تجدد الصدامات قرب المنطقة الخضراء في بغداد.. وصالح يدعو إلى التهدئة

05 نوفمبر 2021
دعوات للتهدئة وتفادي التصعيد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تجددت مساء الجمعة الصدامات بين قوات الأمن وأنصار القوى الخاسرة في الانتخابات العراقية 2021، قرب بوابات المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
وأفاد مراسل "العربي الجديد"، بأن الأمن العراقي قام بإطلاق النار مع تجدد المواجهات مع أنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات، والتي نظمت نفسها أخيراً ضمن ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي"، الذي يضم عدة كتل سياسية حليفة لإيران، ويتزعم هذا التشكيل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات مكافحة الشغب تقدمت باتجاه مكان تمركز المعتصمين من أنصار القوى الخاسرة عند بوابة المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق في حي الكرادة من أجل إزالة خيم المعتصمين، ما تسبب بحدوث صدامات نتج عنها وقوع إصابات من الجانبين.
ولفتت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إلى أن المتظاهرين رفضوا مغادرة مكان الاعتصام ما لم تتغير نتائج الانتخابات، موضحة أن القوات الأمنية ما تزال تفرض إجراءات مشددة في محيط المنطقة الخضراء ومناطق أخرى في العاصمة العراقية.

وتلت ذلك عمليات كر وفر قرب المنطقة الخضراء بين الأمن العراقي وأنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات.
وبدأت وسائل إعلام ومنصات تابعة لفصائل مسلحة وقوى سياسية حليفة لإيران ببغداد، في توجيه اتهامات لضباط وعناصر أمن تتعلق بوقوفهم وراء إصابة العشرات من المتظاهرين، ومن بينهم قائد الفرقة الخاصة بحماية المنطقة الخضراء اللواء حامد الزهيري الذي وصفته بـ"القاتل".
وأصيب العشرات، بعد ظهر الجمعة، جراء اندلاع مواجهات واسعة بين قوات الأمن العراقية وأنصار القوى الخاسرة في الانتخابات الأخيرة.

استمرار التوتر بمحيط المنطقة الخضراء

تجددت ليل الجمعة- السبت الصدامات عند بوابات المنطقة الخضراء بعد إصرار المتظاهرين على نصب خيم اعتصام جديدة بدلاً عن التي أحرقتها قوات الأمن في وقت سابق الجمعة، ما أدى إلى حدوث اشتباكات وتراشق بالحجارة نتج عنها وقوع إصابات من الجانبين.
وشهد مكان الاعتصام الذي يتركز عند بوابة المنطقة الخضراء المؤدية إلى حي الكرادة تطوراً لافتاً ليل الجمعة تمثل بوصول الأمين العام لمليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، والأمين العام لـ"كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي لتقديم الدعم للمحتجين.
وألقى الخزعلي كلمة بين المتظاهرين حمل خلالها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مسؤولية ما يجري، متهماً جهازاً أمنياً لم يسمه بالاعتداء على المحتجين من أنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات، مضيفاً "لن يكون لدينا أي رد فعل خارج القانون".
إلى ذلك، أكد صالح محمد العراقي الذي يعرف نفسه على أنه وزير زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، أن الأخير قطع زيارته إلى بغداد احتجاجاً على الصدامات التي وقعت عند بوابات المنطقة الخضراء، قائلاً في تدوينة على موقع "تويتر" إن الصدر قطع زيارته للعاصمة بغداد، استنكاراً لما يحدث من عنف غير مبرر، ومن إضعاف متعمد للدولة، داعياً أنصار التيار إلى الهدوء وضبط النفس.

إلى ذلك، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) إلى ضبط النفس بعد صدامات المنطقة الخضراء. وذكرت البعثة في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر": "تُعرب يونامي عن أسفها لتصاعد العنف والإصابات التي أعقبت ذلك في بغداد اليوم. ندعو الأطراف كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واحترام الحق في الاحتجاج السلمي، وأن تبقى المظاهرات سلمية".

التظاهر السلمي

ورشق المئات من المحتجين المحتشدين عند المنطقة الخضراء قوات الأمن بالحجارة، وأضرموا النار في الأشجار المحيطة بالمنطقة الخضراء، قبل محاولة التقدم نحو البوابة الرئيسة في محاولة للدخول إلى المنطقة الخضراء.
ودعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى التهدئة، معبراً عن أسفه للصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين التابعين للقوى الرافضة لنتائج الانتخابات.
وقال صالح في تدوينة على موقع "تويتر" إن "التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً"، مشدداً على ضرورة عدم إخراجه عن إطاره السلمي والقانوني.
وتابع أن "الصدامات التي حصلت بين قوات الأمن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق المقرر بذلك وضمان عدم تكرارها، قائلاً إن "حماية الأمن العام واجب وطني وعلى الجميع ضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار".

كما قالت خلية الإعلام الأمني في بيان إن "القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) مصطفى الكاظمي وجه بإجراء تحقيق شامل حول ملابسات أحداث اليوم الجمعة في مناطق مختلفة في محيط المنطقة الخضراء، وتقديم نتائج التحقيق"، مشدداً على أن "التعليمات الصارمة للقوات الأمنية في التعامل المهني مع التظاهرات سارية وأن احترام حقوق الإنسان الأساسية، خصوصاً الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي من الأساسيات التي التزمت بها الحكومة".

وبيّن أن الكاظمي دعا الأطراف السياسية المختلفة إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار، مناشداً المتظاهرين بممارسة حقوقهم المشروعة "باعتماد السلمية وتجنب العنف بأي صيغة ومستوى ووسائل".

المساهمون