بلينكن يصل إلى القاهرة في مستهل جولته بالمنطقة

29 يناير 2023
بلينكن خلال لقاء حواري في الجامعة الأميركية بالقاهرة (محمد عبد الغني/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، في مستهل جولة بالمنطقة تستمر ثلاثة أيام، كانت مقررة منذ فترة طويلة، وتتزامن مع التصعيد الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، ويتضمن جدول أعمال الزيارة مناقشة قضايا إيران، والحرب في أوكرانيا.

ومن المقرر أن يلتقي خلال زيارته الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري سامح شكري لبحث آخر تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقام بلينكن بزيارة الجامعة الأميركية بوسط القاهرة حيث التقى مجموعة من الناشطين الشباب، وقال "من المهم بالنسبة إلينا ليس فقط أن تتشارك الحكومات، ولكن أيضاً إشراك جميع شرائح المجتمع وخصوصاً الجيل الصاعد"، في إشارة إلى الشباب.

وبعد القاهرة، سيتوجه بلينكن، الإثنين، إلى القدس المحتلة، حيث سيعقد أول محادثات مباشرة له مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، منذ عودة الأخير إلى السلطة على رأس حكومة تعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

وسيتوجه بلينكن أيضاً إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين وأعضاء في المجتمع المدني.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، غرد بلينكن على "تويتر" قائلاً: "أتوجه إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية. إنّ رحلتي الرابعة إلى المنطقة بصفتي وزير الخارجية تؤكد التزامنا بتعميق العلاقات الثنائية، والعلاقات بين الشعوب، وتعزيز حقوق الإنسان، وتقوية الأمنين الإقليمي والعالمي".

وتأتي جولة بلينكن التي  ضمن المساعي الأميركية لتهدئة الأوضاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث بلغ التوتر الذروة مع المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين، الخميس الماضي، وراح ضحيتها 9 شهداء فلسطينيين، ليأتي الرد عليها بعمليتين فرديتين في القدس المحتلة، أدت إحداها، الجمعة، إلى مقتل 7 إسرائيليين في مستوطنة "النبي يعقوب"، فيما أصيب مستوطنان إسرائيليان، أمس السبت، في سلوان.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الخميس، في بيان، أن جولة بلينكن ستكون بهدف التشاور مع  الشركاء المعنيين بشأن "مجموعة من الأولويات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، وملف إيران، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، والحفاظ على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

ووفق البيان نفسه، "سيشدد الوزير في اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على الحاجة الملحة إلى أن يتخذ الطرفان خطوات للتخفيف من حدة التوترات، بغرض وضع حد لدائرة العنف التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء".

وسيشدد بلينكن على "أهمية الحفاظ على الوضع القائم التاريخي" في الحرم القدسي في القدس الشرقية.

ويقول الباحث آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأميركي السابق والخبير في معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، "أعتقد أن أفضل ما يمكن للأميركيين التوصل إليه هو أن يستقر الوضع لتفادي تكرار مايو/ أيار 2021"، في إشارة إلى الحرب على قطاع غزة.

ويرى الخبير في معهد واشنطن غيث العمري أنّ زيارة بلينكن "لا تشير إلى أي تغيير في الموقف الأميركي حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، لكنه توقّع ألا تكون "المحادثات مع محمود عباس مريحة".

كما ستتناول محادثات بلينكن "اتفاقات أبراهام" (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل) التي تم التوصل إليها في 2020 برعاية أميركية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية عدة، ويأمل نتنياهو أن تنضم السعودية إليها.

وإلى جانب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، سيبحث بلينكن في القاهرة مجموعة من القضايا الإقليمية، بينها الوضع في ليبيا والسودان. وفي مقابلة مع قناة "العربية"، أوردها بيان للخارجية الأميركية، شدد بلينكن على أنّ الانتخابات في ليبيا هي "الخطوة التالية الأكثر أهمية" للبلاد.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)