وتضمنت الوثيقة الموقعة بين هذه التجمعات، التي نشأ بعضها ضمن الحراك الشعبي الحالي، تأكيد الالتزام بوحدة سورية أرضاً وشعباً، وتحديد العمق العربي الطبيعي لسورية كعمق إقليمي، والسعي لبناء سورية كدولة ذات سيادة تضمن لمواطنيها حياة كريمة وحاضراً ومستقبلاً آمناً.
وأثنى الشيخ الهجري على الخطوة خلال زيارة أجرتها الأطراف الثلاثة إلى مقره في بلدة قنوات، بحسب عدد من الذين حضروا اللقاء، حيث وصفوها بالخطوة المتقدمة والضرورية للوصول إلى دولة المواطنة.
وأشاروا إلى أن هذه الوثيقة هي "ضمان مهم لمشروعنا الوطني وإثبات قاطع لوطنيتنا وعمقنا السوري، وأنها الخطوة الصحيحة في المسار الجامع لكل السوريين والضامن لوحدة الأراضي السورية".
وعن الوثيقة، تحدثت لـ"العربي الجديد" ريهام فرحات، العضو في لجنة التواصل في الكتلة الوطنية: "فكرة الاتفاقية انبثقت عندما لاحظنا عدد المشاريع التي لا تحقق رؤى الناس التي انخرطت في التظاهرات عفوياً، أملاً منها في دحر جميع القوى الاستعمارية الموجودة على الأرض وإعادة توحيد سورية أرضا وشعبا، كما فعل سلطان باشا الأطرش قبل 100 عام"، مشيرة إلى أن الأطراف الثلاثة تحمل نفس الأهداف والرؤى.
وشددت قائلة "اتفاقيتنا لتثبيت موقفنا الوطني ونمد أيدينا دوما لجميع المكونات المنسجمة مع فكرنا".
وعن الثمار المرتقبة لهذا التحالف، قالت فرحات: "من المؤكد أنها ستثمر تعاوناً مشتركاً على الأرض السورية بشكل عام، فإخوتنا في باقي المحافظات ينتظرون الفرصة لمشاركتنا في حراكنا في ظل القبضة الأمنية الخانقة المسيطرة عندهم"، مضيفة: "كتلتنا الوطنية من وحي اسمها جامعة لكل المكونات الوطنية التي أفرزها الحراك.. نحاول دوماً مد الجسور لأن قوتنا باتحادنا وبتعددنا في نفس الوقت. نأمل من جميع الفعاليات أن تخطو باتجاهنا كما نخطو باتجاههم".
من جهتها، قالت الناطقة باسم المكتب السياسي للحركة الشبابية وجيهة الحجار إن "أول بعد للاتفاق هو قطع الطريق على المشاريع الانفصالية التي تطرح على ساحة المحافظة، سواء أكانت مشاريع انفصالية أم فيدرالية"، مضيفة: "والبعد الثاني أنها تفند إشاعات النظام الذي يتهم فيها أهالي السويداء بعمالتهم للخارج ويضع السويداء في سياقها التاريخي والجغرافي الطبيعي".
وترى الحجار أن هذا الاتفاق يعد حجر أساس على طريق توحيد الجهود في العمل السياسي المشترك لكافة الأحزاب والتكتلات السياسية الفاعلة على امتداد أراضي الجمهورية السورية.
بدوره، قال المنسق العام لتيار العمل الثوري أكرم عريج، لـ"العربي الجديد"، إن "التحالف هو تعويل على تشكيل لجان عمل مشتركة لتقديم رؤية لتنسيق الجهود على الأرض، بما يخدم القضية والانتفاضة، لتتلاقى مع المستجدات التي تواجهها المسألة السورية من حيث قطع الطريق على المشاريع المضادة للوحدة السورية، والانسجام مع المشاريع التي تخدم الوحدة السورية".
وأضاف: "في هذا السياق، نحن منفتحون على أي جسم سياسي أو مدني محلي أو سوري يحمل مشروعا وطنيا، ويحمل الهم السوري من دون إقصاء لأحد، تحت شعاري الدين لله والوطن للجميع وسورية واحدة موحدة".