الرئيس الجزائري يقترح مراجعة خطة عمل "قوات حفظ السلام" الأممية لتشمل محاربة الإرهاب

29 مارس 2023
جدّد تبون التزام الجزائر بدعم دول الجوار (Getty)
+ الخط -

اقترح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الليلة الماضية، إجراء مراجعة لخطة عمل قوات حفظ السلام الأممية لتشمل عمليات مكافحة الإرهاب، خصوصاً في دول القارة الأفريقية.

وجدّد تبون التزام الجزائر بدعم دول الجوار في منطقة الساحل لمكافحة التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة، عبر تفعيل عمل لجنة العمليات المشتركة التي أُنشئت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بين الجزائر وثلاث من دول الساحل، مالي والنيجر وموريتانيا.

وأكد الرئيس تبون بصفته منسق الاتحاد الأفريقي حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، في رسالة وجهها إلى جلسة النقاش رفيعة المستوى لمجلس الأمن للأمم المتحدة، أنّه يقترح إجراء مراجعة طرق عمل قوات حفظ السلام الأممية، وأن تتم "بلورة جيل جديد لعمليات حفظ السلام بحكم أن النموذج التقليدي لهذه العمليات لم يعد يتماشى مع الواقع والتهديدات الجديدة، لاسيما مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة".

وفي نفس السياق، حذّر تبون مما وصفه "تراجع اهتمام المجموعة الدولية بموضوع مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف"، خاصةً في أفريقيا وفي منطقة الساحل والصحراء، وطالب المجتمع الدولي بدعم وإسناد وتمويل جهود الدول الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وحثّ من وصفهم بالشركاء الدوليين على المساعدة في تنفيذ خطة تشمل تعزيز القدرات الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب، ومنع استخدام أراضي الشركاء الدوليين كمنصات للتحريض أو دعم أنشطة إرهابية في دول أخرى، مع مضاعفة الجهود لتفادي المساهمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تمويل الإرهاب".

ولفت الرئيس الجزائري إلى أنّ "الجزائر التي تمكنت في تسعينيات القرن الماضي من مواجهة ودحر شرور الإرهاب وسط غياب شبه كلي للدعم المادي والمعنوي المنتظر من المجتمع الدولي، تواصل اليوم بنفس الروح جهودها الرامية لمساندة أشقائها في حربهم ضد الإرهاب والتطرف العنيف"، مشيراً إلى أنّ "المبادرة التي تقدمت بها الجزائر بهدف إضفاء ديناميكية جديدة على جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، تمت المصادقة عليها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022 من قبل الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة، التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة في إعادة تنشيط وتقديم مساهمة فعلية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وكان قادة أركان جيوش أربع دول من الساحل الأفريقي، هم قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحةّ، وقائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الفريق المختار بله شعبان، ورئيس أركان الجيوش المالية اللواء عومار ديارا، ورئيس الأركان العامة للجيوش النيجرية اللواء ساليفو مودي، قد عقدوا اجتماعاً في الجزائر لبحث آليات بعث عمل اللجنة وزيادة مستويات التنسيق الأمني والعسكري، وإعادة تطوير هيئة تنسيق العمليات المشتركة التي أنشئت في أبريل/ نيسان 2010 (ويوجد مقرها في مدينة تمنراست جنوبي الجزائر)، ومراجعة آليات التعاون الأمني المشترك لمكافحة الإرهاب في الساحل، ووافق قادة الجيوش الأربعة حينها على مسودتين لمقترحات تقدمت بهما الجزائر، لإعادة تنشيط هيئة التنسيق الاستخباراتي عبر تشكيل خلية استعلامات  مشتركة تتكفل بمهمة جمع المعلومات والمعطيات الاستخباراتية حول تحركات التنظيمات الإرهابية في الساحل، وتنشيط هيئة الأركان بهدف اجتثاث ظاهرة الإرهاب نهائياً من المنطقة.

وحثّ تبون دول القارة على وضع خطة عمل جديدة للاتحاد الأفريقي في مجال مكافحة الإرهاب، تشمل "وضع قائمة أفريقية للأشخاص والمجموعات والكيانات المتورطة في أعمال إرهابية والمقاتلين الإرهابيين الأجانب (...) وتفعيل الصندوق الأفريقي الخاص بمكافحة الإرهاب"، إضافة ألى دعم الآليات والوكالات الأفريقية المتخصصة في هذا المجال، كمركز البحوث المتعلقة بالإرهاب والتعاون الشرطي (الأفريبول)، ولجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية الكائن مقرها بأديس أبابا.