بيربوك من بيروت: وقف إطلاق النار في غزة ينعكس حكماً وقفاً لإطلاق النار في الجنوب

25 يونيو 2024
أنالينا بيربوك في رام الله خلال لقائها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى اليوم (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، تحذر من التوتر على الخط الأزرق وتؤكد مع نجيب ميقاتي على التعاون لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في غزة، مما يعكس أهمية وقف النار في جنوب لبنان.
- ميقاتي يشيد بالدور الألماني ويؤكد على أهمية وقف العدوان الإسرائيلي وتطبيق القرار الدولي 1701، مع التأكيد على العودة لحل الدولتين والتعاون مع قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.
- الوضع في لبنان يشهد توتراً مع ارتفاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، وسط تهديدات بحرب واسعة وجهود دبلوماسية لم تنجح بعد في تحقيق تهدئة أو منع توسع الحرب.

نبّهت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك من أنّ "الوضع على الخطّ الأزرق دقيق والمخاطر قائمة". ولفتت بيربوك خلال اجتماعها اليوم الثلاثاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي إلى أنّه "ينبغي التعاون بين كل الأطراف لخفض التصعيد والتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لإطلاق النار في الجنوب".

من جهته، قال ميقاتي إنّ "زيارة الوزيرة الألمانية الثالثة للبنان في غضون أشهرٍ تعبّر عن اهتمام ألمانيا الشديد بلبنان وبالاستقرار فيه وعدم تعريضه للمخاطر". وأشار إلى أننا "نثمن دور ألمانيا الفاعل على الصعيدين الأوروبي والدولي، ونقدّر الحرص الألماني على لبنان، ونعتبر أنّ المدخل الأساسي لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهرٍ، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً".

وشدد ميقاتي وفق ما نقل عنه مكتبه الإعلامي على أنّ "لبنان يثمّن المشاركة الألمانية الفاعلة في عداد قوات اليونيفيل والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الإنمائي الذي تقوم به وحدات اليونيفيل في عدد من المناطق الجنوبية".

كذلك، أكد رئيس الحكومة اللبناني "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإعلان وقف إطلاق النار بشكل شامل والعودة إلى حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، ودعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطواتٍ ملموسة من أجل التوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ للصراع في الشرق الأوسط. كما نتمنّى الاستمرار في تمويل وكالة الأونروا ودعمها".

وكانت أنالينا بيربوك، قد وصلت إلى بيروت بعد ظهر اليوم الثلاثاء، في إطار جولتها على المنطقة، وبحث محاولات التهدئة، وسط المخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وارتفاع التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب واسعة على لبنان في حال فشل الحل الدبلوماسي السياسي.

وقبيل زيارتها بيروت، عبّرت بيربوك عن "قلق برلين البالغ إزاء تصاعد العنف على حدود إسرائيل مع لبنان وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة"، مشددة على "أننا نعمل من دون كلل مع شركائنا لإيجاد حلول يمكن أن تحول دون تزايد المعاناة". وقال المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إنّ بيربوك ستصل عصراً إلى السرايا الحكومية في بيروت، وذلك في وقتٍ أشارت أوساطه بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "اللقاء سيبحث التطورات في غزة ولبنان والمنطقة، والمشاورات التي تحصل لمنع التصعيد العسكري"، علماً أنه في المقابل لم تحسم مصادر رئيس البرلمان نبيه بري حتى الساعة ما إذا كان سيعقد لقاءً مع بيربوك، بعدما قال في حديث صحافي إنه لن يلتقيها بسبب "تضارب المواعيد".

وقالت أوساط ميقاتي إنّ "لبنان سيشدد خلال اللقاء على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة والأراضي اللبنانية، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، وسيؤكد موقفه المعلن من التزامه القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار الدولي 1701، وضرورة أن تلتزم إسرائيل به، كونها الجانب الذي يخرقه".

وأشارت الأوساط إلى أنّ "كل الاتصالات الدولية التي يتلقاها لبنان، تؤكد أن الخارج لا يريد اتساع رقعة الحرب، وأن تداعيات سيناريو كهذا ستكون كبيرة على المنطقة ككلّ، لكن في المقابل لا ضمانات بعد بأن الإسرائيلي لن يشنّ عدواناً واسعاً على الأراضي اللبنانية"، لافتة إلى أنّ "الجهود الدولية يجب أن تنصبّ في إسرائيل، فلبنان المعتدى عليه، ورغم التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة، إلا أن لبنان لا يرغب بالتصعيد ويسعى للاستقرار".

من جهته، قال مصدرٌ نيابيٌّ في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "لا حل قبل وقف العدوان على غزة"، مشيراً إلى أنّ "التهديدات الإسرائيلية مجرد حرب نفسية، وللضغط على حزب الله داخلياً وفي الشارع اللبناني، فالعدو غير قادر على خوض معركة واسعة مع المقاومة في لبنان، لكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد ذلك، من هنا نحن مجهزون وجاهزون لكل الاحتمالات".

ويأتي الحراك الدبلوماسي المتجدّد في لبنان على وقع ارتفاع حدة المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية، وخروجها في أكثر من وقتٍ عن قواعد الاشتباك، مع تطور ملحوظ في الفترة الأخيرة بمستوى العمليات العسكرية والأهداف المختارة. ولم ينجح الحراك الدبلوماسي في إرساء تهدئة في لبنان، أو خفض وتيرة التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية، في ظلّ تمسّك حزب الله بموقفه لناحية أولوية وقف العدوان على غزة، وجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.

وزادت التهديدات الإسرائيلية التي وصلت من جانب مسؤولين إسرائيليين إلى الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين، ليأتي الردّ عليها من جانب حزب الله، بنشر الحلقة الأولى مما سمّاها سلسلة "الهدهد"، الطيران المسيّر، الذي التقط مشاهد دقيقة وواسعة لمراكز ومواقع إسرائيلية استراتيجية في شمال فلسطين المحتلة.

وقال مسؤولون في حزب الله أمس الاثنين في تصريحات، إنّ "المقاومة لا تأبه للتهديدات، وهي على أتمّ الاستعداد للذهاب إلى أبعد الحدود إذا أراد العدو شن حرب واسعة على لبنان، ويجب أن يعرف العدو أنه في موقع الضعف والهزيمة، وليس في موقع من يفرض شروطه"، وذلك رداً أيضاً على الشرط الإسرائيلي بتراجع حزب الله كيلومترات إلى شمال الليطاني.

وذكر موقع بوليتيكو الأميركي، الاثنين، أنّ المسؤولين الأميركيين بعثوا تحذيراً غير عادي إلى حزب الله، مفاده أنه يجب ألا يفترض أنّ واشنطن تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته، في رسالة تهدف إلى دفع الحزب إلى التراجع والتهدئة، مع استمرار الحرب على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفق ما أكده مصدر مطلع على المناقشات، مشيراً إلى أن الرسالة تم نقلها بشكل غير مباشر إلى الحزب.

المساهمون