أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أنّ "الحلّ الأفضل" لوضع حد للأزمة الأوكرانية يكمن في نزع كييف أسلحتها وتخليها عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ اتفاقات السلام مع كييف لم تعد موجودة، بعد الاعتراف بجمهوريتي دونيستك ولوغانسك.
وقال بوتين إنّ "الحل الأفضل لهذه القضية هو أن ترفض السلطات الحاكمة راهناً في كييف بنفسها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تختار الحياد". وأضاف "اتفاقات مينسك لم تعد موجودة الآن، لقد اعترفنا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ما يعني اعترافنا بكل مواثيقهما بما في ذلك دستورهما. وفي الدستور، رسمت حدود منطقتي دونيتسك ولوغانسك كما كانت عندما كانتا جزءاً من أوكرانيا". لكنه أوضح أنه يجب ترسيم الحدود الدقيقة في محادثات بين الجمهوريتين الانفصاليتين وأوكرانيا.
ودعا إلى جعل أوكرانيا منزوعة السلاح بعد تلقيها أسلحة من حلفائها الغربيين، قائلاً "في حال أتخم شركاؤنا المزعومون سلطات كييف بأسلحة متطورة (..) عندها ستكون النقطة الأهمّ نزع أسلحة أوكرانيا الحالية".
وبخصوص التحرّكات العسكرية على الأرض، أكّد أنّ ذلك سيكون رهناً بالوضع في الميدان. وأوضح في مؤتمر صحافي متلفز لم يكن معلناً "لم أقل إن جنودنا سيذهبون إلى هناك، الآن سيكون الأمر رهناً بالوضع على الأرض".
ووافق مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا) بإجماع 153 عضواً، قبل كلمة بوتين، على طلبه استخدام القوات المسلحة الروسية بالخارج على خلفية الوضع في دونباس شرقيّ أوكرانيا.
"The Minsk Agreements were dead long before yesterday's recognition of the people's republics of Donbass." The President answered journalists' questions https://t.co/c41e8yOPdm pic.twitter.com/neSIVX2Fxj
— President of Russia (@KremlinRussia_E) February 22, 2022
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو أن بلاده لا تخطط لإرسال قوات إلى شرقي أوكرانيا "حالياً"، لكنها ستقوم بالخطوة إذا تعرّضت إلى "تهديد"، وذلك بعدما صادق البرلمان في موسكو على اتفاقيات مع الانفصاليين في شرقي أوكرانيا.
وقال رودنكو إن المعاهدات تشمل بند تقديم "مساعدات عسكرية"، لكنه أشار إلى ضرورة تجنّب "التكهّنات" بشأن نشر قوات. وقال: "حالياً، لا أحد يخطط لإرسال أي شيء إلى أي مكان. إذا كان هناك تهديد، فحينها سنقدم مساعدات بما يتوافق مع المعاهدات التي تمّت المصادقة عليها".
وكان دينيس بوشيلين زعيم الانفصاليين المدعومين من روسيا قد قال إن موسكو اعترفت رسمياً بمنطقة دونيتسك الانفصالية داخل الحدود الأوسع لإقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا، الذي تسيطر القوات الأوكرانية على جزء كبير منه.
وفي معرض حديثه للتلفزيون الروسي الرسمي، قال بوشيلين إن مسألة عدم سيطرة الانفصاليين على الإقليم سيجرى حلها في وقت لاحق.
وأضاف: "مسألة الحدود ليست سهلة، وسيجرى حلها لاحقاً".
وفي أحدث ردود الأفعال على الخطوات الروسية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، أن بريطانيا ستفرض عقوبات اقتصادية فولاية وقاسية على روسيا، وذلك بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بنشر قوات في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا، تشمل مصارف وأثرياء روساً.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حزمة عقوبات تشمل استهداف المشاركين في القرار "غير القانوني"، والبنوك التي تمول عمليات الجيش الروسي وغيره في المنطقتين الانفصاليتين. إضافة إلى استهداف قدرة الدولة الروسية والحكومة على الوصول إلى الخدمات وأسواق رأس المال والأسواق المالية في الاتحاد الأوروبي، للحد من تمويل السياسات التصعيدية والعدوانية.
كما تشمل أيضاً استهداف حركة التجارة مع المنطقتين الانفصاليتين من وإلى الاتحاد الأوروبي، بحسب بيان مشترك لرئيسي المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)