قال الأمين العام لـ"حزب العدالة والتنمية" المعارض في المغرب، عبد الإله بنكيران، اليوم السبت، إنه يعارض الحملة التي أطلقها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، على خلفية الغضب الشعبي من ارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات غير مسبوقة رغم الانخفاض الذي تعرفه حاليا في الأسواق الدولية.
وأبدى بنكيران، في كلمة ألقاها خلال انعقاد الأمانة العامة بالمقر المركزي للحزب بالرباط مساء السبت، رفضه الانخراط في الحملة المطالبة برحيل رئيس الحكومة الحالي، مؤكدا أنه لن ينساق وراء من يقود تلك الحملات في العالم الافتراضي.
وقال: "لست متفقا مع رحيل الحكومة الحالية الآن، بل يجب أن يمنح لها الوقت الكافي حتى نرى ما هي قادرة عليه"، مضيفا "من له الحق في إعفائها هو الملك، ولن ترحل لا بهاشتاغ ولا استفتاء".
وتابع موجها كلامه للمنخرطين في الحملة المطالبة برأس رئيس الحكومة المغربي: "عليكم أن تعلموا أن الملك يراقب، وإذا رأى أن الشعب لم يعد يحتمل هذه الحكومة ولم يعد يريدها فسيعلن عن انتخابات سابقة لأوانها وهذا مطلوب في وقت معين".
وتصدر وسم #7dh_Gazoil (يطالب بخفض سعر الغازوال إلى 7 دراهم)، و(#8dh_Essence (يطالب بخفض سعر البنزين إلى 8 دراهم)، و"#Dégage_Akhannouch" (أخنوش ارحل) قائمة الوسوم الأكثر تفاعلا في المغرب منذ الأربعاء الماضي.
استمرار انخفاض سعر النفط في السوق العالمي لكن ليس هناك أي تغيير في ثمن البنزين، مافيا المحروقات تستمر في نهب جيوب المغاربة بقيادة الجامع بين المال و السلطة رئيس أسوأ حكومة في التاريخ.#7dh_Gazoil #8dh_Essence #Dégage_Akhannouch pic.twitter.com/T5MdSx3S4v
— Abderrahmane A.AMMI (@abdaitbella) July 14, 2022
وانتقد المشاركون في الحملة حكومة أخنوش جراء عدم اتخاذها أية تدابير من شأنها أن تخفف عن المغاربة من وطأة غلاء أسعار المحروقات، لافتين إلى أن سعر برميل النفط عندما كان ثمنه في يونيو/ حزيران الماضي أكثر من 120 دولارا ارتفع سعر المحروقات إلى أزيد من 16 درهما، لكن عندما انخفض الثمن في السوق الدولية إلى ما بين 90 و100 دولار للبرميل في يوليو/ تموز الحالي، ظل الثمن فوق 16 درهما.
واتهم المشاركون في الحملة رئيس الحكومة المغربي الحالي بـ"استهداف جيوب المغاربة" وبـ"مص دمائهم"، معتبرين أنه المستفيد الأول من ارتفاع أسعار المحروقات لكونه يمتلك أكبر شركة للمحروقات في السوق المغربية، وأنه اختار مصلحته الخاصة على المصلحة العامة برفضه تقليص الضرائب على واردات النفط والغاز وعدم تدخله لتقليص هامش الربح لشركات المحروقات.
وليست هي المرة الأولى التي يواجه فيها أخنوش حملة مماثلة، إذ وجد نفسه بعد 5 أشهر من قيادته للحكومة في منتصف فبراير/ شباط الماضي في مواجهة وسم "أخنوش ارحل" على منصة "تويتر" في المغرب، امتد تداوله لأيام، بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية في البلاد، ثم عاد هذا الوسم لأيام خلال شهر مارس/ آذار الماضي.
إلى ذلك، قال بنكيران إن على الحكومة الحالية أن تتدارك وأن تتخذ تدابير للتخفيف عن المواطنين، واستدرك موضحا:" لا أقول إنها يجب أن توقف الحرب على أوكرانيا لتنخفض أسعار البترول، لأن الحرب تتجاوزها وتتجاوز المغرب، ولا يعرف إلا الله ما ستكون نتائجها، ولكن الأكيد أنها ستكون صعبة، ولكن يجب أن تتخذ تدابير من الآن للتخفيف عن الناس”.
ودعا بنكيران الحكومة الحالية إلى ترشيد النفقات في الفترة المقبلة ودعم الفئات الهشة، مؤكدا أن عليها أن تقوم بدورها لتخفف على الناس في أدنى السلم (الطبقات الفقيرة) وتشرح لهم وتوضح لهم وتتخذ التدابير للمستقبل الذي لا نعرف كيف سيكون بسبب الأزمة التي يمر بها العالم.
يأتي ذلك في وقت انضم الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" المعارض إلى المحتجين على استمرار غلاء أسعار المحروقات رغم انخفاض أثمنة البترول في السوق الدولية.
وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في كلمة قصيرة بثتها صفحة الحزب الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس الجمعة: "حيرتنا هذه الحكومة وحيرت معها جميع المواطنات والمواطنين، الذين أصبحوا يقودون ضدها حملة واسعة، لما ارتفعت الأسعار على الصعيد العالمي للمحروقات، حيث سرعان ما انعكس هذا الأمر على المغرب، لينعكس أيضا بشكل طبيعي على أسعار المواد الأولية، التي تستعملها الفئات المستضعفة، والفئات الوسطى أساسا".
وكشف بنعبد الله، أن حزبه نبه الحكومة لخطورة وتأثير ما يحدث، على الوضعية الاجتماعية للمواطنين، لافتا إلى أنه "إذا كانت حكومة سياسية فعلا عليها أن تتدخل فورا وتوقف لهيب الأسعار".