استمع إلى الملخص
- شهود عيان أكدوا أن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل عائشة نور، وطالبت واشنطن بتحقيق شفاف وسريع، بينما دعت أطراف أخرى إلى تحقيق مستقل.
- شيعت حشود فلسطينية جثمان عائشة نور، وتعهد الرئيس التركي أردوغان بمحاسبة إسرائيل قانونياً، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة وغزة.
بلينكن: القوات الإسرائيلية تحتاج لتغيير طريقة عملها في الضفة
شهود عيان أكدوا أن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل عائشة نور
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إن مقتل الناشطة الأميركية التركية عائشة نور أزغي أيغي في احتجاج في الضفة الغربية المحتلة الجمعة الفائت "غير مبرر ولم يسبقه استفزاز"، ويظهر أن قوات الأمن الإسرائيلية "بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات الأساسية في قواعد الاشتباك الخاصة بها".
وأضاف بلينكن، في أقوى تصريحات له حتى الآن ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي: "لا يجب إطلاق النار على أي شخص أو قتله لمجرد مشاركته في احتجاج". وتابع خلال مؤتمر صحافي في لندن: "في تقديرنا، تحتاج قوات الأمن الإسرائيلية إلى إجراء بعض التغييرات الأساسية في الطريقة التي تعمل بها في الضفة الغربية، والتي تشمل تغييرات في قواعد الاشتباك الخاصة بها".
وأقر الجيش الإسرائيلي بعد تحقيق أولي بقتله الناشطة الأميركية التركية عائشة نور أزغي أيغي، لكنه زعم أن ذلك حدث "بشكل غير مقصود". ويأتي ذلك رغم تأكيد شهود عيان أن الناشطة استهدفها قناص بالجيش الإسرائيلي، وأن هذا القناص كان يستطيع رؤيتها جيدا، وأنه صرخ ورقص فرحاً بعدما أصابها في رأسها.
وقال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، اليوم الثلاثاء، إن قادته أجروا تحقيقا في حادث قتل عائشة نور لدى مشاركتها في فعالية منددة بالاستيطان في بلدة بيتا بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية. وأضاف زاعما: "خلص التحقيق إلى أنه من المحتمل جدا أن تكون (عائشة نور) أصيبت بشكل غير مباشر وغير مقصود بنيران للجيش الإسرائيلي لم تكن موجهة إليها، بل إلى المحرض الرئيسي للشغب". وتابع أن الحادث وقع أثناء ما زعم أنها "أعمال شغب عنيفة" لعشرات من الفلسطينيين عبر "حرق الإطارات وإلقاء الحجارة على قواتنا في بيتا"، في إشارة إلى الفعالية المنددة بالاستيطان الذي يجرمه المجتمع الدولي. وأكمل الجيش: "في أعقاب الحادث، بدأ قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية تحقيقا، وسيتم تقديم النتائج للمراجعة من قبل هيئة المدعي العام العسكري عند الانتهاء منها". ولفت إلى أن إسرائيل "أرسلت طلبا لإجراء تشريح لجثة عائشة نور"، دون أن يوضح أي جهة جرى رفع الطلب إليها.
وزاد الجيش الإسرائيلي، في بيانه، أنه "يعرب عن أسفه العميق" لمقتل عائشة نور. ويأتي ذلك فيما أكد محافظ نابلس غسان دغلس لوكالة الأناضول التركية، السبت الماضي، أن "تشريح جثمان عائشة نور أثبت مقتلها برصاصة قناص إسرائيلي في الرأس".
شهود عيان على مقتل عائشة نور
وفي أحاديثهم لـ"الأناضول" خلال وقت سابق، أكد شهود عيان فلسطينيون وإسرائيليون أن الجيش الإسرائيلي "تعمد" قتل عائشة نور. وصرح الناشط الإسرائيلي جوناثان بولاق، الذي كان شارك عائشة نور في الفعالية الاحتجاجية ضد الاستيطان في بلدة بيتا، بأن جنودا إسرائيليين قتلوا عائشة نور بإطلاق رصاصة عليها "رغم أنهم كانوا قادرين على رؤيتها وتمييز أنها متضامنة أجنبية". وأكد بولاق أن واقعة قتل عائشة نور "متعمدة" و"ليست حادثا معزولا"؛ إذ "سبق أن قتلت القوات الإسرائيلية 17 شخصا خلال مظاهرات ببلدة بيتا منذ عام 2021".
فيما قال منير خضير، وهو شاهد عيان فلسطيني، إن القناص الإسرائيلي الذي قتل عائشة نور "رقص فرحاً" بعد إصابتها. وأضاف خضير، الذي يسكن على التلة التي تمركز فيها الجنود الإسرائيليون، أن القناص كان على سطح أحد المنازل، وأن موقعه يمنحه رؤية المكان الذي وُجِدت فيه عائشة نور بكل سهولة.
وبينما طالبت واشنطن تل أبيب بإجراء تحقيق "شفاف وسريع" في مقتل عائشة نور، تصاعدت المطالبات بإجراء تحقيق مستقل بواقعة قتلها في ظل عدم الثقة في ما سيصدر عن الجانب الإسرائيلي. وجاءت تلك المطالبات بإجراء تحقيق مستقل من أطراف عدة، بينها عائلة عائشة نور ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وعضو الكونغرس الأميركي تشوي غارسيا.
والاثنين الماضي، شيعت حشود من الفلسطينيين في مدينة نابلس جثمان عائشة نور بمراسم عسكرية وشعبية، وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان، وترأسهم محافظ نابلس غسان دغلس، بمشاركة قادة من مختلف الفصائل الفلسطينية، وحضور شعبي واسع.
وفي السياق، تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، باتخاذ بلاده كافة الخطوات القانونية لمحاسبة إسرائيل على قتل الناشطة التركية الأميركية عائشة نور أزغي إيغي. وقال أردوغان عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، إن بلاده ستواصل ملاحقة إسرائيل على أعلى المستويات وعبر محكمة العدل الدولية أيضا. وشدد على أنه "بات من المُلح عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القادة وإظهار موقف حازم للعالم الإسلامي"، في ما يخص التطورات على الساحة الفلسطينية.
وبموازاة حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، ما أسفر عن استشهاد 692 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال أكثر من 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية. فيما أسفرت حرب إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، على غزة عن نحو 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)