تجدد العنف في شوارع فرنسا لليلة الخامسة: توتر بباريس واشتباكات في 3 مدن

02 يوليو 2023
أعلنت شرطة باريس أن عدداً من الموقوفين كانوا يحملون أسلحة (رويترز)
+ الخط -

تواصلت خلال ليلة نهاية الأسبوع في مدن فرنسية كثيرة حالة الانفلات الأمني التي بدأت شرارتها منذ أيام، احتجاجاً على قتل الشرطة شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً في عملية تفتيش مروري

وعند الساعة 01:45 (23:45 بتوقيت غرينتش) صباح اليوم الأحد، كان الوضع أكثر هدوءاً من الليالي الأربع السابقة، على الرغم من وجود بعض التوتر في وسط باريس، واشتباكات متفرقة في مدن مرسيليا ونيس وستراسبورغ.

وكانت النقطة الأكثر سخونة في مرسيليا، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مثيري شغب، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.

وفي باريس كثفت الشرطة وجودها الأمني في شارع الشانزليزيه المشهور بعد دعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع هناك. وعرضت محطات تلفزيونية لقطات لواجهات متاجر مغطاة بألواح لمنع الضرر المحتمل.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 719 شخصاً خلال الليلة الماضية، وفق حصيلة غير نهائية.

وأكدت الوزارة إصابة 45 عنصراً من الشرطة والدرك بجروح، إضافة إلى إضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقاً على طرق عامة. 

فرنسا.. الاحتجاجات متواصلة على مقتل نائل برصاص الشرطة ووالدته تتحدث

وقد أعلنت شرطة باريس أن عدداً من الموقوفين كانوا يحملون أسلحة وممنوعات في محيط شارع الشانزيليزيه الذي بدأت قوات الشرطة بإخلائه من المارة مع اقتراب منتصف الليل، وطالبت الشرطة عبر وسائل الإعلام، وعبر مكبّرات الصوت، الشبانَ الذين هم دون الـ18 بعدم التوجه للشارع. فيما أُعلن حظر التجوّل بداية من الساعة العاشرة ليلاً في ضاحية كولومب غير البعيدة عن نانتير التي شهدت قتل الشاب.

وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت، مساء السبت، تعبئة 45 ألفاً من قوات الشرطة والدرك، وفق شبكة يورو نيوز الأوروبية، وهو ذات الإجراء الذي أقرّه وزير الداخلية جيرالد دارمانان، في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت.

وفي وقت سابق من السبت، أجّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة لألمانيا بسبب استمرار الاحتجاجات في بلاده.

وأعلن مكتب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن الزيارة كانت مقررة اليوم الأحد وحتى الثلاثاء، مضيفاً أنها أُجِّلَت، دون تحديد موعد جديد.

وأعادت الاضطرابات إلى الأذهان أحداث شغب اندلعت في أنحاء البلاد على مدى ثلاثة أسابيع عام 2005، وأجبرت الرئيس آنذاك جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ بعد وفاة شابين صعقاً في محطة للكهرباء في أثناء اختبائهما من الشرطة.

وأصدر لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم بياناً نادراً دعوا فيه إلى الهدوء. ونشر النجم كيليان مبابي البيان على حسابه على "إنستغرام"، وجاء فيه: "يجب أن يتوقف العنف من أجل الحداد والحوار وإعادة الإعمار".

ودعت (ساوث وينرز)، وهي إحدى روابط المشجعين في مرسيليا، شبان المدينة إلى "التحلي بالحكمة وضبط النفس". وقالت: "تصرفكم بهذه الطريقة يضر بذكرى نائل (ويدفع) مدينتنا أيضاً نحو الانقسام".

وألغيت فعاليات منها حفلان موسيقيان في استاد فرنسا بضواحي باريس. وذكرت صحيفة (ويمنز وير ديلي) أن دار سيلين للأزياء المملوكة لمجموعة "إل.في.إم.إتش" ألغت عرضها لأزياء الرجال في عام 2024 الذي كان من المقرر إقامته اليوم الأحد.

وقال منظمو سباق فرنسا للدراجات إنهم على استعداد للتكيف مع أي وضع عندما ينتقل الحدث إلى البلاد يوم الاثنين بعد انطلاقه من إسبانيا. واجتمع دارمانان مع ممثلين من شركات (ميتا، وتويتر، وسناب شات، وتيك توك). وقالت "سناب شات" إنها لا تتهاون مطلقاً مع المحتوى الذي يروج للعنف.

يذكر أن رجل الشرطة، الذي أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة القتل العمد.

وقال محاميه لوران فرانك لينارد، إن موكله أراد التصويب على ساق سائق السيارة، لكنه تعثر عندما انطلقت السيارة فجأة، ما أدى إلى إطلاق النار باتجاه صدره. وذكر لينارد في تصريح لتلفزيون (بي.إف.إم): "من الواضح أن (الشرطي) لم يرغب في قتل السائق".

المساهمون