بيلاروسيا تعرض اعترافات "تحت الإكراه" لصحافي معارض في ظل تنديد غربي

04 يونيو 2021
الصحافي تعرض للاختطاف جواً (Getty)
+ الخط -

استنكرت الحكومتان الألمانية والبريطانية، يوم الجمعة، عرض مقابلة مع الصحافي البيلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش، الذي أوقف إثر إجبار مينسك طائرة ركاب على النزول في أراضيها، معتبرتين أن بثّ الاعترافات "عار" وجرى "تحت الإكراه".

وفي هذه المقابلة التي بثها التلفزيون العام البيلاروسي مساء الخميس، قال بروتاسيفيتش، البالغ 26 عاماً، إنه دعا إلى تظاهرات العام الماضي، وأشاد بالرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

وفي ختام المقابلة، التي تواصلت لساعة ونصف ساعة، أجهش بروتاسيفيتش بالبكاء، وغطى وجهه بيديه. وبدت آثار حمراء واضحة على معصميه، يحتمل أن تكون نتيجة لوضع الأصفاد.

وقالت مديرة برنامج أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية ماري ستروثرز، في بيان، إن رومان بروتاسيفيتش يحمل "جروحا واضحة" في معصميه، وأن المقابلة أظهرت أنه "يتعرض لضغط نفسي لا يطاق". وأضافت "لقد كان إكراها متلفزا".

وأوقف المعارض مع صديقته الروسية صوفيا سابيغا في 23 مايو/ أيار، عندما اعترضت مقاتلة بيلاروسية طائرة "ريان إير" كانت متجهة من أثينا إلى فيلنيوس، ما أثار غضبا دوليا.

وكان رئيس التحرير السابق لشبكة "نكستا" قد اضطلع بدور مهم في حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد إعادة انتخاب لوكاشينكو في أغسطس/ آب 2020.

ودانت ألمانيا المقابلة التي وصفها المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت، بأنها "معيبة للغاية وغير قابلة للتصديق". وأضاف أن برلين "تدين بأشد العبارات" ثاني ظهور إعلامي إجباري على ما يبدو لبروتاسيفيتش منذ اعتقاله.

واتّهم زايبرت السلطات البيلاروسية بالضغط على الصحافي "نفسيا وربما جسديا" لإجباره على التحدّث أمام الكاميرا. وقال إن ما جرى "عار على القناة لبثّها (المقابلة) وعلى القيادة البيلاروسية التي تظهر مجددا ازدراءها للديموقراطية وللذات البشرية".


وصباحا، قللت زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفيتلانا تيخانوفسكايا، من أهمية التصريحات التي أدلى بها بروتاسيفيتش.

وقالت تيخانوفسكايا للصحافيين خلال زيارة لها في وارسو: "تصوَّر جميع الفيديوهات من هذا النوع تحت الضغط. علينا عدم الالتفات إطلاقا لهذه الكلمات لأنها تُنتزع تحت التعذيب.. تتمثّل مهمة السجناء السياسيين بالبقاء على قيد الحياة".

وأضافت المعارضة التي نافست لوكاشينكو في انتخابات العام الماضي: "يمكن عن طريق العنف دفع أي شخص لقول أي شيء ترغب به".

وقال والد المعارض ديمتري بروتاسيفيتش لوكالة "فرانس برس"، الخميس، إن الفيديو كان نتيجة تعرّض نجله لـ"انتهاكات وتعذيب وتهديدات". وتابع "أعرف ابني جيّدا جدا، وأعتقد أنه ما كان قط ليقول أمورا كهذه".

وأكد: "كسروا شوكته وأجبروه على قول ما يريدونه"، معربا عن ألمه لمشاهدة المقابلة. وأضاف: "أشعر بقلق بالغ".

وتتهم السلطات البيلاروسية المعارض بالمشاركة في تنظيم أعمال شغب واسعة، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 15 عاما.

من جهته، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي تورط روسي في هذا الاعتقال، علما أنه أحد الداعمين الرئيسيين للوكاشينكو منذ الحراك الذي زعزع سلطته بعد إعادة انتخابه المثيرة للجدل في أغسطس/ آب الماضي.

وقال بوتين، الجمعة، في المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ: "لا أريد حتى الحديث في هذه القضية، فلا علاقة لنا بها". وأضاف أنه لا يعرف من هو رومان بروتاسيفيتش قائلا: "أنا لا أعرفه ولا أريد أن أعرفه، ليفعل ما يشاء".

وردا على توقيف المعارض وصديقته، قررت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، الأربعاء، منع الطائرات الأوروبية من دخول المجال الجوي البيلاروسي. لكن الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يضم 290 شركة تمثل 82 بالمئة من حركة الطيران العالمية، شجب القرار الجمعة.

وأعرب الاتحاد، في بيان، عن أسفه للحظر الذي يرقى إلى مستوى "تسييس سلامة الطيران"، ووصفه بأنه "تطور مخيب للآمال".

وقرر الاتحاد الأوروبي، الجمعة، حظر دخول الشركات البيلاروسية، ولا سيما الشركة الوطنية "بيلافيا"، إلى مجاله الجوي، ووضع اللمسات الأخيرة على عقوبات اقتصادية جديدة ضد مينسك، حسب ما أفادت عدة مصادر دبلوماسية وكالة "فرانس برس".

ومباشرة بعد القبض عليهما، ظهر كل من بروتاسيفيتش وسابيغا في مقاطع فيديو تتضمن "اعترافات"، اعتبر أنصار لهما أنها سجلت تحت الإكراه، وهو أسلوب شائع للنظام للضغط على معارضيه.

وشنت السلطات البيلاروسية حملة قمع لا هوادة فيها ضد المعارضين وناشطي المجتمع المدني، واعتقلت الآلاف منهم، ودفعت قادة المعارضة إلى اللجوء للمنفى. وقتل عدد من الأشخاص خلال الاضطرابات.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون