قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، إنّ رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، تخطط لإجراء زيارة لحلفاء الولايات المتحدة الكبار في آسيا، "نهاية هذا الأسبوع"، مع احتمال أن تشمل الزيارة تايوان.
وبحسب ما نقلت الصحيفة الأميركية عن أشخاص مطلعين وعدد من أعضاء الكونغرس، تخطط بيلوسي لزيارة سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، فيما تتواصل الاستعدادات اللوجستية لزيارة تايوان في حال اتخاذ قرار بالذهاب إلى هناك.
ورفضت بيلوسي في مؤتمر صحافي تأكيد الزيارة بدعوى الأمن، مؤكدة ضرورة التركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقالت عندما سئلت عن أهمية الرحلة: "يتعلق الأمر بثلاثة أشياء: الأمن والاقتصاد والحوكمة".
وقالت الصحيفة، إنّ الزيارة، إنْ حدثت، ستكون لأبرز سياسي أميركي يزور تايوان منذ 25 عاماً.
وتشكل زيارة بيلوسي المحتملة للجزيرة خطوة إلى الأمام في المواجهة مع بكين، وهو ما يُنذر بتعقيد مهمّة الدبلوماسيّين الأميركيّين الذين يسعون جاهدين لعدم تسمّم العلاقات مع العملاق الآسيويّ.
والجمعة أعرب وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تتمكّن الولايات المتحدة والصين من أن تُديرا "بحكمة" خلافاتهما في شأن تايوان. وقال: "لدينا خلافات عدّة في شأن تايوان، لكن خلال أكثر من أربعين عاماً، تمكنّا من إدارة هذه الخلافات، وفعلنا ذلك بطريقة حافظنا عبرها على السلام والاستقرار وسمحت لشعب تايوان بالازدهار".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أوضح الخميس خلال اتّصال مباشر نادر مع نظيره الصيني شي جين بينغ، أنّ موقف الولايات المتحدة في شأن تايوان "لم يتغيّر"، وأنّها "تُعارض بشدّة الجهود الأحاديّة لتغيير الوضع أو تهديد السّلام والاستقرار في مضيق تايوان".
الصين تعلن تدريبات عسكرية قبل زيارة بيلوسي
من جهتها، أعلنت الصين تنظيم تدريبات عسكرية "بالذخيرة الحية" السبت في مضيق تايوان، في مبادرة تسبق زيارة مزمعة لبيلوسي لتايوان. غير أنّ المناورات ستكون محدودة جغرافياً، وستجري في المحيط المباشر للسواحل الصينية، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتعتبر الصين تايوان، الجزيرة البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها، وتعتزم إعادة توحيدها مع البر الصيني من غير أن تستبعد استخدام القوة من أجل ذلك. وتعارض بكين أي مبادرة من شأنها إعطاء السلطات التايوانية شرعية دولية وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى، وهي بالتالي تعارض زيارة نانسي بيلوسي.
ومع أنّ مسؤولين أميركيين يزورون بانتظام تايوان التي يفصلها شريط ضيق من المياه عن بر الصين الرئيسي، ترى بكين أنّ زيارة بيلوسي ستشكّل استفزازاً كبيراً. وفي هذا السياق، أعلنت السلطات الصينية المشرفة على الأمن البحري تنظيم "مناورات عسكرية" السبت قبالة سواحل جزيرة بينغتان في إقليم فوجيان (شرق) الواقع قبالة تايوان.
وأوضح البيان الصادر الخميس، الذي نقلته وسائل الإعلام الصينية، الجمعة، أنه "ستجري عمليات إطلاق نار بالذخيرة الحية بين الساعة 8,00 والساعة 21,00 (منتصف الليل والساعة 13,00 توقيت غرينتش)، وسيحظر أي دخول" إلى هذه المياه.
وبينغتان أقرب منطقة صينية إلى تايوان، وتقع منطقة المناورات السبت على مسافة حوالى 120 كيلومتراً من السواحل التايوانية. ولم يأتِ البيان على ذكر بيلوسي بالاسم، لكن بكين تهدد منذ بضعة أيام بـ"عواقب" في حال تنفيذ المسؤولة الأميركية مشروعها.
وحذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأميركي جو بايدن، الخميس، خلال مكالمة هاتفية حول مسألة تايوان، من أنّ "الذين يلعبون بالنار يحرقون أنفسهم في نهاية المطاف".
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، عن أمله في أن يتمكن البلدان من إدارة خلافهما بشأن تايوان "بحكمة".
ولا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية مع تايبه، وتعترف بالنظام الشيوعي في بكين على أنه الممثل الوحيد للصين، لكن الولايات المتحدة تبيع الجزيرة أسلحة وتشيد بنظامها "الديمقراطي".
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، للصحافيين، وفق ما أوردته "فرانس برس"، إنه إذا طلبت بيلوسي "دعماً عسكرياً، فسنفعل ما هو ضروري لضمان قيامها بمهمتها على أكمل وجه".