اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، يوم الأحد، أن الرئيس السابق دونالد ترامب جبان للغاية لينفذ أمر استدعاء من الكونغرس يجبره على الإدلاء بشهادته أمام لجنة خاصة تحقق في دوره في هجوم السادس من يناير/ كانون الثاني على مبنى الكابيتول.
وقالت بيلوسي في مقابلة مع شبكة "أم.إس.أن.بي.سي": "لا أعتقد أنه رجل بما يكفي ليحضر. لا أعتقد أن المحامين سيرغبون في حضوره لأنه يتعين عليه الشهادة تحت القسم"، وأضافت "سنرى ما إذا كان رجلاً بما يكفي ليحضر".
وأعلنت اللجنة المختارة يوم الجمعة أنها أصدرت مذكرة استدعاء لترامب، ومنحته حتى الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني لتقديم مجموعة كبيرة من الوثائق المتعلقة بأنشطته قبل وبعد الهجوم الدامي الذي شنه أنصار الرئيس السابق في السادس من يناير/ كانون الثاني.
كذلك أبلغت اللجنة ترامب أنها تريده أن يحضر للإدلاء بشهادته يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني أو قرب هذا التاريخ.
ومنذ أن خسر انتخابات 2020 يصرّ ترامب على أنه ضحية لتزوير واسع النطاق لأصوات الناخبين، وهو ادعاء فندته عشرات الدعاوى القضائية وعمليات التدقيق.
ومع ذلك، يدفع ترامب بأنه لم ينتهك القانون بما يشمل يوم أحداث الشغب في الكابيتول. وهو يشير دائماً إلى لجنة الكونغرس على أنها "لجنة غير مختارة" واتهمها بشن هجمات سياسية غير عادلة عليه.
ووقع الهجوم على مبنى الكابيتول عندما حاول أنصار ترامب منع الكونغرس من التصديق رسمياً على الفوز الحاسم الذي حققه منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وتربط ترامب وبيلوسي علاقة شائكة منذ زمن. فقد قادت بيلوسي إجراءات لمساءلة ترامب مرتين، وظهرت الكراهية المتبادلة في بعض الأحيان على الملأ خلال فترة رئاسته.
ففي ختام خطاب ترامب عن "حالة الاتحاد" لعام 2020 أمام الكونغرس مزّقت بيلوسي بازدراء نسخة مطبوعة من خطابه بينما كانت تجلس خلفه خلال الحدث الذي أذاعته القنوات التلفزيونية. وجاء ذلك بعد وصول ترامب إلى المنصة في مجلس النواب لإلقاء الخطاب ورفضه مصافحة بيلوسي.
وقبل ذلك بعام، عم الغضب اجتماعاً في البيت الأبيض بين ترامب وقادة الكونغرس بشأن السياسة الأميركية في سورية، إذ تردد وقتها أن ترامب وصف بيلوسي بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة" وقال في وقت لاحق إنها "مختلة".
وفي أعقاب الاجتماع الذي غادره الديمقراطيون غضباً، قالت بيلوسي للصحافيين خارج البيت الأبيض إن ترامب عانى من "انهيار".
إلى ذلك، صرحت النائبة الجمهورية ليز تشيني لبرنامج "ميت ذا بريس" على شبكة "أن.بي.سي"، يوم الأحد، أن ترامب ارتكب على الأرجح العديد من الجرائم الجنائية التي من المحتمل أن تلاحقه وزارة العدل قضائياً بشأنها.
وأوضحت تشيني، وهي واحدة من العضوين الجمهوريين في اللجنة المختارة بمجلس النواب: "لقد كنا واضحين للغاية بشأن عدد من الجرائم الجنائية المختلفة التي من المحتمل أن تكون موضع أهمية هنا".
ومضت قائلة: "لقد أظهر استعداده لاستخدام القوة لمحاولة وقف الانتقال السلمي للسلطة". ولم تذكر اتهامات جنائية محددة يمكن أن توصي بها اللجنة في تقرير منتظر بعد تحقيق استمر لأكثر من عام.
وتابعت تشيني، التي فقدت دورها القيادي في الحزب الجمهوري بسبب انتقاداتها لترامب، وكذلك الانتخابات التمهيدية لعام 2022، "لقد قدمنا شهادة بأنه اعترف بخسارة (الانتخابات الرئاسية لعام 2020)".
وأضافت: "لكن حتى لو كنت تعتقد بأنك فزت، فما كان لك أن ترسل حشداً مسلحاً إلى مبنى الكابيتول. وما كان لك أن تجلس لمدة 187 دقيقة وترفض وقف الهجوم بينما يقع. ولا يجوز لك كتابة تغريدة تحرض على مزيد من العنف".
ولم تذكر تشيني ما الذي ستفعله اللجنة إذا رفض ترامب التعاون مع أمر الاستدعاء.
(رويترز)