تجدد التظاهرات ضد الرئيس البرازيلي

30 مايو 2021
يحتج المتظاهرون خصوصاً على سياسة الرئيس البرازيلي في مكافحة كورونا (Getty)
+ الخط -

فرّقت الشرطة بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي تجمعاً نظمه محتجون في ريسيفي، على غرار مدن عديدة أخرى في البرازيل، ضد الرئيس اليميني جاير بولسونارو، وخصوصاً إدارته الفوضوية لوباء كوفيد-19 وسياسته في الأمازون ومصادرته أراضي من السكان الأصليين.

وشارك عشرات آلاف البرازيليين السبت، في هذه التظاهرات الجديدة التي جرت في عدد من المدن البرازيلية، بينها سلفادور (شمال شرق) وبرازيليا وبيلو أوريزونتي (جنوب شرق).

وفي وسط مدينة ريو دي جانيرو هتف نحو عشرة آلاف شخص وضعوا كمامات وهم يتظاهرون في الشوارع "بولسوفيروس ارحل" و"بولسونارو إبادة".

ويحتج المتظاهرون خصوصاً على سياسة الرئيس البرازيلي في مكافحة وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 461 ألف شخص حتى الآن، وهو ثاني أكبر عدد من الوفيات بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة.

وقال غييرمي بولس، زعيم حركة العمال المشردين لـ"فرانس برس"، إنه "لا أحد يريد أن يكون في الشوارع في أوج وباء، لكن بولسونارو لم يترك أي بديل". وأضاف: "نحن في الشوارع للدفاع عن الأرواح ولن ننتظر (الانتخابات الرئاسية) عام 2022".

وأكد بولس أنّ "هذه ليست سوى البداية".

ومنذ ظهور الوباء الذي وصفه بـ"الإنفلونزا العادية"، انتقد الرئيس بولسونارو تدابير الحجر الصحي، بما فيها البقاء في المنازل ووضع الكمامات، وروج لعقاقير لم تثبت فعاليتها، وشكك في فاعلية اللقاحات، ورفض عروضاً لشرائها. كذلك أخفقت السلطات في توقع نقص في الأوكسجين، ما أدى إلى وفاة العديد من المرضى اختناقاً.

ويرى المتظاهرون أنه كان من الممكن تجنب كثير من الوفيات، لو أسرعت الحكومة في إطلاق حملة التطعيم التي تتقدم ببطء.

"كفى يعني كفى"

قال رجل الأعمال عمر سيلفيرا، الذي كان بين المتظاهرين في ريو دي جانيرو: "يجب أن نوقف هذه الحكومة. يجب أن نقول: (كفى يعني كفى)".

ووصف سيلفيرا بولسونارو بـ"القاتل والمريض نفسياً". وأضاف أن الرئيس البرازيلي "لا أحاسيس لديه ولا يشعر بما نشعر به"، مؤكداً أنه "لا يستطيع إدراك الكارثة التي يسببها".

ويتهم المحتجون الرئيس أيضاً بدعم قطع الأشجار في غابات الأمازون والتحريض على العنف والعنصرية.

وكان قاضٍ في المحكمة الفدرالية العليا للبرازيل قد أمر الاثنين الماضي حكومة جاير بولسونارو بحماية السكان الأصليين في إقليمي يانومامي وموندوروكو في شمال الأمازون، "في مواجهة تهديد بهجمات عنيفة من غزاة".

لكن بعد يومين، ندد ممثلو السكان الأصليين بمزيد من الهجمات التي يشنها عمال مناجم يستغلون الأراضي المحمية الواقعة في شمال البرازيل بشكل غير قانوني، على الرغم من حكم قضائي صدر هذا الأسبوع يأمر الحكومة بحماية أراضي السكان الأصليين.

ويشكل استغلال المناجم أحد الأسباب الرئيسية لتدمير غابات الأمازون المطيرة.

وطلب منظمو التظاهرات من المشاركين احترام تدابير التباعد، ووزعوا كمامات وسوائل تعقيم خلال التجمعات.

وذكر الموقع الإلكتروني الإخباري "جي1" أن الشرطة فرّقت تظاهرة نُظمت في ريسيفي، شمال شرقيّ البلاد، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

والتظاهرة التي جرت في برازيليا، أكبر تجمّع تشهده المدينة منذ بداية وباء كوفيد-19. وسار المتظاهرون إلى مبنى البرلمان حيث تجري لجنة تابعة لمجلس الشيوخ تحقيقات في طريقة تعامل بولسونارو مع الأزمة الصحية.

وتأتي الاحتجاجات بعد أسبوعين من تظاهرات داعمة للحكومة دعا إليها بولسونارو نفسه بعدما تراجعت شعبيته إلى 24 بالمئة في أدنى مستوى على الإطلاق حسب استطلاع للرأي أجراه معهد "داتافوليا".

وكشف هذا الاستطلاع أيضاً أن 49 بالمئة من البرازيليين يؤيدون عزله، بينما يعارض ذلك 46 بالمئة منهم.

ويرجّح الاستطلاع فوز الرئيس اليساري الأسبق إيغناسيو لويس لولا دا سيلفا، أهم منافسي بولسونارو، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2022.

(فرانس برس)

المساهمون