بيان عربي مشترك يطالب مجلس الأمن بإلزام الأطراف بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في غزة
استنكر وزراء خارجية الأردن والإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت ومصر والمغرب، في بيان مشترك اليوم الخميس، استهداف المدنيين وانتهاكات القانون الدولي خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل، خلف آلاف الشهداء والمصابين.
وذكر البيان المشترك لوزراء الخارجية، الصادر في أعقاب "قمة القاهرة للسلام" التي عقدت في القاهرة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أن حق الدفاع عن النفس لا يبرر انتهاك القانون وإغفال حقوق الفلسطينيين، منددين بالتهجير القسري والعقاب الجماعي في غزة.
وانتهت "قمة القاهرة للسلام" من دون الاتفاق على بيان ختامي، وهو ما دفع الرئاسة المصرية إلى إصدار بيان منفرد السبت الماضي، ليليه البيان الوزاري العربي المشترك اليوم، بعدما أصر الجانب الأوروبي على إدراج جملة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" و"إدانة واضحة وصريحة لحماس"، بينما تحفظت المجموعة العربية، وحصلت مناقشات لكنها لم تؤد إلى نتيجة.
وأوضح وزراء الخارجية العرب أن البيان يأتي في ضوء استمرار التصعيد الذي بدأ يوم السبت 7 أكتوبر "في كل من إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة خاصة في قطاع غزة، واستمرار سقوط الضحايا المدنيين الأبرياء، والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وجاء في بيان وزراء الخارجية العرب:
- إدانة ورفض استهداف المدنيين، وكافة أعمال العنف والإرهاب ضدهم، وجميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل أي طرف، بما في ذلك استهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية.
- إدانة التهجير القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك سياسة العقاب الجماعي.
- تأكيد الرفض في هذا السياق لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة، أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه بأي صورة من الصور، باعتباره انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وبمثابة جريمة حرب.
- التأكيد على ضرورة الالتزام بالعمل على ضمان الاحترام الكامل لاتفاقيات جنيف لعام 1949، بما في ذلك ما يتعلق بمسئوليات قوة الاحتلال، وأيضا على أهمية الإفراج الفوري عن الرهائن والمحتجزين المدنيين وضمان توفير معاملة آمنة وكريمة وإنسانية لهم مع القانون الدولي اتساقاً مع التأكيد على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا الصدد.
- التشديد على أن حق الدفاع عن النفس الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة لا يبرر الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، أو الإغفال المتعمد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال المستمر من عشرات السنين.
- مطالبة مجلس الأمن بإلزام الأطراف بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار.
- التأكيد على أن التقاعس في توصيف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني يعد بمثابة منح الضوء الأخضر لاستمرار هذه الممارسات، وتورط في ارتكابها.
- المطالبة بالعمل على ضمان وتسهيل النفاذ السريع والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق وفقا للمبادئ الإنسانية ذات الصلة، وعلى تعبئة موارد إضافية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات والوكالات التابعة لها وخاصة الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين).
- الإعراب عن بالغ القلق إزاء احتمال توسع المواجهات الحالية ورقعة الصراع لتمتد إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ودعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مع التشديد على أن توسع هذا الصراع سيكون له عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى السلم والأمن الدوليين.
- الإعراب كذلك عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال المؤسسات الفلسطينية، باعتباره أمراً بالغ الأهمية.
- التأكيد على أن غياب الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدى إلى تكرار أعمال العنف والمعاناة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة، وتأكيد أهمية قيام المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن بتحمل مسئولياته من أجل السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وبذل جهود سريعة وحقيقية وجماعية لحل الصراع وإنفاذ حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتواصلة الأراضي وقابلة للحياة علي خطوط ما قبل الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
ولجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى شيطنة عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، في السابع من الشهر الجاري من قطاع غزة رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة".
وانتقاماً من ذلك، تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ20 على التوالي، غاراتها المكثفة على قطاع غزة، مستهدفةً عدداً من المباني والتجمعات السكنية والمؤسسات الحكومية، فيما بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي، في آخر إحصائية لوزارة الصحة، 7028 شهيداً منهم 2913 طفلاً و1709 نساء و397 مسناً.