بيدرسون: رسائل هيئة تحرير الشام الإيجابية للسوريين يجب أن تقرن بالأفعال

10 ديسمبر 2024
بيدرسون يتحدث في حوارات روما المتوسطية، 27 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد سقوط بشار الأسد نتيجة هجوم مفاجئ قادته هيئة تحرير الشام، دعا مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون الهيئة إلى تحويل "الرسائل الإيجابية" إلى أفعال ملموسة، مشيرًا إلى أهمية الوحدة والشمولية في المرحلة الانتقالية.
- هيئة تحرير الشام، التي كانت تُعرف سابقًا بجبهة النصرة، أعلنت دخول دمشق وفرار الأسد، مما أنهى حكم آل الأسد الذي استمر خمسة عقود، وبدأت محادثات لنقل السلطة بقيادة أحمد الشرع.
- بيدرسون أكد على ضرورة دعم المجتمع الدولي للمرحلة الانتقالية في سوريا، مشددًا على أهمية خفض التصعيد ووقف الاعتداءات الإسرائيلية لتحقيق الاستقرار.

اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، اليوم الثلاثاء، أن هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أدى إلى سقوط بشار الأسد، ينبغي أن تقرن بالأفعال "الرسائل الإيجابية" التي أرسلتها حتى الآن إلى الشعب السوري.

وبعد أكثر من 13 عاما من الثورة السورية، سقط الأسد، الأحد الفائت، نتيجة هجوم مباغت بدأ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشنته هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (الجولاني) والفصائل المسلّحة المتحالفة معها. وكانت الهيئة تُعرف باسم "جبهة النصرة" قبل أن تعلن فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة، وهي أدرجت قبل تسع سنوات في قائمة المنظمات الإرهابية بمبادرة من مجلس الأمن الدولي.

واعتبر بيدرسون أن ذلك "عامل يعقّد المعادلة بكلّ وضوح"، على ما قال للصحافيين في جنيف اليوم الثلاثاء. غير أنه شدّد على ضرورة النظر إلى الهيئة التي سعت إلى تحسين صورتها من منظور أحداث النزاع في سورية. وقال إن "الحقيقة هي أنه حتى الآن، أرسلت هيئة تحرير الشام والفصائل المسلّحة الأخرى رسائل إيجابية إلى الشعب السوري"، مشيرا إلى أنها "وجّهت رسائل تدعو إلى الوحدة وشمل الجميع" وما شهدناه في مدينتي حلب وحماة "كان مطمئنا في الميدان".

وأكّد بيدرسون الذي عيّن مبعوثا خاصا لسورية في 2018 أن "الاختبار الأهمّ سيبقى كيفية تنظيم الترتيبات الانتقالية في دمشق وتنفيذها". وأقرّ بـ"احتمال بداية جديدة... في حال شملوا فعلا كلّ المجموعات والفئات الأخرى"، فعندها "يمكن للأسرة الدولية أن تعيد النظر في إدراج هيئة تحرير الشام في قائمة المنظمات الإرهابية". وفي حال قدّم المجتمع الدولي دعمه للفترة الانتقالية في سورية "يمكن حينها البدء بالنظر في رفع العقوبات"، بحسب الدبلوماسي النرويجي.

وأعلنت هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها، فجر الأحد، دخول دمشق وفرار الأسد إلى جهة مجهولة، لينتهي بذلك حكم آل الأسد الذي استمر خمسة عقود، في حدث تاريخي احتفل به السوريون في الداخل والخارج. وأسفر النزاع في سورية عن مقتل نحو 500 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السكان على النزوح أو اللجوء إلى الخارج.

وباشر الجولاني، زعيم الهيئة الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، محادثات بشأن نقل السلطة وتعهد بملاحقة المسؤولين عن التعذيب وجرائم الحرب. وحرصت هيئة تحرير الشام على الحديث بلهجة معتدلة. وكلف الجولاني الذي عاد ليستخدم اسمه الفعلي، محمد البشير، بتولّي رئاسة الحكومة الانتقالية في سورية حتّى الأوّل من مارس/آذار 2025.

وأقرّ المبعوث الأممي بأن "الأمور لم تستقرّ بعد. هناك فرصة فعلية للتغيير لكن ينبغي أن يتلقّفها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة والأسرة الدولية". وأشار إلى أن سورية باتت تحت سيطرة "مروحة واسعة من المجموعات التي أحسنت التنسيق في ما بينها حتى الآن لكنها ليس متّحدة بالكامل أو بشكل رسمي"، منبّها من مغبّة "التنازع بين المجموعات".

وأكّد بيدرسون أيضا الحاجة إلى خفض التصعيد في شمال شرق سورية، مطالبا بوقف "الاعتداءات الإسرائيلية" على الأراضي السورية. ونفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 300 غارة على سورية منذ سقوط الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد اليوم الثلاثاء أن الاحتلال "دمر أهم المواقع العسكرية".

(فرانس برس)

المساهمون