زعيم جبهة "البوليساريو" يعود إلى الجزائر وسط استمرار الأزمة بين الرباط ومدريد

02 يونيو 2021
زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بعد عودته للجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

عاد زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي إلى الجزائر، الأربعاء، قادماً من إسبانيا، التي كان قد وصلها سراً بغرض العلاج في شهر إبريل/ نيسان، ما أثار أزمة دامت عدّة أسابيع بين مدريد والرباط.

وزار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زعيم "البوليساريو" في المستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية، للاطمئنان عليه، وكان مرفوقا بقائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة. 

وأشاد الرئيس الجزائري بمثول غالي أمام القضاء الإسباني، في إطار شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي "تعذيب" وارتكاب "إبادة". 

وثمن رئيس جبهة البوليساريو، في المقابل، موقف الجزائر، مضيفا: "في قضايا الحق، الجزائر لا تتأخر دوما منذ أول يوم، والجزائر دولة شامخة، وأشكرها على ما قامت به".

وبشأن وضعه الصحي، قال: "أنا في أحسن الظروف النفسية والجسدية. صحتي في تطور إيجابي، وسأعود للميدان قريبا خلال الأيام القادمة".

وكان مصدر حكومي إسباني قد أكد أن زعيم جبهة "البوليساريو" غادر إسبانيا ليلاً متوجهاً إلى الجزائر، الداعمة الرئيسية للجبهة. ونقلت الإذاعة الجزائرية عن سفير الجبهة لدى الجزائر، عبد القادر طالب عمر، أنّ غالي وصل حوالى الساعة الثالثة فجراً (02,00 بتوقيت غرينتش) "لاستكمال فترة النقاهة".

وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قالت، مساء الثلاثاء، إنّ زعيم البوليساريو "خطّط لمغادرة إسبانيا من مطار بامبلونا" في شمال البلاد، من دون أن تحدّد وجهة الطائرة.

وكانت سلطة الطيران المدني الإسباني أكدت أن "طائرة مدنية جزائرية" متجهة إلى لوغرونيو دخلت الثلاثاء المجال الجوي الإسباني، ثم عادت أدراجها بناء على "أمر من المراقبين الجويين العسكريين".

وجاءت مغادرة إبراهيم غالي بعد امتناع قاض إسباني استمع إليه الثلاثاء في إطار شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي "تعذيب" وارتكاب "إبادة"، عن اتخاذ أي إجراء بحقّه فيما كان مقدمو الدعوى يطالبون بمصادرة جواز سفره وتوقيفه احتياطيا. وبرر القاضي قراره بأن "تقرير الادعاء لم يقدم أدلة" تثبت أن زعيم "البوليساريو "مسؤول عن جنحة".

وكان وصول غالي إلى إسبانيا، فيما "حياته بخطر"، وبسرية تامة في 18 إبريل/نيسان على متن طائرة طبية وضعتها في تصرفه الرئاسة الجزائرية وفق صحيفة "إل باييس" الإسبانية، أثار أزمة كبيرة بين مدريد والمغرب.

وكان المغرب اعتبر الاثنين أن الأزمة مع إسبانيا "غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله. لم تبدأ الأزمة مع تهريب المتهم إلى الأراضي الإسبانية، ولن تنتهي برحيله عنها، الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما".