استمع إلى الملخص
- تسعى الولايات المتحدة لاستغلال الوضع الحالي في غزة للتوصل إلى حل ووقف إطلاق النار، لكن تواجه تحديات مثل عدم وضوح مستقبل حماس وعدم اتفاق الدول العربية على إدارة غزة.
- تركز جولة بلينكن على إعادة الإعمار والحكم في غزة، ودعوة لحل دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله في لبنان وسط تصاعد التوترات.
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إلى تل أبيب، حيث من المقرر أن يبحث سبل إحياء الجهود التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وكان بلينكن قد توجه إلى المنطقة، الاثنين، في جولة تهدف إلى بدء مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب على غزة ونزع فتيل الصراع في لبنان. وستكون هذه الجولة هي الحادية عشرة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام. ومن المقرر أن يزور بلينكن دولاً عربية في المنطقة. ولم تحدد وزارة الخارجية الأميركية المحطات الإضافية لبلينكن، فيما علم "العربي الجديد" أنه سيزور القاهرة يوم غد الأربعاء.
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي يرافق الوزير الأميركي على متن الطائرة للصحافيين إنّ بلينكن سيتوجه إلى الأردن، الأربعاء، للتباحث مع المسؤولين الأردنيين على وجه الخصوص في سبل إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمّر من جراء الحرب المتواصلة منذ سنة كاملة. وأضاف المسؤول طالباً عدم الكشف عن هويته، أنّ وزير الخارجية يعتزم أيضاً التباحث مع القادة الإسرائيليين بشأن الضربة الإسرائيلية المتوقّعة ضدّ إيران بهدف ثنيهم عن أيّ عمل من شأنه أن يزيد تفاقم الصراع الإقليمي.
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لـ"سي أن أن"، إن تصور إدارة الرئيس جو بايدن غير واضح بشأن ما قد تحمله الأسابيع المقبلة لمستقبل حماس، وكذلك المحادثات بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة. ولفت المسؤول الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تحاول الاستفادة من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار من أجل التوصل إلى حل، لافتاً إلى حاجة الحركة إلى تحديد قيادتها من أجل العودة إلى المفاوضات.
وأوضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع التأكيد ما إذا كان سيستطيع القائد الجديد لحماس في نهاية المطاف فرض السيطرة داخل الجماعة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين، ما يعني أن إمكانية إجراء تفاوض مثمر في المستقبل ليست مؤكدة.
وأضاف المسؤول أن بلينكن سيناقش خلال جولته أيضاً خطط اليوم التالي لحرب غزة، التي كانت الولايات المتحدة تعمل عليها أغلب أوقات العام الماضي. وأكد المسؤول أن محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في الأسابيع الأخيرة، موضحا أنه "تمت مناقشة تفاصيل محددة، لكن لا يزال هناك عائق كبير، فالدول العربية غير متفقة على الشكل الذي ينبغي أن تبدو عليه إدارة غزة بعد الحرب".
وقال المسؤول إنه حين يتعلق الأمر بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا في غزة، نظرًا للوضع الإنساني المروع هناك للفلسطينيين في الأشهر الأخيرة، سيقوم بلينكن بتقييم التحسينات التي قامت بها إسرائيل، والخطوات التي لا تزال بحاجة إلى اتخاذها، منذ أن أرسلت الإدارة رسالة إلى إسرائيل تضغط عليها لاتخاذ المزيد من الإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد قالت في بيان إن الجولة يتوقع أن تستمر حتى الجمعة، وسيبحث خلالها بلينكن في "أهمية إنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني". لكن البيت الأبيض سعى للإشارة إلى أن الجولة لا يتوقّع أن تحقق اختراقاً. وقال المتحدث جون كيربي في تصريح للصحافيين: "لا يمكنني القول إن المفاوضات ستستأنف في الدوحة أو القاهرة أو في أي مكان آخر".
وسيتطرق بلينكن إلى قضايا "اليوم التالي" للحرب في غزة في ما يتعلق بمسائل إعادة إعمار القطاع وحُكمه، وهي مهام يُتوقّع أن تكون جسيمة، وفقا لوزارة الخارجية. وسبق لدول عربية أن حذّرت من أنّها لن تساهم في تمويل فاتورة إعادة إعمار غزة إذا لم يكن هناك أفق لقيام دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأضافت الخارجية أنّ الوزير الأميركي سيدعو أيضا إلى "حلّ دبلوماسي" بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث امتنعت الولايات المتّحدة حتى الآن عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وتأتي جولة بلينكن بالمنطقة عقب استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار وفي وقت تكثف فيه إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وضد حزب الله في لبنان، إذ شن جيش الاحتلال، الاثنين، ضربات عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، إحداها قرب مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وهو المستشفى الحكومي الرئيسي في العاصمة، ما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين. وفي قطاع غزة، يواصل الاحتلال حصار مناطق شمال القطاع على وقع جرائم متتالية.