استمع إلى الملخص
- **تعليقات ساخرة حول الانتخابات الأمريكية**: بوتين يفضل فوز كامالا هاريس بسبب ضحكتها "المُعدية"، وسط اتهامات أمريكية لروسيا بالتدخل في الانتخابات، والبيت الأبيض يرد بدعوة بوتين للتوقف عن التدخل.
- **تزايد الإقبال على التعاقد مع وزارة الدفاع الروسية**: بيسكوف يعلن زيادة الراغبين في التعاقد مع وزارة الدفاع الروسية، مع عدم وجود خطط لتعبئة جديدة، و190 ألف فرد تعاقدوا في النصف الأول من العام.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (71 عاماً)، اليوم الخميس، أنّه مستعدّ لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع العام 2022، إذا طلبت أوكرانيا ذلك، بينما كانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الذي بدأ في أغسطس/ آب. وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك: "هل نحن مستعدّون للتفاوض معهم؟ لم نرفض ذلك قط". وأضاف، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس: "إذا ظهرت رغبة في التفاوض (لدى أوكرانيا)، فلن نرفض"، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه المحادثات يجب أن تستند إلى نتائج المفاوضات التي جرت في ربيع العام 2022 في إسطنبول.
كما قال بوتين إنّ "الهدف الرئيسي" لروسيا هو السيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجيش الروسي يدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع من منطقة كورسك. وأضاف "كان هدف العدو (من مهاجمة منطقة كورسك الروسية) إثارة التوتر لدينا وجعلنا مضطرّين لإعادة نشر قواتنا من منطقة إلى أخرى ووقف هجومنا في المناطق الرئيسية، خصوصا في دونباس التي يمثّل تحريرها أولويتنا". وأضاف: "نجحت قواتنا المسلّحة في تثبيت الوضع ودفع الجيش الأوكراني إلى التراجع تدريجا" من منطقة كورسك الروسية.
كما أعلن الرئيس الروسي، في تعليق ساخر على ما يبدو، أن روسيا ترغب في فوز كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرا إلى ما وصفه بضحكتها "المُعدية" بما هي سبب لتفضيلها على منافسها دونالد ترامب، وذلك بحسب ما نقلت وكالة رويترز التي قالت إن تعليقات بوتين جاءت بعد يوم من توجيه وزارة العدل الأميركية اتهامات لاثنين من المسؤولين في وسائل الإعلام الروسية بشأن مخطط مزعوم للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني من خلال الدعاية المؤيدة لروسيا.
وقال بوتين هذا العام قبل انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الانتخابي -أيضا بسخرية واضحة- إنه يفضله على ترامب لأن بايدن سياسي من "الطراز القديم" أكثر قابلية لتوقع خطواته. وردا على سؤال حول رأيه في الانتخابات الآن، ذكر بوتين في المنتدى أن الانتخابات خيار الشعب الأميركي. لكنه أضاف بعد ذلك أنه بما أن بايدن أوصى أنصاره بدعم هاريس "فسوف نفعل الشيء نفسه، سندعمها". وقال بوتين: "إنها تضحك بطريقة معبرة ومُعدية توحي بأن كل شيء على ما يرام بالنسبة إليها"، مضيفاً أن هذا ربما يعني أنها ستمتنع عن فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
البيت الأبيض يدعو بوتين إلى "التوقف عن التدخل" في الانتخابات
من جهته، دعا البيت الأبيض، الخميس، بوتين إلى "التوقف عن التدخل" في الانتخابات الأميركية، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لصحافيين، بحسب فرانس برس، إن "الأشخاص الوحيدين الذين يحددون هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة هم الشعب الأميركي. ونحن سنكون ممتنين جداً لو توقف السيد بوتين عن التحدث عن انتخاباتنا والتدخل فيها".
الكرملين: إجراء تعبئة جديدة غير مطروح للنقاش
من جهة أخرى، زعم الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، أن عدد الراغبين في التعاقد مع وزارة الدفاع الروسية للمشاركة في أعمال القتال في أوكرانيا في ازدياد. وفي معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت تجرى مناقشة إعلان تعبئة جديدة، قال بيسكوف لوكالة "تاس" الرسمية الروسية: "هناك تدفق كبير من الراغبين في التعاقد. بالفعل، هناك أعداد متزايدة من الأفراد يختارون التعاقد".
وأوضح أن روسيا تتخذ إجراءات اقتصادية من شأنها زيادة الإقبال على التعاقد، مؤكدا أن إعلان تعبئة جديدة غير مطروح للنقاش. وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الرئيس السابق دميتري مدفيديف قد زعم أن نحو 190 ألف فرد تعاقدوا مع وزارة الدفاع الروسية في النصف الأول من العام الحالي، وسط انتشار إعلانات في شوارع المدن الروسية تروج للأجور المغرية التي يتقاضاها العسكريون المتعاقدون وما يوفر لهم من مزايا.
وتغري هذه الإعلانات الشباب بإمكانية حصولهم على 5.3 ملايين روبل (حوالي 59 ألف دولار وفقا لسعر الصرف الحالي)، خلال العام الأول من التعاقد، شاملة الدفعة التي تصرف عند التعاقد والراتب الأساسي وكافة البدلات. إلا أن وكالة بلومبيرغ الأميركية نقلت، في منتصف أغسطس/آب الماضي، عن مصدرين مقربين من الكرملين ووزارة الدفاع الروسية قولهما إن الوضع الراهن مع الخسائر البشرية على الخطوط الأمامية قد يرغم روسيا على النظر في إجراء تعبئة جديدة بحلول نهاية العام، مع تقديم الأمر على أنه "تناوب" لمنح قسط من الراحة لمن يقاتلون حاليا.
وينص المرسوم الرئاسي رقم 647 المؤرخ بـ21 سبتمبر/أيلول 2022 على سريان عقود العسكريين حتى انتهاء فترة التعبئة الجزئية التي لم تُلغَ رسميا في روسيا حتى اليوم، بما لا يترك مجالا لتسريح العسكريين المتعاقدين أو من جرت تعبئتهم إلا في ثلاث حالات، هي بلوغ السن القانونية القصوى لأداء الخدمة العسكرية والأسباب الصحية ودخول أحكام بالسجن حيز التنفيذ.