أكد مصدر جزائري مسؤول لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سيشارك في قمة جدة، عقب تلقيه دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وأوضح المصدر الجزائري أنه "إضافة إلى كون الرئيس تبون الرئيس الحالي للقمة العربية، فإن ما يحدث في المنطقة والتطورات الحاصلة في العلاقات العربية العربية تصب في مصلحة الجزائر، وتخدم التوجهات التي دافعت عنها الجزائر، منذ سنوات، وخلال رئاستها للقمة العربية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي"، مشيراً إلى أن "عودة سورية إلى الجامعة العربية تمت في عهد رئاسة الجزائر للقمة، وهذا مكسب سياسي يحسب للجزائر"، وفق قوله.
وتسلّم وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف دعوة مشاركة الرئيس تبون في القمة خلال استقباله اليوم الخميس بمقر الوزارة السفير السعودي لدى الجزائر عبد الله بن ناصر البصيري، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الجزائرية.
وإضافة إلى وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي سيصل أولا إلى جدة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية عشية قمة الرؤساء، سيرافق الرئيس الجزائري إلى قمة جدة أيضاً وزير التجارة الطيب زيتوني، ووفد من المجلس الاجتماعي والاقتصادي، للمشاركة في الاجتماعات ذات الصلة بالقضايا الاقتصادية التي تعقد ضمن فعاليات القمة.
ويرجح أن تكون ترتيبات مشاركة الرئيس تبون في قمة جدة ضمن النقاشات التي تمت خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى الجزائر الثلاثاء الماضي، حيث كان التقى كلا من الرئيس تبون ونظيره الجزائري أحمد عطاف.
وسرت قبل ذلك أحاديث عن إمكانية أن يقرر الرئيس الجزائري عدم المشاركة في قمة جدة، رداً على عدم مشاركة ولي العهد محمد بن سلمان في القمة العربية الأخيرة التي جرت في الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، كما لم يشارك الرئيس تبون في القمة العربية الصينية التي عقدت في ديسمبر/ كانون الثاني في جدة بالسعودية.
وفي السياق، عاد أمس الأربعاء السفير الجزائري محمد بوغازي إلى الرياض، بعد ما يقارب الشهر على وجوده في الجزائر منذ انعقاد مؤتمر جدة حول سورية الذي لم تدع بلاده لحضوره بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية.
وفهم استبقاء السفير بوغازي في الجزائر، منذ 16 إبريل/نيسان الماضي، على أنه "رسالة استياء سياسي" من قبل الجزائر موجهة إلى الرياض، بشأن عدم دعوتها إلى هذا الاجتماع.
وتسلم الجزائر في قمة جدة الرئاسة الدورية إلى السعودية، إذ تعد فترة رئاسة الجزائر للقمة الأقصر، حيث لم تدم سوى ستة أشهر، بسبب تأخير انعقاد القمة من 30 مارس/ آذار 2022 حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولم تسمح هذه الفترة وتعقيدات سياسية إقليمية متعددة بتنفيذ مقررات اتخذتها القمة العربية الأخيرة.