بيدرسون يبحث الأزمة السورية مع مسؤول في جامعة الدول العربية.. وهيئة التفاوض تجدد رفضها لسياسة "خطوة خطوة"
التقى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في جنيف، الخميس، المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون.
وصرّح مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وفق موقع الجامعة الرسمي، بأنّ "اللقاء جاء تلبية لدعوة وجهها غير بيدرسون لعدد من الأطراف، كل على حدة، للتباحث وتبادل الرأي والتقييم حول الأزمة السورية ومسارات تطورها المحتملة".
وأوضح مصدر الجامعة أنّ "اللقاء اتسم بالصراحة الكاملة، حيث حرص زكي على إطلاع المبعوث الأممي على تقديرات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول الأزمة السورية، واستكشاف مسارات الحل الممكنة على نحو يعكس التطورات التي طرأت على طبيعة الصراع خلال السنوات الأخيرة".
وأشار زكي إلى أنّ "تواصل المبعوث الأممي مع الأطراف المختلفة هو أمر جيد في حد ذاته، ويعكس إدراكه للحاجة إلى تحريك العملية السياسية في سورية بصورة أكبر وأكثر مصداقية"، مضيفاً أنّ "ذلك يعكس أهمية إشراك الأطراف المختلفة والاطلاع على تصوراتها في كيفية إنهاء النزاع الدائر في البلاد لأكثر من عقد من الزمان، باعتبار أن الحل السياسي يظل المخرج الوحيد للأزمة".
من جهته، قال يحيى العريضي المتحدث باسم "هيئة التفاوض السورية"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ على بيدرسون "طلب لقاء لمجلس الأمن، ليستفسر من المندوب الروسي عما إذا كانت روسيا لا تزال ملتزمة بالحل السياسي في سورية، وإذا كانت تريد تطبيق القرار الدولي 2254، كما تصرّح على الدوام".
وأضاف العريضي: "عليه (بيدرسون) أن يستفسر من الأعضاء الدائمين، والأمين العام الذي أوفده وعهد إليه بالملف كمبعوث خاص له عن حدود مهمته"، عندها "لا يحتاج جولات الاستعطاف واللقاءات مع حسام أو حنان".
وأشار المتحدث باسم هيئة التفاوض إلى أن "بيدرسون أمامه قضية عادلة وقرارات صريحة بانتقال سياسي لا يحتمل خطوة خطوة. مشى العالم كل الخطوات؛ وبدل الخطوات مشى السوريون بدمهم وعذاباتهم والقرارات الدولية بانتظاره".
إصابة جنديين للنظام السوري
ميدانياً، ادعى نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، اللواء البحري أوليغ جورافليف، أنّ عنصرين يتبعان لقوات النظام السوري، أُصيبا أمس الأربعاء، إثر استهداف فصائل المعارضة السورية بقذائف الهاون وسلاح القناصة مواقع للنظام في اللاذقية وإدلب، شمال غربي سورية.
وقال جورافليف في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية، إنه "أصيب جندي سوري في محافظة اللاذقية، نتيجة هجوم قناص نفذه إرهابيون من منطقة القرمانلي على مواقع للقوات الحكومية في منطقة مستوطنة كولجوك"، مضيفاً أن "جندياً سورياً آخر أُصيب جراء قصف بالهاون من منطقة برزة فوقاني على مواقع القوات الحكومية شمال شرقي اللاذقية".
وزعم نائب المركز الروسي للمصالحة في سورية أنه "تم خلال اليوم الماضي تسجيل 12 قصفاً في منطقة وقف التصعيد في إدلب. منها 6 هجمات في محافظة حلب، وثلاث هجمات في محافظة اللاذقية، وقصفان في محافظة إدلب، وقصف واحد في محافظة حماة".
ودائماً تلجأ روسيا عبر وسائل الإعلام إلى اتهام فصائل المعارضة بقصف مواقع النظام أو قاعدتها الجوية في "حميميم"، وذلك لتبريد هجماتها وخروقات النظام ضد المدنيين في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
تفجيران انتحاريان في الباب وعفرين
من جهة أخرى، فجّر انتحاريان نفسيهما، مساء اليوم الخميس، وسط أسواق مكتظة بالمدنيين داخل مدينتي الباب وعفرين اللتين يُسيطر عليهما "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا شمالي محافظة حلب.
وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أنّ "التفجيرين نتج عنهما مقتل الشخصين الانتحاريين، بالإضافة لإصابة ثلاثة مدنيين بجروح طفيفة، دون وقوع قتلى".
إلى ذلك، ألقى أشخاص مجهولون، قنبلة يدوية ضمن أحد الطرقات الفرعية داخل مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة، دون وقوع إصابات بشرية.
وقضى عنصر في الشرطة العسكرية، صباح اليوم الخميس، وأُصيب مدنيان اثنان بجروح خطرة، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة قائد قسم الشرطة العسكرية في مدينة إعزاز شمالي محافظة حلب.
ويأتي هذا الانفجار اليوم، وسط تخوف كبير لدى الأهالي المقيمين داخل مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في كلٍ من "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام" شمالي سورية، من عودة الفلتان الأمني من جديد، بالتزامن مع انتشار ظاهرة الخطف ضمن تلك المناطق في الآونة الأخيرة، دون وضع حد لانتشار هذه الظاهرة.