أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، اليوم الجمعة، بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يخطط لزيارة الصين بحلول الأسبوع القادم، وذلك نقلاً عن مصدرين مطلعين على جدول أعمال الوزير.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخارجية الأميركية ما زالت تعمل على إنهاء التفاصيل الخاصة بالزيارة، والتي تُعدّ الأعلى مستوى التي يقوم بها مسؤول أميركي إلى بكين منذ زيارة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو عام 2018.
وقال مسؤولون أميركيون لـ"أسوشييتد برس"، شريطة عدم الكشف عن أسمائهم، إنّ بلينكن من المتوقع أنّ يعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الصينيين، وبينهم نظيره تشين غانغ، وربما الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال أحد المصدرين إن بلينكن يُرجح وصوله إلى بكين بعد زيارته الحالية إلى الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال عن خطط بلينكن لزيارة الصين، قال المتحدث باسم الوزارة فيدانت باتيل: "ليست لدينا أي رحلة لنعلن عنها للوزير"، في وقت لم تؤكد السفارة الصينية لدى واشنطن الزيارة المرتقبة. واكتفى المتحدث باسمها ليو بينغيو بالقول: "الصين منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة".
ووصل الوزير الأميركي إلى السعودية مساء الثلاثاء، في زيارة تهدف إلى تحسين العلاقات بين واشنطن والرياض. وترأّس، أمس الخميس، بالاشتراك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اجتماعاً في الرياض للتحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش".
ومن المتوقع أن تلقى زيارة بلينكن إلى بكين انتقادات حادة من نواب الحزب الجمهوري، وذلك غداة تقارير عن محادثات بين الصين وكوبا لتأسيس موطئ قدم هناك للتجسس على الولايات المتحدة، على الرغم من أن الحكومتين الأميركية والكوبية قامتا بنفي هذه المزاعم.
وتحاول أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تخفيف حدّة التوتّرات التي أجّجها، في فبراير/شباط، رصد السلطات الأميركية فوق أراضيها منطاداً صينياً، قالت إنّ أغراضه عسكرية تجسّسية، فيما قالت بكين إنّه منطاد لأبحاث الطقس ضلّ طريقه.
وأدّى رصد هذا المنطاد وإسقاطه من قبل الولايات المتّحدة إلى إلغاء زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها بلينكن إلى الصين في تلك الفترة.
وأجرى مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا دانيال كريتنبرينك، ومستشارة الرئيس جو بايدن لشؤون الصين وتايوان سارة بيران، زيارة إلى بكين هذا الأسبوع، "للتأكد من بقاء خطوط الاتصال مفتوحة، وللحديث عن إمكانية القيام بزيارات مستقبلية، وزيارات على مستوى أعلى"، وفق ما أكده المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يوم الثلاثاء.
والأسبوع الماضي، رفض وزير الدفاع الصيني طلباً من نظيره الأميركي لويد أوستن، لعقد اجتماع على هامش منتدى أمني عقد في سنغافورة.
وفي السنوات الأخيرة، زادت التوتّرات بين الولايات المتّحدة والصين حول مواضيع خلافية متعدّدة، بما في ذلك التجارة والأمن وتايوان.
وكان الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ قد اتّفقا على التعاون بشأن قضايا معيّنة خلال مناقشات مكثّفة أجرياها على هامش قمّة مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر/تشرين الثاني، لكنّ حادث المنطاد أدّى مرة أخرى إلى تفاقم التوترات بين البلدين.
وزار وزير التجارة الصيني الولايات المتحدة الشهر الماضي. كما التقى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، في فيينا مطلع مايو/أيار المنصرم.
وقال البيت الأبيض حينها إنّ الاجتماع "يأتي في إطار الجهود الجارية للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة المنافسة بشكل مسؤول. وقد اتفق الجانبان على الحفاظ على قناة الاتصال الاستراتيجية المهمة هذه لتعزيز تلك الأهداف".