كرّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن خلال لقائه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الالتزام الأميركي بالأمن الإسرائيلي.
ونقل موقع معاريف، والإذاعة الإسرائيلية، أن غالانت قال للوزير الأميركي خلال لقائهما اليوم: "أنت صديق حقيقي لإسرائيل، وقد جاءت زيارتك في وقت حرج، وهي تحمل رسالة واضحة للإقليم؛ الولايات المتحدة وإسرائيل موحدتان ضد إيران وكل طرف يهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
وردّ بلينكن من جانبه بالقول "إنه لم يكن بمقدوري أن أقول ذلك بكلمات أفضل، نحن موحدون. التزامنا بأمن إسرائيل مستمر وبدرجة أكبر. أقدر جداً هذه الفرصة لتبادل بعض الأفكار مع وزير الأمن".
ووصل بلينكن إلى إسرائيل، أمس الإثنين، والتقى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب إسرائيل ضد إيران، ومنعها من حيازة سلاح نووي.
كما شدد بلينكن خلال تصريحاته أمس واليوم على شجب عملية النبي يعقوب بالقدس، مكتفياً بتكرار الحديث عن التزام الإدارة الأميركية الحالية بحل الدولتين، داعياً الطرفين (الفلسطيني، والإسرائيلي)، إلى ما أسماه الامتناع عن العمليات التي من شأنها تشويش هذا الحل كلياً.
وتجاهل بلينكن كلياً جرائم الاحتلال وممارساته، واستمرار النشاط الاستيطاني، خصوصاً في ظل إعلان نتنياهو، بعد عملية النبي يعقوب الخميس الماضي، أن الكابينت السياسي والأمني لحكومة الاحتلال قرر في سياق الرد على العملية تكثيف وتعزيز البناء الاستيطاني.
اهتمام بالانتقادات الأميركية لخطة "الإصلاحات القضائية"
إلى ذلك، برزت في تغطية الإعلام الإسرائيلي للزيارة، الانتقادات التي وجهها بلينكن بشكل دبلوماسي للتغييرات التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها في الجهاز القضائي والقوانين المختلفة المقترحة التي تمس بحريات وحقوق الأقليات، والإكراه الديني وصلاحيات المحكمة العليا.
واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تركيز بلينكن في تصريحاته، أمس، على وجوب تعزيز الديمقراطية وعدم المس بالأقليات المختلفة، وعلى وجوب المساواة، بمثابة "درس في الديمقراطية" لقنه بلينكن لنتنياهو، وفق ما ذهب إليه الصحافي يوسي فيرتير في "هآرتس".
في المقابل، أكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" الموالية لنتنياهو، أن مقربين من الأخير عقبوا على تصريحات بلينكن في هذا السياق بأن الأمر يبقى في نهاية المطاف من الشؤون الداخلية لإسرائيل.
وكان بلينكن بحث أيضاً موضوع "التغييرات القضائية" والمخاوف على "الديمقراطية" مع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ.
على خط موازٍ، قال موقع معاريف إن اللقاء الذي أجري بين بلينكن وزعيم المعارضة، يئير لبيد، صباح اليوم، تناول مسألة التغييرات التي تعتزم حكومة نتنياهو تنفيذها، وهي تغييرات تعتبرها المعارضة في إسرائيل انقلاباً على الديمقراطية.
وقال الموقع نقلاً عن مصادر وصفها بأنها مطلعة على ما دار في اللقاء، إن الأميركيين قلقون مما يحدث، أخيراً، في إسرائيل، وإن ما يحدث هو محاولة لإضعاف الديمقراطية، وهو ما يشكل تهديداً للعلاقات بين الدولتين.
وفي إطار الزيارة التقى بلينكن، اليوم، ممثلين لجمعيات من المجتمع المدني، في لقاء خاص نظمته السفارة الأميركية في إسرائيل وليس وزارة الخارجية، وهو لقاء اعتبر أنه خارج عن المألوف.
وفي هذا السياق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بلينكن قوله لممثلي جمعيات المجتمع المدني، وبينها جمعيات للمثليين جنسياً، وأخرى تحصل بشكل عام على تمويل من جهات أميركية، إن ممثلي هذه الجمعيات هم بمثابة البوصلة للولايات المتحدة في نظرتها للديمقراطية في إسرائيل.